إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } الإسراء .
هكذا على وجه الإطلاق فيمن يهديهم و فيما يهديهم ، فيشمل الهدى أقواماً و أجيالاً بلا حدود من زمان أو مكان ، و يشمل ما يهديهم إليه كل منهج و كل طريق ، وكل خير يهتدي إليه البشر في كل زمان و مكان .
=========== يهدي للتي هي أقوم ============
+=+=+=+ في عالم الضمير و الشعور .
بالعقيدة الواضحة البسيطة التي لا تعقيد فيها و لا غموض ، و التي تطلق الروح من أثقال الوهم و الخرافة ، و تطلق الطاقات البشرية الصالحة للعمل و البناء ، و تربط بين نواميس الكون الطبيعية و نواميس الفطرة البشرية في تناسق و اتساق .
+=+=+=+ في التنسيق بين ظاهر الإنسان و باطنه .
و بين مشاعره و سلوكه ، و بين عقيدته و عمله ، فإذا هي كلها مشدودة إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم ، متطلعة إلى أعلى و هي مستقرة على الأرض ، و إذا العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى الله و لو كان هذا العمل متاعاً و استمتاعا بالحياة .
+=+=+=+في عالم العبادة بالموازنة بين التكاليف و الطاقة .
فلا تشق التكاليف على النفس حتى تمل و تيأس من الوفاء .... و لا تسهل و تترخص حتى تشيع في النفس الرخاوة و الاستهتار، و لا تتجاوز القصد و الاعتدال و حدود الاحتمال .
+=+=+=+في علاقات الناس بعضهم ببعض .
أفراداً و أزواجاً ، و حكومات و شعوباً ، و دولاً و أجناساً ، و يقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي و الهوى ، و لا تميل مع المودة و الشنآن ، و لا تصرفها المصالح و الأغراض .
الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه و هو أعلم بمن خلق ، و أعرف بما يصلح لهم في كل أرض و في كل جيل ، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم و نظام المال و نظام التعامل الدولي اللائق بعالم الإنسان .
+=+=+=+في تبني الديانات السماوية جميعها
و الربط بينها كلها ، و تعظيم مقدساتها و صيانة حرماتها فإذا البشرية كلها بجميع عقائدها السماوية في سلام و وئام .
|