عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2018, 08:03 PM   #105
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفسي عزيزة مشاهدة المشاركة

أنا معه و ضده حيث أننا لسنا أمه لاهية ولا أمة جادة كل الجد و إنما أمة وسط
و لكن فهمنا الخاطىء للدين هو الذي جعلنا نميل للجد من خلال كثرة الترهيب و البعد عن الترغيب و تسلط الخوف و العقاب و البعد عن الرحمة و المغفرة و الثواب

فقد تربينا من خلال وعظ الوعاظ ربط التقوى بالحزن وكأن ديننا يدعو إلى الكآبة
فكان ربط الدين بالكآبة شكل من أشكال الموروثات التي تناقلها أكثر الوعاظ
وأوهمونا أنها من الدين و هي ليست منه في شيء
حتى أنهم قالوا بأن الرسول عليه السلام كان متواصل الحزن في حديث طويل
وهذا الحديث قال عنه ابن القيم في مدارج السالكين:
(إنه حديث لا يثبت وفي إسناده من لا يعرف،
أهلا فيك الأخت الفاضلة نفسي عزيزة ..

بعض مشاركاتك تترك خلفها إثارات فكرية ؛

وهذي ميزة حسنة مهما قادت للاختلاف في

بعض الجوانب ..

نعم نحن أمة وسط في ضوء القاعدة القرآنية التي دل
عليها قول الله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ
وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}
[القصص: 77].

وفي ضوء توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة
الذين أرادوا الزهد والجد في العبادة طلباً للأجر فقال أحدهم :
أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر!
وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟
أما والله أني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر،
وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"


ثم إن المسلم يدرك من عموم نصوص القرآن والسنة وسيرة
الرسول صلى الله عليه وسلم - مساراً واضحاً لمفهوم الوسطية
الذي يجب أن نطبقه في حياتنا كمسلمين .. ولا يعني وجود
بعض الروايات القليلة في كتبنا والتي تخالف ثوابت هذه الوسطية
وهذا التوازن العظيم - لا يعني أن أحداً من علمائنا يدعو إليها ،
وإنما هي روايات يؤخذ منها ويرد ؛ لذلك صنفت الأحاديث في
كتب السنة إلى صحيح ، وحسن ، وضعيف ، وموضوع ..إلى آخره ،
بل إن الحديث الصحيح نفسه ، منه ما يصح سنده ولا يصح متنه ..
( وقد قال ابن القيم كما في الفروسية: وقد عُلِم أن صحة الإسناد
شرط من شروط صحة الحديث وليست موجبة لصحة الحديث،
فإن الحديث الصحيح إنما يصح بمجموع أمور منها: صحة سنده،
وانتفاء علته، وعدم شذوذه ونكارته، وألاَّ يكون راويه قد خالف الثقات أو شذ عنهم. اهـ
)


وكذلك قد يكون سند الحديث ضعيفاً ويصح متنه ولعلماء مصطلح الحديث
بحوثهم وشروحهم في كل ذلك ..


وأقصد من كل هذا لفت الانتباه إلى أن أسلوب الترغيب والترهيب موجودان في القرآن
والسنة ، ففيه آيات بأسلوب الترهيب وآيات بأسلوب الترغيب ، وكذلك الأحاديث النبوية ،
فلا غرابة أن يكون في أسلوب الدعاة والخطباء ترغيب وترهيب ، لذلك فإننا لم نصل
– في هذه الجزئية تحديداً – إلى فهم الدين من زاوية ضيقة واحدة هي الترهيب والحزن
والكآبة ، ولم ننشأ على ذلك إطلاقاً ، فالأسلوبان أساسيان ومطلوبان في توجيه المسلم
وحثه ونصحه ، ولا يكتمل أحدهما إلا بالآخر، ولا أظن أن الترغيب والترهيب في سياق
الوعظ يقودان إلى الحزن والكآبة ، بل إلى الهداية والصلاح اللذان يقودان إلى سعادة في
الدنيا ونعيم في الآخرة .

وأنتِ قد تفضلتِ – في باقي مشاركتك – إلى الصورة الصحيحة من سيرة الرسول
صلى الله عليه وسلم التي كانت تفاؤل وابتسامة ، وبشر وحسن ظن بالله ، وسرور وجمال ...
إلى آخره ..
فهذا هو الثابت في نفوسنا وهو الذي نشأنا عليه ، لذلك لخصها ابن تيمية رحمه الله تعالى
وأثبت هذا المفهوم في قوله :
(ما يَصنَعُ بي أعدائي؟ إنَّ جَنَّتي وبُستاني في صَدري، أين رُحت: فَجَنَّتي مَعي
ولا تُفارِقُني، إنَّ حَبسي خلوةٌ، وإخراجي مِن بلدي سياحةٌ، وقتلي شهادة.
)

هذه المقولة لشيخ الإسلام ابن تيمية تكتب بماء الذهب ، لو تأملناها سنجد
قمة سعادة المؤمن ، وحسن ظنه بالله ، وتمام الرضا ، وعمق السرور ...



أشكر لك أخت نفسي عزيزة هذا الحضور
المتميز ، والمشاركة القيمة ..
دمتي بحفظ الله ..



 
 توقيع : زارع الورد


رد مع اقتباس