عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2012, 11:35 AM   #1
عمر آلعمر
آبوذيآب


الصورة الرمزية عمر آلعمر
عمر آلعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 03-25-2024 (11:19 PM)
 المشاركات : 10,149 [ + ]
 التقييم :  273
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkred
Q41 -/ أجــب تُجــب /-



-/ أجِــب تُجــب /-

لو حرصت أن تقابل ملكاً، فلن تتمكن من ذلك إلا إذا كنت من القلة المحظوظين ..
أما إن أردت مقابلة حاجبه فقد تحتاج الى أشهر من المحاولات الجادة لكي تحظى
بمقابلة قد لا تستمر أكثر من ١٠ دقائق,, وقد يرفض فيها طلبك لمقابلة الملك ..
أما إن كنت من القلة وحظيت بمقابلة الملك فتأكد أن المقابلة ستكون مقتضبة
ولن تستطيع أن تطلب منه ما تشاء ..
أما "ملك الملوك" سبحانه وتعالى فمعمورته ليس لها أسوار ..
وقصره بلا حاجب وحجاب ..
وشرط المقابلة هو أن تصدق في مقابلته فقط ..
أما إذا أردت أن تجاب طلباتك فأجب طلبات ربك أولاً:
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )
إذا إستجاب الله دعوة المؤمن لأكثر من مرة فهذا دليل صحة إيمانه ..
أما من يدعوا ويستجاب له كلما رفع يديه فهذا مؤمن يتوجب الحذر من خصومته ..!
فبدعائه تتحرك جيوش الجبار.. وبدعوته تنزل الأمطار.. فدعاءه لا يرد ولا يهمل ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ ) وكان يقصد
"سعد بن أبي وقاص" رضي الله عنه، فغدى سعد مستجاب الدعوة، وقد جعله عمر
والياً للكوفة، وفي حديث البخاري ومسلم، عندما زار عمر الفاروق الكوفه، تكلم
رجل من أهل الكوفة في المسجد اتهم سعد بن أبي وقاص زوراً ..
فرد سعداً قائلاً:
( اللّهمّ إِن كان عبدُكَ هذا كاذباً قامَ رِياءً وَسُمعةً، فأَطِلْ عمرَهُ، وَأَطِلْ فَقرَهُ، وَعَرّضْهُ
للفِتَنِ ) "فكان هذا الرجل في كبره" إِذا سُئل يقول: شَيخٌ كبيرٌ مَفتون أصابَتْني
دَعوةُ سعد, قال عبدُ الملكِ بن عمير: فأنا رأيتُه بعدُ قد سَقطَ حاجِباهُ عَلَى عَينيهِ
منَ الكِبَرِ، وإِنه ليَتعرّضُ للجواري في الطّرقِ يغمزهُنّ ..
فيالها من دعوة لا تُخطىء,, ويالها من خاتمة أعمال ..

وكما أن درة تاج الصلاة الخشوع، فدرة تاج الدعاء هو الثقة بالله وكلاهما من
أعمال القلب, فالثقة بالله درجات، فالبعض يبدأ بأهله ليقضوا حاجته فثقته بهم
أكبر، ثم بجيرانه و أصحابه فأن أغلقت كل الأبواب عرف أن لا ملجأ لحاجته إلا
الله فيرفع يديه، ثم إذا رفعها بدأ يحدث نفسه، أيستجيب الله لي أم لا ..؟!
ويسأل نفسه هل الله سمعني ..؟!
هل الله سيجيب دعوتي ..؟!
وما يجهله هذا المسكين أن الله إطلع على قلبه وعلم بتشككه في الإجابة، وعلم
أنه لم يبدأ به,, ولو كان كامل الايمان لبدأ بالله يدعوه أن يسخّر له عبيده، فالله
يجيب دعوة الأبكم، فيكفي الأبكم أن يحرك قلبه، قال صلى الله عليه وسلم
يخاطب أصحابه:
( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنما تدعون سميعاً بصيراً )
ولا يعلم المسكين أن التردد من أسباب رد الدعاء يقول صلى الله عليه وسلم:
( إِذَا دَعَوْتُمْ اللَّهَ فَاعْزِمُوا فِي الدُّعَاءِ, وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي
فَإِنَّ اللَّهَ لَا مُسْتَكْرِه )
فأن أرتفعت يديك بالدعاء فارفع درجة الثقة بربك فهو يرى عروق قلبك وشكك
وتوجسك، ويعلم ترددك، وأعلم أنك تدعوا من لا ينقص من ملكه، ومن لا يهزم جنده،
ومن يحرص أن تجاب دعوته فليقدم دليل إيمانه، وليمتنع عن أكل الحرام، فهذا أقل
الإيمان، فمن نرفع يدينا إليه، يعلم مم نبتت وغُذّيَت ! فعن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: ( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب,
ومطعمه حرام, ومشربه حرام, وملبسه حرام, وغذي بالحرام, فأنى يستجاب لذلك )
ورحم الله عمر بن الخطاب حين قال:
"إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه"

متمنياً للجميع الفائدة فيما انتقيت ..


 


رد مع اقتباس