عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2019, 11:21 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي و لا يسأل حميم حميماً ....



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .

===================================

======== { و لا يسأل حميم حميماً . يبصرنهم . يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه و صاحبته و أخيه و فصيلته التي تؤويه و من في الأرض جميعاً ثم ينجيه } المعارج

إن الناس في هم شاغل ، لا يدع لأحد منهم أن يتلفت خارج نفسه ، و لا يجد فسحة في شعوره لغيره .. " و لا يسأل حميم حميماً "

فلقد قطع الهول المروّع جميع الوشائج ، و حبس النفوس على همها لا تتعداه ..

و إنهم ليعرضون بعضهم على بعض " يبصّرنهم " كأنما عمداً و قصداً و لكن لكل منهم همه ، و لكل ضمير منهم شغله ..

فلا يهجس في خاطر صديق أن يسأل صديقه عن حاله ، و لا أن يسأله عونه . فلكرب يلف الجميع و الهول يغشى الجميع .



======== فما بال " المجرم " ؟

إن الهول ليأخذ بحسه ، و إن الرعب ليذهب بنفسه ، و إنه ليود لو يفتدي من عذاب يومئذ بأعز الناس عليه ، ممن كان يفتديهم بنفسه في الحياة ، و يناضل عنهم ، و يعيش لهم ، .. ببنيه . و زوجه . و أخيه ، و عشيرته القريبة التي تؤويه و تحميه .

بل إن لهفته على النجاة لتفقده الشعور بغيره على الإطلاق . فيود لو يفتدي بمن في الأرض جميعاً ثم ينجيه ..

و هي صورة للهفة الطاغية و الفزع المذهل و الرغبة الجامحة في الإفلات .. صورة مبطنة بالهول ، مغمورة بالكرب ، موشاة بالفزع ، ترتسم من خلال التعبير القرآني الموحي .



======== و بينما المجرم في هذه الحال يتمنى ذلك المحال يسمع ما ييئس و يقنط من كل بارقة من أمل ، كما يسمع الملأ جميعاً حقيقة الموقف و ما يجري فيه :

{ كلا ! إنها لظى . نزاعة للشوى . تدعو من أدبر و تولى و جمع فأوعى } .

إنه مشهد تطير له النفس شعاعاً بعد ما أذهلها كرب الموقف و هوله " كلا " في ردع عن تلك الأماني المستحيلة في الافتداء بالبنين و الزوج و الأخ و العشيرة و من في الأرض جميعا .. "كلا إنها لظى " نار تتلظى و تتحرق " نزاعة للشوى " تنزع الجلود عن الوجوه و الرؤوس نزعاً .. و هي غول مفزعة ذات نفس حية تشارك في الهول و العذاب عن إرادة و قصد .

" تدعو من أدبر و تولى و جمع فأوعى " تدعوه كما كان يدعى من قبل إل الهدى فيدبر و يتولى . و لكنه اليوم إذ تدعوه جهنم لا يملك أن يدبر و يتولى .

و لقد كان من قبل مشغولاً عن الدعوة بجمع المال و حفظه في الأوعية . فأما اليوم فالدعوة من جهنم لا يملك أن يلهو عنها و لا يملك أن يفتدي بما في الأرض كله منها .


 


رد مع اقتباس