عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2019, 10:34 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي إن الإنسان خلق هلوعا ....



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .




======== { إن الإنسان خلق هلوعاً : إذا مسه الشر جزوعاً . و إذا مسه الخير منوعاً } المعارج .

لكأنما كل كلمة لمسة من ريشة مبدعة تضع خطاً في ملامح هذا الإنسان . حتى إذا اكتملت الآيات الثلاث القصار المعدودة الكلمات نطقت الصورة و نبضت بالحياة .

و انتفض من خلالها الإنسان بسماته و ملامحه الثابتة . هلوعاً جزوعاً عند مس الشر ، يتألم للذعته ، و يجزع لوقعه ، و يحسب أنه دائم لا كاشف له . و يظن اللحظة الحاضرة سرمداً مضروباً عليه ، و يحبس نفسه بأوهامه في قمقم من هذه اللحظة و ما فيها من الشر الواقع به .

فلا يتصور أن هناك فرجاً ، و لا يتوقع من الله تغييرا . و من ثم يأكله الجزع ، و يمزقه الهلع . ذلك أنه لا يأوي إلى ركن يشد من عزمه ، و يعلق به رجاءه و أمله .



======== منوعاً للخير إذا قدر عليه .

يحسب أنه من كده و كسبه فيضن به على غيره ، و يحتجنه لنشخصه ، و يصبح أسير ما ملك منه ، مستعبداً للحرص عليه ذلك أنه لا يدرك حقيقة الرزق و دوره هو فيه ، و لا يتطلع إلى خير منه عند ربه و هو منقطع عنه خاوي القلب من الشعور به فهو هلوع في الحالتين .. هلوع من الشر . هلوع على الخير ... و هي صورة بائسة للإنسان حين يخلو قلبه من الإيمان .



======== و من ثم يبدو الإيمان بالله مسألة ضخمة في حياة الإنسان .لا كلمة تقال باللسان ، و لا شعائر تعبدية تقام .

إنه حالة نفس و منهج حياة ، و تصور كامل للقيم و الأحداث و الأحوال .

وحين يصبح القلب خاوياً من هذا المقوم فإنه يتأرجح و يهتز و تتناوبه الرياح كالريشة ، و يبيت في قلق و خوف دائم ، سواء أصابه الشر فجزع أم أصابه الخير فمنع .

فأما حين يعمره الإيمان فهو منه في طمأنينة و عافية لأنه متصل بمصدر الأحداث و مدبر الأحوال ، مطمئن إلى قدره شاعر برحمته مقدر لابتلائه ، متطلع دائما إلى فرجه من الضيق و متجه إليه بالخير ، عالم أنه ينفق مما رزقه ، و أنه مجزي على ما أنفق في سبيله ، معوض عنه في الدنيا و الآخرة .

فالإيمان كسب في الدنيا يتحقق قبل جزاء الآخرة ، يتحقق بالراحة و الطمأنينة و الثبات و الاستقرار طوال رحلة الحياة الدنيا .


 


رد مع اقتباس