عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2018, 01:17 PM   #40
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي





طبعاً ( بن دويرج ) هو الشاعر عبدالله بن علي بن دويرج رحمة الله عليه من أهل جفن من أقليم
السر في نجد , عاش الشاعر في فترة كانت أسباب المعيشة فيها شحيحة وصعبة . . وكانت أيضاً
هناك الكثير من الأمراض تنتشر ( كالجدري ) وغيرها ومن الصعب أن تجد لها علاج . .
عمل هذا الشاعر رحمة الله عليه في كثير من الحرف والنخيل وتزوج ورزق بولد . . وكان المواليد
في ذلك الوقت قليلاً ما يعيشون لأن أسباب الوقاية كانت شحيحة . . بعكس هذا الوقت الذي انتشرت
فيه الوقاية بأذن الله . .
كبر هذا الولد وسافر طلباً لـِ الرزق حيث ترك القرية واتجه إلى الرياض أو الظهران وبعد فترة توفت
زوجة الشاعر . . فتزوج بزوجة أخرى ورزق منها بـنت هي التي تبقت له من الذرية بعد أن سافر ابنه
وتوفي الآخرون من الأمراض وهم صغاراً . .
كبرت ابنة الشاعر رحمه الله وعندما وصل عمرها الست سنوات كانت بارة بوالدها شديدة القرب منه
ومن أمها التي ربت ابنتها تربية صالحة وعلمتها كيف تكون تقوم بأعمال المنزل حتى بدأ الناس يتحدثون
عن طيب هذه الفتاة وحسن تربية أهلها لها . . !
فكان والدها عندما يحضر من العمل تكون ابنته أمامه لـِ تقدم له الماء والطعام وتساعد أمها في طبخ الطعام
تستمع لحديث والدها عندما يحدثها حتى تعلقت بأبيها كثيراً وتعلق أبوها بها فأصبح يأنس لـِ الحديث إليها ومشاكاتها
عندما يجلس معها قرب النار بعد صلاة العشاء ليتسامرون . . !
كبرت الفتاة قليلاً وأصبح عمرها 12 سنه وأصبحت أكثر قرباً من أبيها وأمها وكان الجميع يشهد لها بحسن الأخلاق
والتربية والكل يتمنى أن لها ابنة بأخلاقها ( يعني بالعامية البنت كانت سنعه وراعية بيت )
وفي ذات يوم جاء والدها بعد صلاة العشاء وجلس قرب النار بحثاً عن الدفء فجاءت ابنته وسألته إن كان يريد من
الحليب شيئاً فقال أجل ولكن طلب منها أن تضعه على النار قليلاً لـِ يسخن لأنه كان بارداً . .
فذهبت لـِ تحضر الحطب لتزيد من اشتعال النار بعد أن أصبحت جمراً وكان الليل مظلماً فأخذت سراجاً لـِ تنير لها
وهي تنتقي الأعواد الصغيرة من الحطب . .
وأثناء انتقاءها لـِ الحطب وقع السراج منها وانكسر وانطفأت النار . . ولكنها أكملت انتقاء الحطب في الظلام
فدست يدها تحت الحطب بحثاً عن الأعواد الصغيرة فلدغت يدها حية صغيرة فصرخت صرخة مدوية . . !
وجاء أبوها ليرى ابنته وهو مفزوع . .
لم يكن بذلك الوقت علاج . . فبقيت في فرآشها يومين من أثر اللدغة حتى مآتت . . فكانت فاجعة ابن دويرج في ابنته
كبيرة . . ! حتى أنه كان يتذكرها كلما رأى أغراضها أو جلس في المجلس الذي كانت تجلس معه فيه بقرب النار ليأنس
بالحديث معها . . وكان كلما رأى ركناً في بيته تذكر ابنته . . وحزن عليها !
فقال :
عفا الله عن عين حلا النوم جـافيها
كـراها قليل وذارف الدمـع محفيها

إلى قلت ألا ياعين هيدي وهـودي
جرى دمعها الصافي وهلت عباريها

تبين فروع الصبح ما ذاقت الكرى
ولا ألـوم عين فارقـت شوف غاليها

ولا زل يـوم أو لـيلة ما تعبـرت
عن النوح أعـزيها ولا نيب قـاويها

وأنا في رجا جزل العطا عالم الخفا
يلطف بحال خـافـي الـهـم باريها

على نـور عيني لب قلبي ومهجتي
تـحـن الضماير كل ما حل طاريها

حنين الخلوج اللي عن الضير فاختت
إلى غـاب عنها ساعـة ما يباريها

وأنا كيف ما أبكي طفلة غضة الصبا
حورية سبحــان رب مـسويهـا

نشت بالـهدى والدين والحق والبها
فلو طـالـت الأيام مـانيب ناسيـها
إلى أن قال :

ألا واتـكدر خاطـري مـن فراقها
ولـولا غـلاهـا ما تكفلت راثيها

سمية دمـوع المزن فـي غبة البحر
سـوى البنك ما يدرك ثمنها ويشريها

وأنا مابي ألا يوم يـطـري سـمـيها
عفا الله عـن عين حـلا النوم جـافيها

وصلوا على من لا افترى سيد الورى
عدد ما جرى من رايح المزن واديها

الله يرحمه ويرحم بنته . . ويرحم أموات المسلمين .



 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس