السحر ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== إنه ما يزال مشاهداً في كل وقت أن بعض الناس يملكون خصائص لم يكشف العلم عن كنهها بعد . لقد سمي بعضها بأسماء و لكنه لم يحدد كنهها و لا طرائقها ..
_ هذا " التيليباثي " – التخاطر عن بعد – ما هو ؟ و كيف يتم ؟ كيف يملك إنسان أن يدعو إنساناً على أبعاد و فواصل لا يصل إليها صوت الإنسان في العادة و لا بصره فيتلقى عنه دون أن تقف بينهما الفواصل و الأبعاد .
_ و هذا " التنويم المغنطيسي " ما هو و كيف يتم ؟ كيف تقع أن تسيطر إرادة على إرادة ، و أن يتصل فكر بفكر ، فإذا أحدهما يوحي إلى الآخر ، و إذا أحدهما يتلقى عن الآخر كأنما يقرأ من كتاب مفتوح .
إن كل ما استطع العلم أن يقوله إلى اليوم في هذه القوى التي اعترف بها هو أن أعطاها أسماء و لكنه لم يقل قط : ما هي ؟ و لم يقل قط كيف تتم ؟ .
======== و هذه " الأحلام التنبؤية "
كيف أرى رؤيا عن مستقبل مجهول ، ثم إذا هذه النبوءة تصدق في الواقع بعد حين ؟
و هذه الأحاسيس الخفية التي ليس لها اسم بعد . كيف أحس أن أمراً سيحدث بعد قليل أو أن شخصاً ما قادم بعد قليل ، ثم يحدث ما توقعت على نحو من الأنحاء .
إنه من المكابرة في الواقع أن يقف إنسان لينفي بباسطة مثل هذه القوى المجهولة في الكائن البشري لمجرد أن العلم لم يهتد بعد إلى وسيلة يجرب بها هذه القوى .
و ليس معنى هذا هو التسليم بكل خرافة ، و الجري وراء كل أسطورة .. إنما الأسلم و الأحوط أن يقف العقل الإنساني أمام هذه المجاهيل موقفاً مرناً .. لا ينفي على الإطلاق و لا يثبت على الإطلاق حتى يتمكن بوسائله المتاحة له بعد ارتقاء هذه الوسائل من إدراك ما يعجز الآن عن إدراكه ، أو يسلم بأن في الأمر شيئاً فوق طاقته ، و يعرف حدوده ، و يحسب للمجهول في هذا الكون حسابه .
======== السحر من قبيل هذه الأمور ، و تعليم الشياطين للناس من قبيل هذه الأمور .
و قد تكون صورة من صوره : القدرة على الإيحاء و التأثير إما في الحواس و الأفكار ، و إما في الأشياء و الأجسام ..
و لا مانع أن يكون مثل هذا التأثير وسيلة للتفريق بين المرء و زوجه ، و بين الصديق و صديقه .
فالانفعالات تنشأ من التأثرات و إن كانت الوسائل والآثار والأسباب والمسببات لا تقع كلها إلا بإذن الله .
|