عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2018, 07:45 PM   #1
فضيلة
.


الصورة الرمزية فضيلة
فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3397
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 08-01-2022 (07:33 PM)
 المشاركات : 1,434 [ + ]
 التقييم :  80
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تنمية حب الله في قلوب اطفالنا






حب
الله فى قلوب أطفالنا





إن
الطفل نبتة صغيرة تنمو ، و تترعرع ،
فتصير شجرة مثمرة ، أو وارفة الظلال ...
أو قد تصير شجرة شائكة ، أو سامَّة والعياذ
بالله.
وحتى نربي جيلاً من الأشجار المثمرة ، أو وارفة
الظلال ؛
فإنه علينا أن نعتني بهم منذ البداية
،
مع التوكل على الله تعالى والاستعانة به في
صلاحهم.



وما
أحوجنا في هذا العصر الذي أصبحت فيه الأمم
تتداعى على أمة
الإسلام كما تتداعى الأكَلَة على قصعتها
- كما أخبر رسول الله صلى الله عليه
وسلم-
بأن نربي وننشئ جيلاً قوي الإيمان يثبُت على الحق
،
و يحمل لواء الإسلام ، ويدافع عنه بكل طاقته .



وأول
ما يمكن أن يحقق هذا الهدف النبيل ،
ويعين على بلوغ تلك
الغاية السامية ،
هو: "مساعدة أطفالنا على حب الله عز وجل"...




ما
هو حب الله ؟
هو أن يكون الله تعالى أحب إلى الإنسان
من نفسه ، ووالديه ، وكل
مايملك .



لماذا
الأطفال؟
لأن" الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع
،
فإذا و ضعناها بشكل سليم
كان البناء
العام مستقيماً ، مهما ارتفع وتعاظم ؛
كما أن الطفل هو نواة
الجيل الصاعد
التي تتفرع منها أغصانه وفروعه
وكما نعتني
بسلامة نمو جسمه
فيجب أن نهتم بسلامة مشاعره ،
ومعنوياته
" فإذا حرصنا على ذلك فإن جهودنا سوف تؤتي
ثمارها
حين يشب الطفل ويحمل لواء دينه
- إذا أحب ربه وأخلص العمل له
-
وإن لم نفعل نراه يعيش ضائعاً بلا هوية - والعياذ بالله -



لماذا
نعلمهم حب الله ؟

1-لأن الله تعالى قال عن الذين
يحبونه
في الآية رقم (31) من سورة آل
عمران:
{ قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ ،
ويَغفر لكم ذنوبَكم ، واللهُ غفورٌ رحيم } .



2-
لأن الله جلَّ شأنه هو الذي أوجدنا من عَدَم ،
وسوَّى خَلقنا وفضَّلنا على كثير
ممَّن خلق تفضيلا ،
ومَنَّ علينا بأفضل نعمة وهي الإسلام ،
ثم رزقنا من غير
أن نستحق ذلك ،
ثم هو ذا يعدنا بالجنة جزاءً لأفعال هي من
عطاءه وفضله ،
فهو المتفضِّل أولاً وآخِرا!!!



3-
لأن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يدعو:
( اللهم اجعل حُبك
أحب إلىَّ مِن نفسي ، وأهلي ،
و مالي ، و ولدي ، و من الماء
البارد على الظمأ ) ،
و لنا في رسول الله الأسوة الحسنة .



4-
لأن الحب يتولد عنه الاحترام والهيبة في ا لسر والعلن ،
وما
أحوجنا إلى أن يحترم أطفالنا ربهم ويهابونه
- بدلاً من أن تكون علاقتهم به قائمة
على
الخوف من عقابه أو من جهنم-
فتكون
عبادتهم له متعة روحية يعيشون بها وتحفظهم من الزلل



5-
لأن الأطفال في الغالب يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم
-أو مَن يقوم برعايتهم
وتربيتهم- أكثر من أي أحد ،
مع العلم بأن الآباء ، والأمهات
، والمربين لا يدومون لأطفالهم ،
بينما الله تعالى هو الحيُّ القيوم الدائم
الباقي الذي لا يموت ،
والذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم ، فهو
معهم أينما كانوا
وهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من والديهم
...
إذن فتعلقهم به وحبهم له يُعد ضرورة ،
حتى إذا ما
تعرضوا لفقدان الوالدين أو أحدهم
عرفوا أن لهم صدراً حانياً ، وعماداً متيناً
،
وسنداً قوياً هو الله سبحانه وتعالى .



6-
لأنهم إذا أحبوا الله عز وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن
،
وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا بسماع الأذان
،
و حرصوا على الصلاة وخشعوا فيها ،
وإذا علموا أن الله جميل يحب
الجمال
فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح ،
وإذا
علموا أن الله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين
،
والمتصدقين ، والصابرين ، والمقسطين ، والمتوكلين
،
وأن الله مع الصابرين ، وأن الله ولي المتقين
،
وأنه وليُّ الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا
...
اجتهدوا ليتصفوا بكل هذه الصفات ، ابتغاء مرضاته
،
وحبه ، وولايته لهم ، ودفاعه
عنهم.

أما إذا علموا أن الله لا يحب الخائنين ، ولا الكافرين ، ولا المتكبرين ،
و لا المعتدين ، و لا الظالمين ، ولا المفسدين
،
و أنه لا يحب كل خَوَّان كفور ، أو من كان مختالاً فخورا
...
لابتعدوا قدر استطاعتهم عن كل هذه
الصفات
حباً في الله ورغبة في إرضائه .



7-
لأنهم إذا أحبوا الله جل وعلا أطاعوا أوامره
واجتنبوا نواهيه
بطيب نفس ورحابة صدر ؛
وشبُّوا على تفضيل مراده على مرادهم
،
و" تقديم كل غال وثمين من أجله ،
والتضحية من أجل إرضائه ،
وضبط الشهوات
من أجل نيل محبته ،
فالمُحب لمن يحب مطيع ...
أما إذا لم
يحبوه شَبُّوا على التفنن في البحث عن
الفتاوى الضعيفة من أجل التَفَلُّت من
أمره ونهيه "



8-
لأن حب الله يعني استشعار أنه عز وجل يرعانا ويحفظنا في كل
وقت ومكان ، مما
يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات ،
وعدم القلق أو الحزن... ومن ثم
سلامة النفس والجسد من الأمراض
النفسية والعضوية… بل والأهم من ذلك السلامة من
المعاصي والآثام ،
فعلينا أن نفهمهم أن " مَن كان الله معه ، فمَن
عليه؟!!!
ومَن كان الله عليه فمَن معه ؟!!!



9-
لأن أعز ما يملكه الإنسان - بعد إيمانه بالله عز وجل - هو الكرامة
"
وليس المال أو المنال ، أو الجاه أو القدرة...
فالمجرم
يتعذب في داخله قبل أن يحاسبه الآخرون ،
لأنه على بصيرة من قرارة نفسه التي
تحس
بغياب الكرامة بفعل الأفعال الدنيئة ،
أما الإنسان المحترم الذي يحس
بوفرة الكرامة لديه ،
فإنه أحرى أن يعتلي القمم السامية والمنازل
الرفيعة...
وهكذا كان شأن « يوسف » الصدِّيق عليه السلام حين
توسم فيه
عزيز مصر أن ينفعه ذات يوم ، ويكون خليفة له على
شعبه ،
أو يتخذه ولداً ؛ لذا فقد قال لامرأته حين أتى بيوسف
مستبشراً به :
{ أكرِمي مثواه } أي أكرمي مكانته ، واجعليه
محط احترام وتقدير ،
ولم يوصها بأي شيء آخر ... فلعله رأى أن
التربية القائمة على أساس
الكرامة تنتهي بالإنسان إلى أن
يكون عالماً ،
وقادراً على أًن يتخذ القرارات السليمة وفقاً
لأسس وقواعد
التفكير الحكيم ، هذا بالإضافة إلى قدرته على وضعها موضع التنفيذ
"



فإذا
أردنا الكرامة ونتائجها لأطفالنا فما أحرانا بأن نهبها لهم من خلال
حبهم لخالق
الكرامة الذي كرَّم أباهم آدم وأسجد له الملائكة ،
و قال
عنهم : { ولقد كرَّمنا بني آدم }...
و إذا أردنا لهم الدرجات
العُلا في الدنيا و الآخرة ،
فلا مفر من مساعدتهم على حب
الله الذي يقودهم إلى التقوى ،
فيصبحوا من الذين قال عنهم : { إن أكرمكم عند
اللهِ أتقاكم }




نتابع



 
 توقيع : فضيلة


رد مع اقتباس