عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2018, 10:22 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي لا يسخر قوم من قوم ....



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .

===================================

======== { يا أيها الذين آمنوا ، لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ، و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب . بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان . و من لم يتب فأولئك هم الظالمون } الحجرات .

إن المجتمع الفاضل الذي يقيمه الإسلام بهدي القرآن مجتمع له أدب رفيع ، ولكل فرد فيه كرامته التي لا تمس . و هي من كرامة المجموع .

والقرآن في هذه الآية ينهاهم أن يسخر قوم بقوم ، أي رجال برجال فلعلهم خير منهم عند الله ، و لا نساء من نساء فلعلهن خير منهن في ميزان الله .



======== و في التعبير إيحاء خفي بأن القيم الظاهرة التي يراها الرجال في أنفسهم و يراها النساء في أنفسهن ليست هي القيم الحقيقية التي يوزن بها الناس . فهناك قيم أخرى قد تكون خافية عليهم يعلمها الله و يزن بها العباد .

و قد يسخر الرجل الغني من الرجل الفقير ، و الرجل القوي من الرجل الضعيف ، والرجل السوي من الرجل المؤوف ، و الذكي من السادج ، و ذو الأولاد من العقيم ... الخ .

و قد تسخر الجميلة من القبيحة ، و الشابة من العجوز ، و المعتدلة من المشوهة ،و الغنية من الفقيرة ، ... الخ .

و لكن هذه و أمثالها من قيم الأرض ليست هي المقياس ، فميزان الله يرفع و يخفض بغير هذه الموازين .



======== ولكن القرآن لا يكتفي بهذا الإيحاء بل يستجيش عاطفة الأخوة الإيمانية ، و يذكر الذين آمنوا بأنهم نفس واحدة من يلمزها فقد لمزها { و لا تلمزوا أنفسكم }.

ومن السخرية و اللمز التنابز بالألقاب التي يكرهها أصحابها و يحسون فيها سخرية و عيب .

و من حق المؤمن على المؤمن ألا يناديه بلقب يكرهه . و من أدب المؤمن ألا يؤذي أخاه بمثل هذا .

و قد غير رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أسماء و ألقابا كانت في الجاهلية لأصحابها ، أحس فيها يحسه المرهف و قلبه الكريم بما يزري بأصحابها أو يصفهم بوصف ذميم .

و الآية تستثير معنى الإيمان ، و تحذر المؤمنين من فقدان هذا الوصف الكريم و الفسوق عنه و الانحراف بالسخرية و اللمز و التنابز :

{ بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان }.

فهو شيء يشبه الارتداد عن الإيمان و تهدد باعتبار هذا ظلما و الظلم أحد التعبيرات عن الشرك :

{ و من لم يتب فأولئكهم الظالمون }.

و بذلك تضع قواعد الأدب النفسي لذلك المجتمع الفاضل الكريم .


 


رد مع اقتباس