والله أنا أضم صوتي لصوت ( واحد من الناس )
وأرى أنه تجربة يجب أن نخوضها .. ويجب
ألا نتعجل الحكم فهذه مشكلة دائماً نقع فيها
بمجرد ما نشم ريحة اختلاط نبدأ نتشنـــج
ونرفص بأرجلنا ونملأ الأسماع بكثيـــر من
الكلمات الجوفاء دون أن ندرك حقيقة مرة
وهي أن أكبر مشكلة نعاني منها في التعليم
هي عدم الاهتمام بمرحلة التأسيس .. وأهمها
طبعاً من السن السادسة إلى العاشـــرة .. في
تصوري الشخصي أنها امتداد لمرحلة الروضة
فالطفل في هذا العمر لا يزال بحاجة إلى مناخ
الأمومة ونبع الحنان خاصة أنه لايستطيع
إدراك السلبيات التي يتعرض لها في هذه
المرحلة ولا يحسن التعبير عنها .. وإنما
تترصب في نفسه الشفـــافة بصمت فهي
كالزجاجة قد تـُشرخ أو تنكسر أو تتهشم ..
لذلك لا نسأل أنفسنا عن أسبــاب ضعف
حماس ورغبة الكثير من الطلاب في التوجه
إلى صفوف الدراسة مع أن ذلك أصبح ظاهرة
مخيفة تتنامى مع الأيام ..
من يدري ربما معلم فض الطباع كسر
هذا الغصن في أول بزوغه للحياة ...
أو معلم شاب بهيمي تحرش جنسياً
بهذا الطفل البريء فقتل داخله كبرياءه
الإنساني وأطفأ شعلة رجولته النظرة ..
وعلى فكرة قد تنكشف بعض ظواهر العنف
ضد الأطفال وتُعالج .. إلا التحرش الجنسي
الذي يأخذ صوراً مختلفة لا تنكشف بسهولة
فيدفع ثمنها غالياً ذلك الطفل المسكين في
مستقبل أيامه .. وأنا لا أبالغ إذا قلت أن
انحراف الكثير من شباب الأمة في صور
شتى حتى انحراف الفكر والإرهاب ربما
يعود إلى خلل ما حدث لهم في كواليس طفولتهم ..
لذلك علينا أن لا نقف أمام اي تجربة يمكن
أن نلمس منها الأمل في التغيير إلى الأفضل
صحيح أنه يلزم اسناد ذلك إلى مربيات على
قدر كبير من الإجادة المهنية .. ودعمهــن
بالبرامج والتقنيات المساعدة في ذلك ..
لكن لو لم يكن من فائدة إلا سلامة هؤلاء
الاطفال من العنف وبعض صور التحرش
الجنسي فإن ذلك كافياً للترحيب بهذا القرار ..
وكفاية ياجماعة حشر الاختلاط في كل شي
والمبالغة فيه لهذي الدرجة حتى تجاوزنا حدوده
في عصر الصحابة .. والله قاعدين نضحك على
انفسنا في كثير من تفاصيل الاختلاط نظهر
عدم الاختلاط ونبالغ فيه وندور عليه في السر ..
ونجاهر به في النهار ونتلصص عليه في الليل ..
وين هذا الاختلاط في هذا القرار ؟؟؟ هل صار
اختلاط الاطفال من الجنسيين اختلاط بمعناه
الصحيح ..يعني لو اختلطوا ولعبوا مع بعض
في الفسح خلاص انقلبت الدنيا .. اتركوا
هذا العالم الصغير نظيف مادام خلقه الله
نظيف ..
يعطيك العافية اخوي ( ابو يزيد )
على نقل هذا الخبر الذي اسعدني كثيراً
|