إن البشربة اليوم تعاني من ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== إن البشرية اليوم تعاني من الخواء المرير .
خواء الروح من الحقيقة التي لا تطيق فطرتها أن تصبر عليها .. حقيقة الإيمان .. و خواء حياتها من المنهج الإلهي .
هذا المنهج الذي ينسق بين حركاتها و حركة الكون الذي نعيش فيه .
إنها تعاني من الهجير المحرق الذي تعيش فيه بعيداً عن ذلك الظل الوارف الندي ..
و من الفساد المقلق الذي تتمرغ فيه بعيداً عن ذلك الخط القويم و الطريق المأنوس المطروق .
======== و من ثم نجد الشقاء و القلق و الحيرة والاضطراب ، و تحس الخواء و الجوع و الحرمان ، و تهرب من واقعها هذا بالأفيون و الحشيش و المسكرات ، و بالسرعة المجنونة و المغامرات الحمقاء ، و الشذوذ في الحركة و اللبس و الطعام .
و ذلك على الرغم من الرخاء المادي و الإنتاج الوفير والحياة الميسورة و الفراغ الكثير ..
لا بل إن الخواء و القلق و الحيرة لتتزايد كلما تزايد الرخاء المادي و الإنتاج الحضاري و اليسر في وسائل الحياة و مرافقها
إن هذا الخواء المرير ليطارد البشرية كالشبح المخيف . يطاردها فتهرب منه و لكنها تنتهي إلى الخواء المرير .
======== و ما من أحد يزور البلاد الغنية الثرية في الأرض حتى يكون الانطباع الأول في حسه أن هؤلاء قوم هاربون .. هاربون من أشباح تطاردهم . هاربون من ذوات أنفسهم .
و سرعان ما يتكشف الرخاء المادي و المتاع الحسي الذي يصل إلى حد التمرغ في الوحل ، عن الأمراض العصبية و النفسية و الشذوذ و القلق و الجنون و المسكرات و المخدرات و الجريمة . و فراغ الحياة من كل تصور كريم .
======== إنهم لا يجدون أنفسهم لأنهم لا يجدون غاية وجودهم .. إنهم لا يجدون سعادتهم لأنهم لا يجدون المنهج الإلهي الذي ينسق بين حركتهم و حركة الكون .. و بين نظامهم و ناموس الوجود .. إنهم لا يجدون طمأنينتهم لأنهم لا يعرفون الله الذي إليه يرجعون .
|