عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2019, 09:43 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مات القرآن في حسنا .. أو نام ....



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين


===================================
======== القرآن .

فهو كائن حي متحرك .

فهو يعمل و يتحرك في وسط الجماعة المسلمة ، ويواجه حالات واقعة فيدفع هذه و يقر هذه ، و يدفع الجماعة المسلمة و يوجهها .

فهو في عمل دائب ، و في حركة دائبة .. إنه في ميدان المعركة و في ميدان الحياة .. و هو العنصر الدافع المحرك الموجه في الميدان .



======== و نحن أحوج ما نكون إلى الإحساس بالقرآن على هذا النحو ..

و إلى رؤيته كائناً حياً متحركاً دافعاً .

لقد انفصل القرآن في حسنا عن واقعه التاريخي الحي ..

و لم يعد يمثل في حسنا تلك الحياة التي وقعت يوما ما على الأرض ، في تاريخ الجماعة المسلمة ..

و لم نعد نذكر أنه كان في أثناء تلك المعركة المستمرة هو " الأمر اليومي " للمسلم المجند ، و هو التوجيه الذي يتلقاه للعمل و التنفيذ ..

مات القرآن في حسنا .. أو نام ..

ولم تعد له تلك الصورة الحقيقية التي كانت له عند نزوله في حس المسلمين .

و أصبحنا نتلقاه إما ترتيلا منغما نطرب له ، أو نتأثر التأثر الوجداني الغامض السارب ..

و إما أن نقرأه أوراداً أقصى ما تصنع في حس المؤمنين الصادقين منا أن تنشئ في القلب حالة من الوجد أو الراحة أو الطمأنينة المبهمة المجملة .



======== و القرآن ينشئ هذا كله .

و لكن المطلوب – إلى جانب هذا كله – أن ينشئ في المسلم وعياً و حياة .

نعم المطلوب أن ينشئ حالة وعي يتحرك معها القرآن حركة الحياة التي جاء لينشئها .

المطلوب أن يراه المسلم في ميدان المعركة التي خاضها ، و التي لا يزال مستعداً لأن يخوضها في حياة الأمة المسلمة .

المطلوب أن يتوجه إليه المسلم ليسمع منه ماذا ينبغي أن يعمل – كما كان المسلم الأول يفعل –

و ليدرك حقيقة التوجيهات القرآنية فيما يحيط به اليوم من أحداث و مشكلات و ملابسات شتى في الحياة ..

و ليرى تاريخ الجماعة المسلمة ممثلاً في هذا القرآن ، متحركاً في كلماته و توجيهاته ، فيحس حينئذ أن هذا التاريخ ليس غريبا عنه . فهو تاريخه .

وواقعه اليوم هو امتداد لهذا التاريخ .

و ما يصادفه اليوم من أحداث هو ثمرة لما صادف أسلافه ، مما كان القرآن يوجههم إلى التصرف فيه تصرفاً معيناً .

و من ثم يحس أن هذا القرآن قرآنه هو كذلك .


 


رد مع اقتباس