ليتني ظللت صغيرة ________________________________________
ها أنا كبرت كالعادة وفي كل يوم أكبر فيه تكبر معي أحلامي المبتورة , و كل يوم يمر من عمري أكتشف معه إن الحياة قصيرة و إن الدنيا ما زالت صغيرة
و إن أبشع ما في الدنيا
نضال الناس و تدافعهم على الحياة و تهافتهم عليها كتهافت الفراش
إلى الضوء الذي يحرقه
أو تهافت الظمآن إلى سراب الماء
و هو يعلم أنه غير حقيقة
و أمام هذا العالم المقزز و المثير للاشمئزاز أقف !
أقف كأنني عابرة سبيل أسافر عبر محطات العالم أبحث عن الحب و الجمال الروحي
فلا أجد إلا غبار وتراب يطلق عليه التحضر و التطور
أبحث عن الروح في داخل إنسان ما .. فلا أجدها ..
أبحث عن معنى الحياة كما أراه فلا أجده..
أرى فساد طغى بإسم المدنية , وجرائم تنتهك باسم الحرية
وظلم وقهر باسم حقوق الإنسانية ..
و أرى فوق هذا الركام غرائز أعلنت عن نفسها بشهوانية في زمن
قل فيه الحياء و نسى أصحابه معنى الوفاء , فهان على الإنسان كل شيء
حتى اسم الكرامة
و أصبح ذليلا مهانا أمام نفسه و أمام من خلقه وكرمه و جعله حاملا للأمانة
فكان بها ظلوما جهولا ..
أتأمل هذا الواقع !! و يسؤني أن أكون شاهدة على هذا العصر
شاهدة على انتحار الفضائل وانتشار المظالم
و أنا غارقة حتى أذني في هذا الزمان ولا أعلم هل سأصل إلى بر الأمان..
لا أعلم
ولكن كل ما أعلمه أنني أتمنى شيئا من المحال
ليتني ما كبرت
ليتني ظللت صغيرة ..
لا أعرف معنى للحياة سوى اللعب و المرح والبكاء على لعبتي الجميلة
التي أخذها مني أبن عمي وحطمها فبكيت حتى نمت
وقد قررت بأنني في الصباح سأشكوه لأبي و لعمي
ولكن في الصباح وكالعادة نسيت أمر اللعبة
وركضت لألعب مع ابن عمي
ليتني
ما كبرت ..