عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2018, 09:17 PM   #25
فضيلة
.


الصورة الرمزية فضيلة
فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3397
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 08-01-2022 (07:33 PM)
 المشاركات : 1,434 [ + ]
 التقييم :  80
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي








سابعاً : مرحلة العاشرة وما
بعدها :




في
هذه المرحلة يظهر بوضوح على الطفل مظاهر الاستقلال ،
والاعتداد بالنفس ، والتشبث
بالرأي ، والتمرد على نصائح
الوالدين وتعليماتهما- لأنهما
يمثلان السلطة والقيود بالنسبة له -
وهو في هذه المرحلة يود
التحرر مما يظن أنه قيود ،
فيميل أكثر إلى أصدقائه ، ويفتح لهم صدره ، ويتقبل
منهم ما لا
يتقبله من والديه ، لذا يمكننا أن نوضح له - عن طريق رواية
بعض
القصص التي حدثت معنا أو مع من نعرفهم - ما يفيد أن
الله سبحانه هو خير صديق ،
بل هو أكثر الأصدقاء حفاظاً على
الأمانة ، وهو خير عماد وسند ، وأن صداقة الطفل
معه لا
تتعارض مع صداقته لأقرانه.




كما
ينبغي أن نوضح لأطفالنا أن الله أحياناً يبتلي الإنسان بمكروه
أو مصيبة ليطهِّره
ويرفع درجاته ويقربه منه أكثر ،
كما يؤلم الطبيب مريضه
أحياناً
كي يحافظ على صحته وينقذه من خطر محقق
.




والحق
أن هذه المرحلة خطيرة لأنها تعيد بناء الطفل العقلي
والفكري
من جديد و قد تؤدي إلى عواقب وخيمة إن أُسيء
التعامل مع الطفل فيها
،
ومما يساعد على نجاح الوالدين في الأخذ بيده إلى الصواب
أن
( يبدآ معه من الطفولة المبكرة ، فعندئذٍ لن يجدا عناء كبيرا في
هذه
الفترة ، لأنهما قاما بوضع الأساس الصحيح ، ثم أكملا
إرواء النبتة حتى تستوي على
سوقها
وهما الآن يضيفان إلى جهديهما السابق جهدا آخر ،
وسوف تؤتي الجهود
ثمارها إن شاء الله )




ويمكننا أن نعرِّفهم بأسماء الله الحسنى ونشرح لهم
معانيها ،
فالله رحمن ، رحيم ، ودود ، عفو ، غفور ، رءوف ، سلام ،
حنَّان ،
منَّان ، كريم ، رزاق ، لطيف ، عالم ، عليم ، حكم ،
عدل ،
مقسط ، حق ، تواب ، مالك الملك ، نور ، رشيد ،
صبور... ولكنه
أيضاً قوي ، متين ، مهيمن ، جبار ، منتقم ،
ذو بطش شديد ، معز مذل ، وقابض باسط
، وقهار ، ومانع ،
و خافض رافع ، ونافع ضار ، ومميت .
فلا يكفي أن نشرح لهم
أسماء الجمال التي تبعث الود والألفة في
نفوسهم نحو خالقهم ، بل يجب أيضا ذكر
أسماء الجلال التي
تشعرهم بأن الله تعالى قادر على حمايتهم وقت الحاجة ،
فهو
ملجأهم وملاذهم ، لأنه حفيظ قوي قادر مقتدر .




ومما
يجدي أيضاً مع أطفالنا في هذه المرحلة : الحوار الهادئ
الهادف ، وليس ( الحوار
السلطوي) الذي يعني:
" اسمع واستجِب " ،
ولا الحوار السطحي الذي يتجاهل
الأمور الجوهرية ،
أو حوار الطريق المسدود الذي يقول لسان حاله :
" لا داعي
للحوار فلن نتفق " ،
أو الحوار التسفيهي الذي يُصِرُّ فيه الأب على ألا يرى
شيئاً
غير رأيه ، بل ويسفِّه ويلغي الرأي الآخر ،
أو حوار
البرج العاجي الذي يجعل المناقشة تدور حول قضايا
فلسفية
بعيداً عن واقع الحياة اليومي ، ...




وإنما
الحوار الصحي الإيجابي الموضوعي الذي يرى
الحسنات والسلبيات في ذات الوقت ، ويرى
العقبات ،
وأيضا إمكانات التغلب عليها.
وهو حوار متفائل -
في غير مبالغة ساذجة-
وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها
وهو
الحوار المتكافئ الذي يعطى لكلا الطرفين فرصة التعبير
والإبداع الحقيقي ، ويحترم
الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف
في الرأي بين البشر ، وآداب الخلاف وتقبله
.
وهو حوار واقعي يتصل إيجابيا بالحياة اليومية
الواقعية
واتصاله هذا ليس اتصال قبول ورضوخ للأمر الواقع
،
بل اتصال تفهم وتغيير وإصلاح ؛
وهو حوار موافقة حين
تكون الموافقة هي الصواب
ومخالفة حين تكون المخالفة هي الصواب
،
فالهدف النهائي له هو إثبات الحقيقة حيث هي ،
لا حيث
نراها بأهوائنا
وهو فوق كل هذا حوار تسوده
المحبة
والمسئولية والرعاية وإنكار الذات
.




(
ولنأخذ مثلاً للحوار الإيجابي من التاريخ الإسلامي ، وقد حدث
هذا الحوار ف غزوة
بدر حين تجمع المسلمون للقاء الكفار
وكانت آبار المياه
أمامهم وهنا نهض الحبَّاب بن المنذر رضي الله
عنه وسأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
أهو منزِل أنزلَكَهُ الله أم هو الرأي والحرب
والمكيدة ؟
فأجاب الرسول الكريم : ( بل هو الرأي والحرب والمكيدة ).
فقال
الحباب : يا رسول الله ما هذا بمنزل ، وأشار على رسول
الله صلى الله عليه وسلم
بالوقوف بحيث تكون آبار المياه
خلف المسلمين فلا يستطيع
المشركون الوصول إليها ،
وفعلاً أخذ الرسول بهذا الرأي الصائب فكان ذلك
أحد
عوامل النصر في تلك المعركة .




وإذا
كانت النظم الديمقراطية الحديثة تسمح للمواطن أن يقول رأيه
إذا أراد ذلك ، فإن
الإسلام يرتقى فوق ذلك حيث أنه يوجب على
الإنسان أن يقول رأيه حتى ولو كان جنديا
من عامة الناس تحت
لواء رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ،
وهو أعلى
المستويات من حرية الرأي




ومن
خلال الحوار الهادئ مع أبنائنا ...
يمكن أن نوضح أن التائب حبيب الرحمن ،
وأن
الكائنات تستأذن الله تعالى كل يوم لتُهلك ابن آدم الذي يأكل
من خير الله تعالى
، ثم لا يشكره ، بل ويعبد غيره!!
ولكنه سبحانه يظل يقول لهم
:
( ذروهم إنهم عبادي ، لو خلقتموهم لرحمتموهم ) ،
وهو
الذي قال في حديث قدسي أن البشر إن لم يخطئوا لذهب الله
بهم وأتى بخلق آخرين ،
يذنبون فيغفر لهم ؛
وهو الذي يهرول نحو عبده الذي يمشي نحوه
،
وهو الذي يتجاوز عن العبد ويستره ، ويحفظه ، ويرزقه
،
مع إصراره على المعصية ، ويظل يمهله حتى يتوب ،
وهو الذي كتب على نفسه
الرحمة ،
وهو الذي سمى نفسه " أرحم الراحمين " ،
و" خير الغافرين " ، و" خير
الرازقين " ، و" خير الناصرين "
وهو الذي قال في كتابه
الكريم: { إن اللهَ يغفرُ الذنوبَ جميعا } !!!




ويمكن
في هذه المرحلة أن نحكي لهم كيف نصر الله أولياءه
من
الأنبياء والصالحين ونخبرهم عن نماذج من الصحابة
والصالحين
الذين أحبوا الله تعالى فأحبهم وتولى أمرهم ،
وذلك برواية قصصهم
التي نجد أمثلة لها في كتب السيرة
وينبغي أن نراعي حالته
النفسية والإيمانية عند الحديث بهذا الشأن ،
فإذا رأيناه
يحتاج إلى أمل في رحمة الله ، رغَّبناه ،
وإذا رأيناه يحتاج إلى من يوقفه عند
حده ، خوَّفناه من عقاب الله .






نتابع










 
 توقيع : فضيلة


رد مع اقتباس