عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2018, 02:22 PM   #1
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي أين دور أولادنا في بيوتنا





أين دور أولادنا في بيوتنا ؟!
🔘 قصة وعبرة
( فكم من أولاد في بيوت آبائهم ضيوف‼ )
يقول : د . عبد العزيز الأحمد حفظه الله .

فواز من طلابي الإيجابيين ، ذو تسعة عشر ربيعًا ، صاحب خُلق وجد ، يدرس في المستوى الثاني قسم اللغة الإنجليزية ، وكنت أدرسهم مادة " مهارات التفكير "

كان من ضمن موضوعات المقرر :
" مهارة حل المشكلات "
والتي تدور حول الإحساس بالمشكلة ، وتحديدها ، وجمع بياناتها ، وتبويب البيانات ، ومعرفة الأشخاص الذين لهم علاقة بها ، ثم وضع الحلول المتعددة والبدء بالأسهل ، ثم التطبيق ، وأخيرًا التقييم ، مع التأكيد على أهمية الدقة والموضوعية .
كان من ضمن أسلوب حل المشكلات ، ملحظ حيوي جدًا ، وهو أنّه أثناء السعي لحل المشكلة ، لابد للشخص من الشعور بأنه جزء من المشكلة حتى يتحمل جزءًا من الحل .

ومن هنا تبدأ القصّة .

كنتُ أعطي الطلاب على أيّ موضوع تطبيقًا ، وكان ذلك بالنسبة لي ولهم كامتحان أعمال السنة ، من هؤلاء كان " فواز " طلبت منه محاضرة وحفزته لها ، فبدأ فواز يفكر و يتأمل ، وبدأ يحكي قصته :
أبي و أمي شبه منفصلين وهما في بيت واحد ، الشجار ديدنهما ، يدخل أبي البيت بعد عمله مجهدًا ، وأمي مشغولة بإخوتي أو بإعداد الطعام أو نظافة البيت ، فليس الوضع مهيأً ، ينزعج أبي جدا فيرفع صوته ، فتغضب أمي ، ثم يبدأ الصخب والسباب .
نحن في البيت عددنا كبير ، أنا في الجامعة ، أختي في الثانوية ، إخوة لي في المتوسط والابتدائي ، وجميعنا نشاهد ذلك الصخب ، فينقلب ألـمـا في نفوسنا وبكاءً في أعيننا ، تطور الأمر حتى طلق أبي أمي مرتين ولم يبقَ سوى الطلقة الأخيرة ، تطور الشقاق وأصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب ، ولا يحب الجلوس في البيت ، أمي معظم الوقت متضايقة ومتوترة ، يقول فواز :
لـمَّـا أخذت مهارات التفكير وأهميتها وكيف أهملناها ؟!
و بدأت أمارس التفكير الناقد ، والتفكير الإبداعي ، فعلا أحسست بأني كنت مهملا نفسي وحياتي ، وكيف بلغت بي السلبية إلى عدم وجود أي أثر أو مشاركة لي في البيت ، فقط أدرس ، آكل ، أشرب ، أنام ، وقد ألعب مع إخواني ، ولي طلعات مع أصدقائي ، أختي مثلي كذلك ، كلانا نعزف نغم السلبية في بيتنا ، يقول فواز :
و لَـمَّـا درسنا آليات حل المشكلات ، وطبقت ومارست ، عرفت كم أنا مقصر مع نفسي وأبي وأمي ؟!
كنت أتصور أن المهمات والمسئوليات على أبي و أمي فقط ، أما نحن فلا .
وقد حركني تجاههما أمران أنت يا دكتور ذكرتهما ، إذا أحسستَ بمشكلة حولك فلن تحلها حتى تُحسَ بأنك جزءٌ من المشكلة والحل ، والأمر الآخر أنه لا شيء مستحيل ، هنا فعلا فكرت كيف أنقد والدي ووالدتي وأنقد نفسي وإخوتي ؟!
أين دوري ؟
ثم فكرت بأسباب المشكلة ، فوجدت من أبرزها : أن هناك ضغطا جسديا ونفسيا على الوالدين ، فالأب يعمل في الصباح حتى قبيل العصر ، ثم يأتي مجهدًا فيتابع البيت ومتطلباته ، ومتابعتنا تعليميا وتربويا ، إضافة إلى مهام الأسرة و الأقارب .. إلى آخره
لاحظت أن أبي لديه ( 14 ) مهمة ، وأمي لديها مثل ذلك أو قريبا من ذلك .
في البيت : أنا وأختي لا نشارك إطلاقًا ،
فوضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي : المشتريات ، متابعة دروس أخي الصغير ،
القيام " بمشاوير " الوالدة ، إضافة الى إحداث جلسة للأسرة في بعض المغربيات
أديرها أنا وفيها حوار وفوائد وطرائف .
أيضا أختي ناقشتها بما أنا عازم عليه فاقتنعت بإعانة أمي ،
فقامت أختي بأربع مسئوليات : تقوم بالإشراف على سفرة الطعام تقديمًا ،
وتنظيفًا ، تعين في تنظيف البيت ، تُشرف على نظافة أختي الصغيرة ،
وتدرس أختي الصغيرة الأخرى .
بقينا ننفذ ذلك البرنامج قرابة شهر .
لاحظت تغيرًا واضحًا في نفسية الوالد ، أمي هدأت أكثر ،
نحن بدأنا نحس بدورنا في البيت ، وغاب أكثر من ( 60 % ) من المشكلات‼

في الحقيقة أنا أعجبت بهذه المبادرة والذكاء من فواز فحفزته ، وشجعته ،
وحثثته على شكر أخته وأن يعطيها هدية كحافز ،
بعد ذلك اقترحت عليه أن يطلب من أبيه طلبا والمهمة نفسها تقوم بها أخته .
وهو أن يعطيا والديهما :
" إجازة الوالدين من الأسرة "
بحيث يطلبان منهما أخذ إجازة ويذهبان بمفردهما إلى مكان في بلدهم ،
أو خارجها لمدة ثلاثة أيام وينسيان هموم البيت والأسرة والأولاد
ليستجمّا ويرتاحا ، ثم يعودا أكثر نشاطًا ، وقلت له :
ربما يرفض الوالدان من باب الخوف عليكما .
فجهز حلاً مناسبًا ، وهو تذهبان لبيت جدك وجدتك يومًا ،
واليوم الآخر تأتي جدتك إليكم ، وفعلًا فواز وأخته نظما الأمر
واختارا وقتًا مناسبًا ، وهيأ كل منهما الوضع ، وطلبا من والديهما أن يرتاحا عدة أيام ليجددا الحياة .
في أول الأمر رفضا خوفًا عليهما من تركهما وحدهما - وحياء ربما -
ولكنهما في الأخير اقتنعا .
وفي الأسبوع الذي يليه حزما حقائبهما وسافرا ظهر الأربعاء ،
ولم يرجعا إلا العاشرة ليلة السبت ، وكان بينهما وأولادهما الهاتف ، قال لي فواز ، وهو يضحك :
رجع والدايَ - والله - كعروسين ،
ووجه أمي ينضح بالبُشرى والارتواء كأنها عروسة اللحظة ،
أما أبي فلقد كان سعيدا مطمئنًا .
غاب حزن أبي وترك حبوب الاكتئاب ، وعند دخوله البيت ضمّني
وقبلني ثم بكى ، وقال :
حبيبي فواز ، كان حقًا عليّ أن أزوجك ، فإذا بك أنت من يزوجني .
كان لزامًا عليّ أن أبني سعادة بيتنا ، فإذا بك أنت وأختك من يمد قلبي وقلب أمك بالحب والحنان بعدما كاد ينكسر الزجاج ، و ينثلم الفؤاد .
يا بني ، علمتني أنت وأختك أن الحياة نحن من يصنعها في داخلنا ، علمتني أنت وأختك بذكائكما ولباقتكما ، أن المشاركة للكل راحة للكل ، وأن المركزية تقتل سعادة المرء ، فهو متعب دائمًا والناس معه متعبون ، والآن شاركتم و بادرتم وأرحتم تعبي وجددتم حياتي .
انتهت القصة .

كتب ذلك كله لي " فواز "
وقال لي :
يا دكتور لقد غابت المشكلة كلها تقريبًا ، لكن لأول مرة أدرس العلم تطبيقًا .

هنا يا أحبابي أرغمني " فواز " أن أعطيه الدرجة كاملة .

أولادنا عندما يتحرّرون من اﻷنانية ، يُصبحون نعمة❗

أرسلوها لأولادكم ؛ فكم من أولاد في بيوت آبائهم ضيوف‼


 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس