هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا.....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .
===================================
======== { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً } الملك .
و الناس لطول ألفتهم لحياتهم على هذه الأرض و سهولة استقرارهم عليها و سيرهم فيها و استغلالهم لتربتها ومائها و هوائها و كنوزها و أرزاقها جميعاً .. ينسون نعمة الله في تذليلها لهم و تسخيرها .
و القرآن يذكرهم هذه النعمة الهائلة و يبصرهم بها في هذا التعبير الذي يدرك منه كل أحد و كل جيل بقدر ما ينكشف له من علم هذه الأرض الذلول .
======== و الأرض الذلول كانت تعني في أذهان المخاطبين القدامى هذه الأرض المذللة للسير فيها بالقدم و على الدابة و بالفلك التي تمخر البحار .
و المذللة للزرع و الجني و الحصاد . والمذللة للحياة فيها بما تحويه من هواء و ماء و تربة تصلح للزرع و الإنبات .
======== فمما يقوله العلم في مدلول الأرض الذلول : إن هذا الوصف " ذلولاً " الذي يطلق عادة على الدابة مقصود في إطلاقه على الأرض ..
فالأرض هذه التي نراها ثابتة مستقرة ساكنة هي دابة متحركة .. بل رامحة راكظة مهطعة .. و هي في الوقت ذاته ذلول لا تلقي براكبها عن ظهرها و لا تتعثر خطاها و لا تخضه و تهزه و ترهقه كالدابة غير الذلول .. ثم هي دابة حلوب .
======== إن هذه الدابة التي نركبها تدور حول نفسها بسرعة ألف ميل في الساعة ، ثم تدور مع هذا حول الشمس بسرعة حوالي خمسة و ستين ألف في الساعة .
ثم تركض هي و الشمس و المجموعة الشمسية كلها بمعدل عشرين ألف ميل في الساعة مبتعدة نحو برج الجبار في السماء ومع هذا الركض كله يبقى الإنسان على ظهرها آمناً مستريحاً مطمئنا معافى لا تتمزق أوصاله و لا تتناثر أشلاؤه بل لا يرتج مخه ولا يدوخ و لا يقع مرة عن ظهر هذه الدابة الذلول .
======== و الله جعل الأرض ذلولاً :
_ للبشر بأن جعل لها جاذبية تشدهم إليها في أثناء حركاتها الكبرى كما جعل لها ضغطا جويا يسمح بسهولة الحركة فوقها .
_ ببسط سطحها و تكوين هذه التربة اللينة فوق السطح و لو كانت صخورا صلدة كما يفترض العلم بعد برودها و تجمدها لتعذر السير فيها و لتعذر الإنبات .
_ بأن جعل الهواء المحيط بها محتوياً للعناصر التي تحتاج الحياة إليها بالنسب الدقيقة التي لو اختلت ما قامت الحياة و ما عاشت إن قدر لها أن تقوم من الأساس .
|