عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2009, 12:44 PM   #1
$$ قلبي مملكة $$


الصورة الرمزية $$ قلبي مملكة $$
$$ قلبي مملكة $$ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 188
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 07-18-2013 (04:52 AM)
 المشاركات : 4,288 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ¨°o.O ( اللهم عفوت فاعف عنه ) O.o°¨



بقلم الشيخ: نبيل العوضي

كم من شخص يعيش بيننا قد أخطأ علينا يوما ًمن الأيام، والكثير منهم

ربما ظلمنا زمنا ًمن الازمان، البعض تكلم علينا ظلما ًوبهتانا ً، وآخرون ربما

منعونا بعض حقوقنا، وأناس وقفوا مع من ظلمنا أو شهدوا علينا زورا ً

وبهتانا، ومنهم الذي سب وشتم, ومنهم الذي أشاع الأكاذيب ولفق الاحاديث

ونشرها في الآفاق، فبين مغتاب وغام وقاذف وشاتم في الخلق سمعنا بعضهم

وخفي علينا أكثرهم..

هؤلاء وغيرهم كيف نتصرف معهم؟!


الكثير من هؤلاء يعلم أنه كاذب في كلامه وشتمه وقذفه، ومع هذا لا يتورع

عن اطلاق التهم والشتائم، يختفي خلف شاشة الكمبيوتر وباسم مستعار يحلو له

سب الخلق وشتمهم وتحقيرهم، المهم عنده ألا يعرفه أحد من الناس, ونسي

المسكين رب الناس جل وعلا .. وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ..!


وبما أن الله واسع المغفرة .. فإن الذي يطلب من الله العفو والصفح عن

خطاياه فيبدأ بنفسه أولا, وليعف عن خلق الله ليعفو الله عنه، فان العفو

عن الناس سبب لعفو الله عنا، قال تعالى:

( فليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم )

صحيح أن الإنسان مخير وبين أخذ حقه ممن ظلمه وبين العفو عنه، لكن

العفو مرتبة عالية يحبها الله جل وعلا :

( وإن تعفوا أقرب للتقوى )

والعفو عن الذي ظلمنا ليس نوعا ًمن الذل أو الضعف، بل هي قربة إلى الله

جل وعلا، عزة ورفعة كما جاء في الحديث :

( وما زاد الله عبدا ًبعفو إلا عنا )


كم من خطأ يحصل بين الأسر, والأرحام, والأصحاب, والعاملين, وغيرهم،

لكن أهل التقوى من صفاتهم انهم كما قال الله تعالى فيهم :

( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )


لقد ظلم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أشد الظلم، وأخرج من بلده، وطورد

وحورب سنوات طوال، وشج وجهه وقتل أحب الناس إليه، لكنه لما قدر

على من ظلمه وفتح مكة عفا عن الظالمين وأطلقهم وقال كلمته المشهودة :

( أذهبوا فأنتم الطلقاء )


وجاء في الحديث أن رجلين يأتيان عند الله يوم القيامة فيقول أحدهما وهو

المظلوم ( يارب خذ لي بحقي منه ) فيرفع الله له قصورا ًومدائن من ذهب وفضة،

فيعجب الرجل ويقول ( يارب لأي بني هذا ؟! لأي شهيد هذا ؟! ) فيقول

الله تعالى له : ( هذا لمن أعطى الثمن )، فيقول العبد ( ومن يملك ثمن هذا ؟! )

فيقول الله له : ( أنت تملك الثمن ) فيقول العب :د ( وما ثمنه يا رب ؟! )

فيقول جل جلاله : ( أن تعفو عن أخيك ) فيعفو مسرعا ًعن أخيه فيقول الله

تعالى له : ( خذ بيد أخيك وادخل معه إلى هذه الجنة ).


العفو خلق عظيم، وسلامة الصدر من الشعناء والبغضاء صفة جليلة، ومن

أحب أن يعتقه الله من النار فليتصدق بالعفو عن ظلمه، فإن هذه الصدقة من

أفضل الصدقات، فأهل الإيمان يدعو ربهم ألا يجعل قلوبهم غلا ً للذين امنوا،

وإذا خلدوا لنومهم صفوا قلوبهم من الاحقاد والضغائن.


أعلم أن الكثير من الكلام كتب عني في الأنترنت أو الجرائد, واعلم أن الكثير

تكلم عليَّ بالمجالس بما أكره ولا أرضى، وأعلم أن الكثير ربما اتهمني بما

ليس فيني، ومع هذا فأنني أشهد الله جلا جلاله أنني عفوت عن كل من ظلمني

بقول أو بفعل في زمن سابق أو لاحق ولا أطلب من أحد شيئا ً،

وأسأل الله أن يغفر لي ولكل أخواني المؤمنين ويجمعني بهم في جنات النعيم ..

اللهــــم آميــــن.


 


رد مع اقتباس