عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2018, 11:55 AM   #596
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي




عشتُ طوال عمري في الغربة.. وأنا أذرف الدموع شوقاً لأهلي..
ثم إذا زرتُ أهلي.. وجدتني غريبة بينهم.. فاتتني أخبارهم وتحولاتهم.. وصرتُ فقط ضيفة عندهم!
لأشتاق لوطن المهجر مرة اخرى
أتعرفين؟
سواء كنتِ في وطنك.. بين أهلك..
او كنتِ في وطن آخر.. ما نسميه يعني “غربة”
ستطول بكِ الحياة بما يكفي.. لتكتشفي ان كل مرحلة من مراحل حياتك هي غربة..
وستعيشين أياماً.. تكونين فيها غريبة حتى في بيتك..
وسط أهلك..
مع أمك.. أو أخواتك..
مع زوجك.. أو أبنائك..
مع صديقاتك..
ستعيشين لتنكري الكثير من الأمور على المكان الذي تعتبرينه وطنك.. وتتمنين وطناً*غيره..
وستعيشين لتنكري أغلب انماط الحياة في الوطن الآخر وتشتاقين لعودتك الى وطنك..!
ثم تكتشفين.. بين هذا وذاك.. ان لا موطن حقيقي لكِ في الدنيا..
إنما هي محطات..
نهايات وبدايات..
والمحطة الأخيرة.. الوطن الحقيقي.. المثوى الأخير.. هو بيتك في الجنة!
قصورك.. سراياكِ.. جناتك.. حدائقك.. أنهارك.. بحرك.. سمائك.. أهلك.. أصدقائك.. أحبابك..
كلها هناك لكِ..
وكلها مطبوع عليها حروف اسمك: ملكية أبدية أزلية ما دامت السموات والأرض..
بيتك الحالي.. سينتقل لغيرك..
ذهبك وأملاكك.. سيرثها ويوزعها ويبيعها ورثتك..
أولادك الحاليون.. سيتزوجون ويغادرونك..
زوجك.. قد يُخلص لكِ.. أو يتزوج غيرك.. أو يتوفاه الأجل قبلك!
أمك.. أبوك.. سيرحلان..
أخوتك.. سيتشتتون بحثاً عن أرزاقهم..
البشر من حولنا يذهبون..
وما نمتلكه حقا.. هو ملكية مؤقتة.. ستذهب الى غيرنا عندما نفقد أهليتنا في الحياة..
الموت… هو النهاية الحقيقية للغربة.. وهو البداية الحقيقية للعودة الى حضن الوطن
لذا..
عندما أعيش بين تلاطم أمواج الغربة طوال حياتي..
فإن الشيء الوحيد الذي أفكر فيه.. هو ما الذي سأتركه هنا.. في هذه الغربة..
لأمتلكه غدا بعد موتي.. على أرض وطني.. بيتي الحقيقي.. الذي أمتلك صك ملكيته الأبدية!
كلنا.. أنا.. وانتِ.. وهي.. نمتلك الكثير .. لكنه ليس بيدنا الان..
نمتلك قصوراً في الجنة.. واشجاراً لا تعد ولا تحصى.. نمتلك ربما فدادين لا نهاية لها .. فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.. ولا خطر على قلبنا قط!
لكنها بانتظارنا ان ندفع ثمنها هنا.. والان..
الحقيقة التي ستصلين إليها.. كما وصلتُ أنا لها.. بعد الكثير من التخبط والحيرة والدموع والألم والشتات..
أن مكاننا الحقيقي.. وعودتنا الحقيقية.. ندفعها اليوم.. لنعيشها غدا..
لا شيء حقيقي الان.. ولا حتى كلمة “غربة”..

هي محطة..
وانتِ في هذا البلد محطة..
في بيت أهلك.. محطة..
في بيت زوجك.. محطة..
في عمر التقاعد.. بدون زوج ولا أولاد حولك.. أيضا.. محطة!
سلسلة محطات… نسميها مجازا غربة.. ولكنها البضاعة التي ندفع ثمنها حتى نمتلك وطننا الحقيقي في الجنة!
ربما تحتاجين للاشتياق.. واللوعة.. والتحسر..
لكن اشرحي صدرك.. للسماء..
وثبتي قدميكِ على الأرض.. أينما كانت.. ومع من كانت..
اوصلي حبلك بالله*..
وادفعي ما استطعت من بضاعة الدنيا ثمناً للاخرة..
بري والديك وصليهما..*
تزوجي.. لتعفي زوجك وتنجبي ذرية صالحة..
ربي اولادك.. ليكونوا أغراب في الدنيا.. ويسعون لبيوتهم الحقيقية في الجنة..
اجعلي بيتك.. مكانا تلتقي فيه النساء.. فتكون الاحاديث كلها.. انجازات.. مبادرات.. طموحات.. وخير يعمكن جميعا..*
بيعي من ذهبك.. وتصدقي من مالك.. حققي أحلامك الآن من الصدقات الجارية.. لأن ورثتك قد يضنون عليكِ بها!!
الوطن هو المكان المؤقت الذي نبيع ونشتري فيه من أعمال الدنيا…
ثمناً لشراء أوطاننا الحقيقية في الآخرة!
عن*ابن عمر*رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ،
فقال : “كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل” .



 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس