عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2018, 10:44 PM   #1
فضيلة
.


الصورة الرمزية فضيلة
فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3397
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 08-01-2022 (07:33 PM)
 المشاركات : 1,434 [ + ]
 التقييم :  80
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حديث النفس وأثره على الدماغ



حديث النفس وأثره على الدماغ

لا شك أنّ كل انسان على وجه الارض يحدّث نفسه ..
لكن قد نختلف عن بعضنا في نوع الحديث

الذي نوجّهه لأنفسنا ..
فهناك من يحدّث نفسه بطريقة ايجابية ويزرع فيها الثقة
والأمل وانتظار الخير ولو بعد حين ..
وهناك من يحدّث نفسه بطريقة سلبية الى أن تنهار
معنوياته ويفقد شيئاً فشيئا الثقة في نفسه وفي مواطن
القوة التي خصّها الله بها, فينصبّ تفكيره على كلّ ما
ينقص من قيمة نفسه وقد تتأثّر سلباً عقيدته ..
فلنحذر أخوة الإيمان من عواقب ذلك الحديث فهو من
محرّكات الإنسان في هذه الدنيا ..

ومن توكّل على الله أحسن التوكل كان طيّب النفس

ويحدّثها بطريقة إيجابية وكان دائماً مبادراً
للخير والعمل الصالح ..

ترى كيف يؤثّر هذا الحديث في علاقتنا مع القرآن ؟؟
إنّ الإنسان الذي يتحدّث سلباً مع نفسه ستجده دائماً

متماطلاً في قراراته, وحتى نظرته للحياة تكون عرضة
للسوداوية والغموض وقد يصل إلى درجة الاكتئاب
والابتعادعن كل قرار جديد من شأنه تغيير أسلوب عيشه ..

وكم من أناس اكتفوا بهذا الحديث السلبي مع انفسهم
وعاشوا وهم يرهبون التغيير واصلاح أنفسهم ..

ويبقى الدعاء بأن يرزقنا الله عقولاً تحسن التفكير من

أنفع الأدعية التي تعيننا على استدراك انفسنا ومراجعة
أسلوب تفكير عقولنا، حتى نقوى على التحديات التي
تواجهنا في هذا الزمن, وحتى نعيد ترتيب حياتنا بما
يوافق ديننا وما أمرنا الله به كي يرضى عنا ..

وفي الختام اسأل المولى جل وعلا أن يعيننا على شرور

أنفسنا ويرزقنا عقولاً نقية تحسن التفكير والإدراك ..
وأن يعيننا على التحدّث مع أنفسنا بحديث يرفع من
معنوياتها ويعينها على متاعب الحياة, فتكون نظرتنا
لكل ما يحدث لنا هو بذرة خير لغد أفضل
ومشرق بنور الأمل والنصر ..

والإنسان هو أكبر عدو لنفسه متى أساء الحديث لها ..
" قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وقد خاب من دسّاها"
هكذا اخبرنا الله عن النفس وعن فلاح العبد الذي يزكّي

نفسه ويعينها على طاعة الله ويطهّرها من كل ذنب
أو حديث سلبي سيأخذ بها إلى دوّامة لا تنتهي من
المحبطات، ومنغّصات العيش ..

وكلّما استمر العبد في سوء الحديث مع نفسه وصل

إلى مرحلة خطيرة من فقدان الثقة في قدراته فتتحوّل
حياته إلى مجموعة أيام تمضي وأيام تأتي لا يشعر فيها
بأي رغبة في اصلاح نفسه ورؤية محاسنها
والجانب المشرق فيها ..

وبعد سنوات من العيش أدركت يقيناً بأنّ القرآن الكريم

هو وحده فقط من يغيّر نظرة الإنسان لنفسه لأنّه كلام
الله الذي خاطب به العقول والنفوس كي تستقيم وتعود
إلى ربّها ثم يحييها الله مرة أخرى فتكون امّا من ورثة
جنات النعيم أم طعاماً لنار جهنم والعياذ بالله ..



 
 توقيع : فضيلة


رد مع اقتباس