لقد انطلقت هذه البشرية ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
========لقد انطلقت هذه البشرية من نقطة البدء ، ممثلة في شخصين اثنين .. آدم و زوجه .. أبوي البشر .. و انطلق معهما الشيطان .
مأذونا من الله في غوايتهما و غواية ذراريهما و مأخوذاً عليهما عهد الله و على ذراريهما كذلك .
و مبتلي كلاهما و ذراريهما معهما بقدر من الاختيار ..
ليأخذوا عهد الله بقوة أو ليركنوا إلى الشيطان عدوهم و عدو أبويهم الذي أخرجهما من الجنة..
و ليسمعوا الآيات التي يحملها أليهم ذلك الرهط الكريم من الرسل على مدار التاريخ ..
أو يسمعوا غواية الشيطان الذي لا يني يجلب عليهم بخيله و رجله ، و يأتيهم عن أيمانهم و عن شمائلهم .
======== انطلقت البشرية من هناك .. من عند ربها سبحانه ..
انطلقت إلى الأرض تعمل و تسعى ، و تكد و تشقى ، و تصلح و تفسد ، و تعمر و تخرب ، و تتنافس وتتقاتل ، و تكدح الكدح الذي لا ينجو منه شقي و لا سعيد ..
======== ثم ها هي ذي تؤوب .. ها هي راجعة إلى ربها الذي أطلقها في هذا المجال .. ها هي ذي تحمل ما كسبت طوال الرحلة المرسومة .. من ورد و شوك ، و من غال و رخيص ، و من ثمين و زهيد ، و من خير و شر ، و من حسنات و سيئات ..
======== ها هي ذي عائدة إلى ربها بما معها .
تظلع في الطريق و قد بلغ منها الجهد و أضناها المسير حتى إذا عادت إلى نقطة المنطلق وضع كل منها حمله أمام الميزان ، و وقف يرتقب في خشية و وجل ..
إن كل فرد قد عاد بحصيلته فرداً .. و كل فرد على حدة يلاقي حسابه و يلقى جزاءه ..
و إن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء و لو كان ذا قربى
|