======== 120 ========
القرآن لا يعود مجرد كلام يتلى للبركة .
و لكنه ينتفض حيا يتنزل على الجماعة المسلمة المتحركة لتتحرك به ، و تتابع توجيهاته ، و تتوقع موعود الله فيه .
هذا القرآن لا يتفتح عن أسراره إلا للعصبة المسلمة التي تتحرك به ، لتحقيق مدلوله في عالم الواقع .
لا لمن يقرأونه لمجرد التبرك ، و لا لمن يقرأونه لمجرد الدراسة الفنية أو العلمية ، و لا لمن يدرسونه لمجرد تتبع الأداء البياني فيه .
إن هؤلاء جميعا لن يدركوا من هذا القرآن شيئا يذكر .
فإن هذا القرآن لم يتنزل ليكون مادة دراسة على هذا النحو ، إنما تنزل ليكون مادة حركة و توجيه .
إن الذين يواجهون الجاهلية الطاغية بالإسلام الحنيف و الذين يجاهدون البشرية الضالة لردها إلى الإسلام من جديد ، و الذين يكافحون الطاغوت في الأرض ليخرجوا الناس من العبودية للعباد إلى العبودية لله وحده ..
إن هؤلاء وحدهم هم الذين يفقهون هذا القرآن ، لأنهم يعيشون في نفس مثل الجو الذي نزل فيه ..
و يحاولون المحاولة التي كان يحاولها من تنزل عليهم أول مرة ، و يتذوقون في أثناء الحركة و الجهاد ما تعنيه نصوصه لأنهم يجدون هذه المعاني ممثلة في أحداث و وقائع .
|