عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2013, 08:28 AM   #11
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كبرياء انثى مشاهدة المشاركة

عندما كُنت صغيرة علموني بأن :

[ عنتر عَشِق عبلة عشقاً جنونياً ] ..
وأن [ قيس ] تمنى أن يقبل جدار [ ليلى ] وكان بها مجنوناً !

بَ المدرسة ضربوني لأني لم أحفظ قصيدة غرآمية لـ [أحمد شوقي]

وعندماا كبرت .. قالوا لي :
لا تعششق فَ العشق مُحرم ,,
والإقتراب منه مخالفةٌ للتقاليد !

-



أخبروني من المجنون ..؟!
[ أنا ]
أم
[ هُم ]
أم
[ مجتمعنا ] ..؟!




ههههههههههههههههههههههههههههه

والله سؤال في الصميم ..

أختي / كبرياء أنثى..

أرجو أن تتفهمي الكثير من الأمور التي
تتعلق برموز ذلك العشق ( عنترة - عبلة ) ( قيس - ليلى ) وغيرهم من عشاق العرب المشهورين .. الذين ملؤوا الدنيا شعراً عذباً
صادقاً بكل إخلاص وعفة ومكارم ..

فنحن حين نهتم بذلك التراث الشعري الجميل
فلأنه يمثل تراثاً وجزءاً من ماضينا وثقافتنا التي
يجب أن تحافظ عليها ونهتم بها ..

ولأن الحب كشعور وإحساس هو شيء مستطاب للنفوس ، بل ومغذي ومهذب
للطباع ، بغض النظر عن أي شيء ..

ومن المعلوم أن رموز ذلك الحب الذي عبر
عنه أصحابه أجمل تعبير وكانوا أمثلة صادقة
على الحب العفيف - كانوا أيضاً يعانون من
قيود اجتماعية تقف في طريق حبهم وتحاربه.

فالعادات والتقاليد لها احترامها ولها وزنها
بغض النظر عن قيمة الحب كشعور وإحساس
إنساني ..

وفي تصوري أنه لولا قيود العادات والتقاليد
لما قرأنا مثل تلك القصص الجميلة في العشق وذلك التراث العاطفي الممتع ، لأن
المعاناة والحرمان هما اللذان يولدان ذلك الإبداع ويشعلان العواطف والأحاسيس ..

ومن وجهة نظري الخاصة ..أنه كما أن القرآن
الكريم غذاء الروح ... فكذلك الأدب ( شعراً ونثراً ) الذي يعبر عن الحب والعشق ويصور كل مشاعر الإنسان وأحاسيسه وعواطفه بصدق
وذوق بما في ذلك من هجر وحنين وشوق وإعجاب إلى غير ذلك من المشاعر الإنسانيةالنبيلة - وما يتبع ذلك من ألحان عذبة غنائية هو عندي غذاء الإحساس والمشاعر .. بشرط أن يكون كل ذلك في قوالب أخلاقية سليمة بعيدة عن الفحش والمثيرات الجسدية..

لذلك من الأهمية بمكان مراعاة أربعة جوانب
في الإنسان وتغذيتها تغذية سليمة مناسبة ..

الجسد- فنغذيه بما يلزمه من طعام لينمو نمواً صحيحاً ..

العقل - فنغذيه بالعلم النافع ..

الروح - فنغذيه بالقرآن الكريم ..

الإحساس والمشاعر - فنغذيها بكل كلام جميل
صادق ، في كل صنوف الحب ..

فهذه الجوانب الأربعة إذا اكتملت في أي
فرد من أفراد المجتمع وباتزان معتدل كان
إنساناً - في تصوري - مكتمل ، والكمال لله
سبحانه وتعالى ..

ولذلك نجد أمثلة كثيرة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة على كل ذلك، وهو ما يمكن أن نستقيه من قيم الإسلام وأخلاقه بعد أن ننقيه من الشوائب التي علقت به بسبب مفاهيم خاطئة لا تعبر عن حقيقة الإسلام الصحيح ...

فالرسول صلى الله عليه وسلم أحب
والتزم بالعدل فيما يقدر عليه واعتذر عما لا
يقدر عليه مما يتعلق بحبه لعائشة رضي الله
عنها عن باقي زوجاته رضي الله عنهن ..
بل ويدافع عن الحب ويقدره .. بل ويستمع
لشعر الغزل ( شعر الحب والعشق ) ..حين
أنشده كعب بن زهير قصيدته المشهورة ( البردة )..والتي بدأها بثلاثين بيتاً في الغزل..
قبل أن يدخل في موضوع مدح الرسول صلى
الله عليه وسلم .

فتبقى معاني الحب وصوره من أجمل
ما تستطيبه النفوس .. ولا يعني هذا أن نطلق العنان لمشاعرنا دون ضوابط واحترام لقيمنا
وعاداتنا وأخلاقنا الاجتمعاعية..

فلست - أختي كبرياء أنثى - ( مجنونة ، ولا هم
مجانين ، ولا المجتمع مجنون
) ..

ولكن هكذا هو قدر الحب .. حتى نستلذه
ونستحليه .. ونعبر عنه بصدق ومشاعر فياضة
فنطرَب لها ونطر ِب.. ونقدم تجارب إنسانية
للأجيال التي تلينا .. فالحياة بدون حب لا قيمة
لها ..

ومع كل هذا فالمسلم مطالب بمقاومة
الهوى حتى لا يهوي به في أماكن مظلمة ..
والرضا بالبديل الأفضل ..
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21

أقول ذلك حتى لا تهتز ثقتك بما يطلب منك
تعلمه والإطلاع عليه من تراث وتاريخ فيما
يخص الحب والعشق لمجرد شعورك بشيء
من النتاقض بين الجانب النظري والجانب الشخصي الواقعي ..


تحياتي لك أختي الكريمة ..


 
 توقيع : زارع الورد


رد مع اقتباس