حين كنت في العاشرة من عمري
سمعت امي تقول لاحدى صديقاتها التي لم ترها منذ سنين
كم هذه الدنيا صغيرة فمن كان يظن اننا ينلتقي بعد كل هذه السنين
العالم صغير جدا رغم كبر مساحاته .. خاصة الان في عالم السرعة
زمن العولمة .. زمن اصبح المستحيل شبه معدوم ان لم يكن معدوما اصلا
لما نستغرب ونتعجب ونصف ان عالم الشبكة العنكبوتية عالم مخيف مليء بالاسرار
لا اجده اقل خطورة من عالمنا الواقعي
كل منا يختبئ وراء اسم مستعار ووراء اقنعة عدة تكاد من ثقلها ان ترهق العقل قبل الوجه
كل منا يرى نفسه ليلى ومن حوله ذئب يفترسه .. وبياض الثلج البريئة وزوجة الاب الشريرة
عالمك اينما تكون انت من تصنعه .. بطريقتك .. بافكارك .. بمعتقداتك ..
نعم الشبكة العنكبوتية تكون غطاءا ساترا فلا احد يعرف من انت ويصعب الوصول اليك والى هويتك
لكنها تكشف خبايا نفسك انت في عالمها تصنع شخصيتك المسلوبة منك احيانا في ارضية الواقع
تنسج عالما وتختار ابطاله بنفسك تضيف وتحذف من تريد .. حتى في احداثك لك ان ترسم ماتتمنى
غالبيتنا يفتقد شيئا ما .. تجده يبحث عنه في كل مكان .. مختبئا وراء اسم مستعار
متنفس له عما يسجن ذاته .. فرصة للنقاهة من مرض عضال
ولكنه لاينسى ان يعود الى اصله ايضا .. فالطبع غلب التطبع كما يقال
ذئب بالواقع لايتحول الى حمل وديع بعالم الشبكة العنكبوتية
|