الموضوع: مسرحية "الفقيد"
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-2013, 07:05 AM   #1
المنفي
| عضو نشيــط |


الصورة الرمزية المنفي
المنفي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2395
 تاريخ التسجيل :  Feb 2013
 أخر زيارة : 09-18-2013 (03:45 PM)
 المشاركات : 45 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مسرحية "الفقيد"







مسرحية شاهدتها مرات عديدة والجميل فيها أن الدعوة مفتوحة والدخول مجاني وفي كل عرض يتغير الابطال والممثلون وتبقى المشاهد والفكرة العامة واحدة وسأعرض عليكم المشاهد من بدايتها حتى النهاية واعلم يقينا انكم قد شاهدتم هذه المسرحية من قبل وستشاهدوها لاحقا ...


المشهد الأول (الخبر الذي لا يتمناه أحد)


يأتي الطبيب ويخبر احد اقرباء المريض بأن عمره قد انتهى وأن امر الله قد قضي يصدم القريب سواء أكان ابنا ام اخا ام غير ذلك ويترنح قليلا وقد يذرف شيئا من الدموع حزنا وحرقة على الفقيد ثم يصل الخبر إلى باقي افراد العائلة فتتعالى الصيحات والبكاء والعويل وينتهي المشهد بمغادرة الجميع باستثناء بعض الرجال للقيام بالاجراءات اللازمة ...


المشهد الثاني (منزل الفقيد)


وبعد أن يعود أقرباء الفقيد إلى المنزل يبدأ المشهد الثاني بمزيد من البكاء والعويل والنحيب وتشنج البعض وسقوطهم مغشيا عليهم ومن ثم يصل الجثمان ليلقي الحاضرين عليه النظرات الأخيرة ويودعونه وينتهي المشهد بنظرات حزينة وأعين غارقة في الدموع حزنا على فراق الفقيد ...


المشهد الثالث (الصلاة على الميت ودفنه)


يبدأ المشهد بجمع كبير يجتمعون للصلاة على الميت وحالما تنتهي الصلاة يحملون النعش إلى المقبرة تمهيدا لدفنه ويتدافع الناس لحمل النعش طلبا للأجر دون وعي بأن التدافع والتقاتل ولو على فعل الخير هو امر غير صحيح ومخالف للهدي النبوي الشريف ومن ثم يتحلق الناس حول القبر متفرجين وليس لهم أي دور سوا التجمهر والتحلق حول القبر (مجرد كومبارس) وينتقل الناس بعد ذلك إلى الجزء الأخير من المشهد وهو عزاء أهل الفقيد حيث يتكرر التدافع مرة أخرى والناس يقفون في صف طويل بانتظار أن يحين دورهم وبما أن المشاهد الكريم سيركز في هذا الجزء على أهل الفقيد الذين يتلقون التعازي سيفوته جزء هام من المشهد وهو هؤلاء "الكومبارس" الذين ينتظرون ان يحين دورهم الهام وهو العزاء فتجد بعضهم يتسامر ويثرثر واخر يعبث بهاتفه النقال واخر يتثائب في ملل والبعض يحاول كفكفة دموعه واخفاءها وفي نهاية المشهد وبعد ان ينتهي صف المعزين يتحلق الاهل حول بعضهم معزين بعضهم البعض والدموع تنهمر من بعضهم فيما البعض الاخر يحافظ على صلابته وينتهي المشهد بالنسبة للمشاهد عند هذا الحد وما أن يسدل الستار حتى تجف الدموع وتختفي ملامح الحزن فقد انتهى المشهد وانتهى الدور ...

المشهد الرابع والأخير (مراسم العزاء)

وهو تتمة لمراسم العزاء في المقبرة حيث يقف أهل الفقيد في صف طويل بانتظار المعزين ويأتي الناس فيحتسون فنجانا او فنجانين من القهوة ثم ينهض ويتجه إلى الصف ليقوم بتعزية أهل الفقيد ويتأثر المشاهد بكثرة الحاضرين للعزاء خصوصا حين يكون للفقيد اقارب مهمين فأكثر الحاضرين لا يعرفون الفقيد وإنما هم هنا لمواساة أهل الفقيد الذين تربطهم بهم "مصالح مشتركة" يجب رعايتها والحفاظ عليها ويعد "العزاء" فرصة ذهبية لذلك ويتكرر المشهد على مدى ثلاثة أيام متتالية في بعض المناطق ومن ثم يغادر الجميع ويسدل الستار ليعيش كل شخص حياته الطبيعية من جديد ...

وراء الكواليس :

ما ذكرته سابقا هو ما نراه على خشبة المسرح وهو "مسرح الحياة" والمشاهد السابقة هي ما يراها معظم المشاهدين الذين يتفرجون ويخدعون بالسيناريو المرسوم واداء الممثلين المتقن أما المشاهد الناقد فيبحث خلف الكواليس ووراء المشاهد ليتسنى له رؤية الحقيقة بشكل أوضح وحينها يكتشف أن كل ما سبق هو مسرحية متقنة فالأهل سرعان ما تجف دموعهم وتلتئم جروحهم ووراء الكواليس نشاهد اخوة الفقيد يتغامزون ويضحكون أو نجد أقرباؤه يتفقون على تجارة يرجونها ونجد آخرين يحاولون التقرب من بعض الشخصيات المهمة الحاضرة في مراسم العزاء والبعض الآخر يحاول بكل شكل ممكن أن يقول أنا موجود فلتتذكروني ونادرا ما نجد أحد يفكر في صدقة جارية للفقيد لعل الله أن يرحمه بها أو أن يتعظ ويعرف أن الحياة قصيرة فيبدأ بمراجعة حياته ويعيد للناس مظالمها أو أن يرحم ايتاما فقدوا الأب والأمن والأمان ...
عذرا أيها السادة المشاهدين ... أنا أرفض بأن اكون من الممثلين المشاركين وسأكتفي بأن اكون في صفوف الجماهير

المتفرجين .


دمتم بود


 


رد مع اقتباس