عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2011, 11:51 PM   #1
ابووومنس
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ابووومنس
ابووومنس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 585
 تاريخ التسجيل :  Apr 2010
 أخر زيارة : 12-27-2011 (09:33 PM)
 المشاركات : 2,227 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي خطيب الحرم يحذر من الفورة الإعلامية وإثارة المشاعر



أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام، أننا نعيش زمنا ملتهبا من أبرز معالمه الفورة الإعلامية الظاهرة، التي قربت البعيد وأدنت النائي وبلغت مبلغا أضحت به منظارا أو حلبة للمطارحات الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعند النظر الثاقب والعقل المتيقظ يتضح جليا ما يكتنف تلك الفورة من الدور البارز في التأثير الآني، في المتلقي وإثارة المشاعر والاعتماد على التعبيرات العاطفية، حتى وإن كانت عارية عن الأدلة الشرعية الصحيحة والمقدمات العقلية الصريحة، وهي مبنية في الغالب على الظن الكاذب والتهويل الزائف والهوى والتحيز، الجاثمين على أفئدة جملة من ذوي الأقلام السيالة والمطارحات الميالة والكر والفر الصحفي، رائدهم في ذلك، السبق في الطرح وكسب القراء والمشاهدين والمستمعين والتلبيس وخلط الأوراق على العامة، وذلكم من خلال تمثيل وجه نظر واحدة وهي وجه نظر الغالب أو المسيطر، في حين أنها انتقائية موجهة لا تخضع لقوة منصفة ولا لوازع مهيب وهذا ما يؤسف ذوي الألباب وأصحاب الفطر السليمة.
وأضاف، ومن هنا تبرز الانتقائية الباطشة فتنهش العدل والإنصاف والوسطية التي هي الحق أيا كان، لا الوسطية التي هي وسط بين طرفين كما يفهم ذلك بعض من لم ترتق أفهامهم لحقيقة الوسطية والمراد بها، وأن من الانتقائية تضخيم الجانب الأقل خطرا على حساب القيمة الحقيقية عن الجانب الأخطر أو هي التمسك بالحقيقة، فيما يوافق هوى النفس والنأي عنها وتهميشها فيما لا يوافق ذلك وقد تكون أحيانا أخرى في التمسك بما يوافق الهوى والمصالحة الذاتية وإن كان لا قوة له في الشرع والمنطق أو التهوين لما يخالف الهوى والمصالحة، وإن كان قويا في الدلالة صريحا في المنطق، مؤكدا أن هذه الصفة هي سبب مقت الله لأمم تدثرت بها كما قال تعالى "أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض"
وشدد إمام و خطيب المسجد الحرام، على أن الانتقائية صفة مذمومة وعوار مشين قائلا، إذ هي تفقد المصداقية والتوازن، وحينما يتصف بها شخص ما، فكأنما يحكم على نفسه بالسقوط والحطة من أعين ذوي الأفهام السليمة، فلن ينجح أو يفلح والد انتقائي ولا صديق انتقائي ولا معلم انتقائي ولا طالب العلم والمفكر والكاتب والناصح والسياسي ومن حاله ملتاثة بالانتقائية فستكشفه الصروف لا محالة، لأن من استطار وراء لهب الانتقائية فقد يصدم غدا بنقيض حاله، حينما يحتاج إلى ضد انتقائية الأولى، ولات ساعة استطاعة، ولأجل هذا كان مما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، أحد صحبته أن قال له "ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا".
ولرفع الانتقائية عن واقعنا قال الدكتور الشريم، يجب علينا استحضار أمرين مهمين أحدهما توفير المنظور السليم في العرض وثانيهما شمول الرؤية في العرض، حيث حرص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، على تأكيد هذين الأمرين في الشاب الذي جاء إليه وطلبه أن يأذن له بالزنا فقل له النبي صلى الله عليه وسلم، أتحبه لامك؟ قال لا والله جعلني الله فداك، قال ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، ثم سأله بعد ذلك هل يحبه لابنته ولأخته ولعمته ولخالته، ومن هذه القصة يؤصل موقف النبي صلى الله عليه وسلم، في نفوسنا منهجا في الحكم على الأشياء والتعامل معها وذلك من خلال توفر عنصرين أساسين وهما عنصر العدل وعنصر العلم، لأنه ينبغي علينا في جميع شؤوننا أن نستهدف الهداية لا الإغاظة والتوجيه، لا الإثارة والنصح لا التعيير والتبيين للناس لا التنفيس عن المشاعر الذاتية والغيرة للحق لا الانتصار للنفس ولا شك أن أثر النفع من أثر القصد وإذا اختل القصد فإنها الانتقائية ما منها بد.


 


رد مع اقتباس