عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2019, 12:05 PM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي القصص في القرآن ...



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين


=========================================== يرد القصص في القرآن في مواضع و مناسبات . و هذه المناسبات التي يساق القصص من اجلها هي التي تحدد مساق القصة ، و الحلقة التي تعرض منها ، و الصورة التي تأتي عليها ، و الطريقة التي تؤدى بها . تنسيقاً للجو الروحي و الفكري و الفني الذي تعرض فيه . و بذلك تؤدي دورها الموضوعي ، وتحقق غايتها النفسية و تلقي إيقاعها المطلوب .



======== و يحسب أناس أن هنالك تكراراً في القصص القرآني ، لأن القصة الواحدة قد يتكرر عرضها في سور شتى . و لكن النظرة الفاحصة تؤكد أنه ما من قصة أو حلقة من قصة قد تكررت في صورة واحدة من ناحية القدر الذي يساق و طريقة الأداء في السياق . و أنه حيثما تكررت حلقة كان هنالك جديد تؤديه ينفي حقيقة التكرار .



======== و يزيغ أناس فيزعمون أن هنالك خلقاً للحوادث أو تصرفاً فيها ، يقصد به إلى مجرد الفن ، بمعنى التزويق الذي لا يتقيد بواقع . و لكن الحق الذي يلمسه كل من ينظر في هذا القرآن و هو مستقيم الفطرة ، مفتوح البصيرة ، هو أن المناسبة الموضوعية هي التي تحدد القدر الذي يعرض من القصة في كل موضع ، كما تحدد طريقة العرض و خصائص الأداء .



======== و القرآن كتاب دعوة ، و دستور نظام ، و منهج حياة ، لا كتاب رواية و لا تسلية و لا تاريخ . و في سياق الدعوة يجيء القصص المختار ، بالقدر و بالطريقة التي تناسب الجو و السياق ، و تحقق الجمال الفني الصادق الذي لا يعتمد على الخلق و التزويق ، و لكن يعتمد على إبداع العرض ، و قوة الحق ، و جمال الأداء .



======== و قصص الأنبياء في القرآن يمثل موكب الإيمان في طريقه الممتد الواصل الطويل . و يعرض قصة الدعوة إلى الله و استجابة البشرية لها جيلاً بعد جيل ، كما يعرض طبيعة الإيمان في نفوس هذه النخبة المختارة من البشر ، وطبيعة تصورهم للعلاقة بينهم و بين ربهم الذي خصهم بهذا الفضل العظيم .. و تتبع هذا الموكب الكريم في طريقه اللاحب يفيض على القلب رضى و نوراً و شفافية ، و يشعره بنفاسة هذا العنصر العزيز.. عنصر الإيمان و أصالته في الوجود .. كذلك يكشف عن حقيقة التصور الإيماني و يميزه في الحس من سائر التصورات الدخيلة . و من ثم كان القصص شطراً كبيراً من كتاب الدعوة الكريم .


 


رد مع اقتباس