عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2010, 11:03 AM   #1
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي ــ مقال وصفــــــــــي ــ



لك الله يا قمر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقال للدكتورة/ فاتنة أمين شاكر.

أحياناً ما نصف العشق بالجنون ، ونخلع لقب "المجنون" على العاشق
الولهان ، وفي الواقع يوجد فارق كبير بين الاثنين . إن العاشق يعتقد أنــه
المجنون الوحيد في المدينة ، بينما المجنون الحقيقي يرى كل الناس مجانين
إلا نفـســــــــــــــــــه .

الليلة خرجت " أتريض " أستنشق بعضاً من نسيم جدة الذي ما زال
يتميز بالبرودة الحلوة الخفيفة . وهناك في وسط السماء رأيته ... يسبــح
في هدوء ، ومن ورائه كوكبان يتبعانه وكأنهما حارساه ، لم تكتمل استدارته
" تماماً " بعد ، فقد تبقت أمامه ليلة أخرى .

ولكن ضوءه كان بالفعل خلاباً ، ضاعفت من روعته تجمعات من السحب
الرمادية والداكنة ، والتي أخذت كتلة الضوء المستديرة تسبح من بينها ومن
خلفها ، فأشع الضوء وأشعل حفافي السحب الداكنة بوهج خفيف لتتحول بدورها
إلى فراشات هائمة مسبحة في موكب النور .

وتذكرت مرة أخرى نصيحة أمي . وكان علي أن أغض من بصري بعد
أن ارتوت روحي من روعته ما رأيت . وخاطبت صمتاً من بإمكانه أن يلتقط
ذبذبات روحي عبر المسافات : كيف لا أحلق في السماء ؟ ولم لا أمتطي السحب ؟
كيف لا أناجي القمر؟ ولم لا أتلق بخيوط الشمس الغاربة تحملني إلى مياه البحر
لأغتسل فيه من متاعب يومي ، وأستقبل على شاطئه إشراقة غدي؟ لم لا ....
وهناك فقط أجد الروعة مجسدة حقيقية لا وهماً ..... هناك فقط لا تخلف الشمس
لها موعداً ولا يكذب القمر!

لم لا أحلق في السماء وأمتطي السحب ؟ ولم لا أناجي القمر وأتعلق بخيوط
الشمس الغاربة ؟ تباً للخوف المزروع دائماً في أنفسنا ، إنه السكين الذي نحش
به براعم السمو في حياتنا كي نبقى في أمان من برودة القمم ! .


:: منقول ::


 


رد مع اقتباس