إن طاعة أهل الكتاب و التلقي عنهم ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
=========================================== { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين } آل عمران .
إن طاعة أهل الكتاب و التلقي عنهم ، و اقتباس مناهجهم و أوضاعهم ، تحمل ابتداء معنى الهزيمة الداخلية ، و التخلي عن دور القيادة الذي من أجله أنشئت الأمة المسلمة .
كما تحمل معنى الشك في كفاية منهج الله لقيادة الحياة و تنظيمها والسير بها صعداً في طريق النماء و الارتقاء .
و هذا بذاته دبيب الكفر في النفس و هي لا تشعر به و لا ترى خطره القريب .
======== فأهل الكتاب لا يحرصون على شيء حرصهم على إضلال هذه الأمة المسلمة عن عقيدتها .
و يبذلون كل ما في وسعهم من مكر و حيلة ، و من قوة كذلك و عدة .. و حين يعجزهم أن يحاربوا هذه العقيدة ظاهرين يدسون لها ماكرين .. و حين يعييهم أن يحاربوها بأنفسهم وحدهم يجندون من المنافقين المتظاهرين بالإسلام أو ممن ينتسبون زورا للإسلام جنودا مجندة لتنخر لهم في جسم هذه العقيدة من داخل الدار ، و لتصد الناس عنها ، و لتزين لهم مناهج غير منهجها ، و أوضاعاً غير أوضاعها ، و قيادة غير قيادتها .
فهذه العقيدة هي صخرة النجاة ، و خط الدفاع ، و مصدر القوة الدافعة للأمة المسلمة .
======== فأما نحن الذين نزعم أنا مسلمون ، فأرانا نتلقى في صميم فهمنا لقرآننا و حديث نبينا – صلى الله عليه و سلم – عن المستشرقين و تلامذة المستشرقين ، و أرانا نتلقى تصوراتنا للوجود و الحياة من هؤلاء و هؤلاء ، و أرانا نتلقى نظام حياتنا و شرائعنا من تلك المصادر المدخولة ، و أرانا نتلقى قواعد سلوكنا و آدابنا و أخلاقنا من ذلك المستنقع الآسن ، الذي انتهت إليه الحضارة المادية المجردة من روح الدين .. أي دين ثم نزعم – و الله – أننا مسلمون ..و هو زعم إثمه أثقل من إثم الكفر الصريح .
فنحن بهذا نشهد على الإسلام بالفشل و المسخ . حيث لا يشهد عليه هذه الشهادة الآثمة من لا يزعمون – مثلنا – أنهم مسلمون .
======== و أولى الخطوات في الطريق أن يتميز هذا المنهج و يتفرد ، و لا يتلقى أصحابه التوجيه من الجاهلية الطامة من حولهم ..
كما يظل المنهج نظيفاً سليماً إلى أن يأذن الله بقيادته للبشر مرة أخرى .
و الله أرحم بعباده أن يدعهم لأعداء البشر الداعين إلى الجاهلية من هنا و من هناك ..
و هذا ما أراد الله سبحانه أن يلقنه للجماعة المسلمة الأولى في كتابه الكريم ، و ما حرص رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أن يعلمها إياه في تعليمه القويم .
|