الموضوع: من قصص الأجداد
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2010, 12:11 PM   #1
شجرة الدر
| عضو مبدع |


الصورة الرمزية شجرة الدر
شجرة الدر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 717
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 12-26-2010 (10:16 PM)
 المشاركات : 436 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
Q15 من قصص الأجداد











العين حق كلنا يعرف ذلك .. تراثنا وتراث آبائنا وأجدادنا ,
حكى لنا العجب العجاب من قصص العين و ( الحسد )
و ( النحت ) و( النضل ) , كما يسمى بمختلف لهجاتنا المحلية ..
كان يشاع دائماُ أن العائن قديما يطلق تشبيها على مايعينه ,
وهذا سبب العين , فهو يثير الإنتباه إليها , وعادة ماتكون هذه
التشبيهات طريفة ومضحكة .. وقد يعين الشخص نفسه أو
أبناءه وأحباءه , أو أيا كان ممن لا يعرفهم .. وهذا بلاء لذلك
كان بعض الناس قديما يقيمون صلاة الميت على العائن ليكف
شره عن الناس ..
حكاية طريفة لرجل ( نضل ) أو عان نفسه , أو أصاب نفسه
بالحسد , يتداولها آباؤنا .. تقول الحكاية :
كان للرجل بستان نخيل يرعاه ويأكل منه , وذات مرة صعد
كالعادة أعلى النخلة لـ ( يخرف ) أي يجني التمر : فجاءه
عصفور يغرد يبحث عن تمرة يسد بها جوعه , فضحك الرجل
وقال للعصفور : ( ارجع ترى عصفورها فيها ) ! ويقصد نفسه ..
فأنقصفت ( عسبان ) النخلة تحت قدميه وسقط شر سقطه ,
وأصاب نفسه إصابات بالغة !
والحكايات كثيرة , فذاك رجل آخر كان له صديق غاب عنه
مدة طويلة , وبعد أن جاء للسلام عليه سأله عن أولاده ,
فأشار إليه الرجل قائلا : ذاك ابني الذي يلعب مع العيال ..
فلم يميزه صديقه : فقال أي واحد منهم ؟ فقال الرجل : ابني
هذاك .. ( اللي مولع النور ) ! ويشير بذلك إلى سعة عيون ابنه
وكبر حجمها فسقط الطفل من وقتها يصرخ من عينيه !
وكان العائن مشهورا قديما في قريته أو حيه , وقد يستعين به
البعض لحل مشاكلهم وأزماتهم .
وهؤلاء مجموعة من الحجاج في الطريق إلى مكة تعطلت
بهم السيارة , ومعهم أحد العائنين , فمرت من جوارهم سيارة
أخرى وطلبوا منهم المساعدة فرفضوا ومشوا تاركين هؤلاء
وراءهم , فغضبوا وقالوا للعائن ( وقفهم يافلان ) فقال
بثقة : أي شيء تريدونني أصيب ؟ العجلات الأمامية
أم الخلفية ؟ إصابة خفيفة أم قوي ؟ فأستدار لأصحابه
قائلا : ( والله ماتبعدون ها الأثلة ) والأثلة نوع من الشجر
الصحراوي , وماهي إلا ثوانٍ حتى تعطلت سيارتهم !
وجاء آخرون أنقذوا أصحاب العائن , ومروا من أمام السيارة
الأخرى شامتين ضاحكين ..
والعجيب أن غالبية من يشتهر بالعين هم من كبار السن , فقد
كانوا يجلسون في مكان ما من ساحة الحي القديم يسمى
( المشراق ) وهو مكان يسلط عليه شعاع الشمس لوقت طويل
يجلسون فيه يراقبون الرائح والغادي , ويتناقلون الأحاديث
والأخبار .. وهناك أيضا مكان مخصص لإطلاق قذائف العين !!
وحكت لي والدتي عن وجود مجموعة من هؤلاء في قرية
آبائها قديما , وقد أصابوا بقرة العائلة بعين لا فكاك منها ,
فهي بقرة حلوب وتلد كثيرا .. فما لبثت أن علقت المسكينة
بباب الدار الخشبي الضيق وماتت هناك وهم يتحسرون
عليها .
وقصص العين كثيرة , فكم فرقت بين المحبين وكانت سببا
في كثير من الأمراض والمشاكل , لكن الطريف منها نرويه
على سبيل ( العظة ) أما المأساوي فندعو لأصحابه بالشفاء
والسلامة .. ومن طريف مايروى أيضا .. رجل عائن كانت
له زوجة جميلة .. وكان يحب النظر إليها , وهي تكره أن
يستدعيها لغير حاجة , فيعطلها عن طبخ الطعام أو رعاية
صغارها , فكان يناديها , ثم إذ أقبلت عليه أطلق عليها العين
فأوقفها مكانها ليتأملها !! ثم تركها لشأنها !!
ورغم ( خيالية القصة ) إلا أنها مضحكة وتدل على
ميل طبيعي في البشر لتصديق الأشياء التي مثل العين من
غيبيات لشغف النفس بها , وأيضا ارتباطها بالغرابة والمتعة .
أحد المزارعين كان يستريح في حقله , وحوله دجاجته
وفريخاتها الصغار يأكلون ويتفرقون هنا وهناك فأغار عليه من الجو
فجأة ( حدأة ) وهي طير جارح كالصقر فألتقطت
الدجاجة بين مخالبها وطارت .. فقفز المزارع صارخاً : ( اهب
عليك ..! ( ويقصد بكلمة اهب الحسد ) أهب عليك أخذت
الدلة وتركت الفناجيل ! ) وكأنه يصور الدجاجة بدلة القهوة
وفريخاتها كالفناجين من حولها , فكان تشبيها مضحكا لكنه
موفق , حيث لم تأخذ الحدأة فرخا صغيرا , بل دجاجة كاملة .
الطريف أن الحدأة من قوة هذه القذيفة العينية ارتطمت
بنخلة عالية وسقطت ميتة , ونجت الدجاجة من بين مخالبها ,
وعادت لفريخاتها سالمة .






لكم أرق واعذب التحايا أحبتي

وقانا الله وإياكم شعر العين والحاسدين


 


رد مع اقتباس