عرض مشاركة واحدة
قديم 07-13-2018, 05:26 PM   #8
زارع الورد


الصورة الرمزية زارع الورد
زارع الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل :  Jun 2009
 أخر زيارة : 02-21-2024 (05:23 AM)
 المشاركات : 3,124 [ + ]
 التقييم :  96
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



بســـــــــــــم الله الرحمن الرحيم

كتاب [ لتسكنوا إليها ]
المؤلف / عمر العمر ..[ أبو ذياب ] .

http://www.a3zz.net/showthread.php?t=13400

أهدى إليّ هذا الكتاب الأخ العزيز / أبو ذياب من فترة زمنية ليست بعيدة
و قد قرأته في فترة سابقة ؛ ولأنه آخر كتاب أتممت قراءته أحببت أن يكون
أول كتاب أتحدث عنه في هذا الموضوع ..


هذا الكتاب يقع في [ 208 ] صفحة ، وطبع طباعة مميزة ، في ورق أصفر فاتح اللون ،
مما جعله مريحاً للنظر والقارئ .

صاغه مؤلفه بأسلوب سهل ممتنع . تناول فيه أهم علاقة وأقدس ارتباط يجمع بين رجل وامرأة
وهو الحياة الزوجية ، منطلقاً – في مقدمته - من قوله تعالى :


((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
)) آية (21) سورة الروم .

ومن هذه الآية استوحى عنوان كتابه .

وهذا الكتاب عبارة عن همسات إذ يقول مؤلفه صفحة [ 7 ] ( هذا الكتاب يبدأ تدريجياً ...
بهمسات متسلسلة ومتتابعة...ـــ ابتداءً بهمسة في أهمية الزواج وانتهاءً بهمسة إلى الزوجين بعد
انتقالهما لبيت الزوجية ) .


ولا شك أن التعبير بلفظ ( همسات ) يشد القارئ ويسترعي اهتمامه ، ويجعل لها قبولاً في نفسه ،
وذلك أنسب لموضوع الكتاب الذي يمثل شيئاً من الخصوصية بين الزوجين ، كما يناسب أسلوب
النصح والإرشاد بتودد و لياقة وأدب .
وهذه الهمسات على النحو التالي
:



الهمسة الأولى : [ أهمية الزواج ] :

حيث بين في هذه الهمسة ، كيف أن الزواج مصدر للسعادة والطمأنينة والاستقرار ، وأنه سنة إلهية
ونظام اجتماعي تقوم عليه بناء الأسرة ، وتكوين المجتمعات ، وأنه إرواء لغريزة أودعها الله في الجنسين
الذكر والأنثى ، وأنه تعاون مشترك في الحياة لا غنى عنه ...وقد أورد شواهد كثيرة من القرآن والسنة
على الأمر به ، والتشويق إليه ، وأنه من سنن المرسلين ، وسبب في السكن والمودة والرحمة ، وسبب
للغنى ...



الهمسة الثانية : [ عقد النية على الزواج ) :

إذا همس للرجل بأهمية هذه النية ، وأن عليه أن يكون جاداً مدركاً لأهمية هذا الارتباط
المقدس ، وأنه ميثاق وعهد والتزام يجب أن يكون بمستوى هذه المسؤولية ، وقادر على
الوفاء بواجباته والقيام بمصالحه ، وأنه يلزم لذلك نضج كافٍ ومهارات وقدرات متوفرة
...واستشعار للمسؤولية ... ورغبة صادقة ... واستعداد مادي ...



الهمسة الثالثة : [ تحديد سمات شريكة الحياة ] :

وفي هذه الهمسة وضح أهمية التركيز على التوافق والتقارب في الطبائع والمستوى
العمري والاجتماعي والثقافي والديني والأخلاقي ، والشكل المرضي ، ونحو ذلك
من الصفات التي ترضي العقل والقلب والعين ، مفصلاً القول في تلك السمات والصفات ،
وضارباً أمثلة على ذلك .



الهمسة الرابعة : [ البحث عن الزوجة ] :

وهي همسة للرجل ، وضح أن عليه أن يهتم بالبحث الدقيق عن الفتاة المناسبة التي قد حدد صفاتها ،
عن طريق الأهل والأقارب ، والترشيح ، والتحري لجمع معلومات عن جمالها وصفاتها الجوهرية ،
وأن يجتهد بأي وسيلة يستطيع الاستعانة بها للتأكد من تلك الصفات ، بما في ذلك النظرة الشرعية ،
وغيرها من الوسائل الممكنة .



الهمسة الخامسة : [ الخِطبة ] :

همسة للرجل أيضاً ، نصحه أن يكون متأنياً ولبقاً في استخدام الأساليب المناسبة لهذه المرحلة الحساسة .
وقد تم التفصيل في طرق التقدم للخطبة مؤكداً على أهمية النظرة الشرعية التي – غالبا - ما تقطع الشك
بالقين لكلا الطرفين ، وأن هذه النظرة الشرعية مقيدة بظروف وأحوال كل أسرة . حيث قسمهم
إلى ثلاث أنواع : واسعة الثقافة والوعي ، ومحدودة الثقافة والوعي ، ومعدومة الثقافة والوعي .
وأن على المتقدم للخطبة التعامل – في هذه الحالة – بأساليب مناسبة لكل هذه الأنواع من المستويات
الأسرية ، إلى جانب الحرص على الاستشارة والاستخارة ، ولا يتمم أمر الخطبة حتى يأنس في نفسه
الطمأنينة والارتياح للأمر .



الهمسة السادسة : [ حق المرأة في الاختيار ] .

همسة للمرأة ، وضح حق المرأة الكامل في القبول أو الرفض ، وحق البقاء أو الانفصال ...كما أن
للمرأة الراشدة – إذا تأخر نصيبها - أن تعرض نفسها على الرجل الصالح الكفء ، إذْ لا يعد
ذلك عيباً ولا حراماً ...مستشهداً بما تيسر من السنة والسيرة النبوية .




الهمسة السابعة : [ للأبناء والأولياء ] :

بين المؤلف أن ليس للأولياء الحق في إكراه أيٍّ من الأبناء أو البنات على الزواج بمن لا يرغبون...مستشهداً
بما تيسر من أدلة على ذلك ..ناصحاً الآباء بالحوار والتفاهم الحسن لتحقيق مصالح أبنائهم وبناتهم ،
وألا يسيئوا التصرف في ذلك فيحصل الضرر منهم بعضل أو نحوه ؛ فتسقط ولايتهم – قضاءً – وتنتقل
إلى غيرهم ..وأن للولي السعي لموليته عن زوج صالح إذا تأخر نصيبها ، مستشهداً ببعض سير الصحابة
رضي الله عنهم في ذلك وبعض أقوال العلماء...محذراً الآباء من شرك العادات والتقاليد التي تقدم القريب
على البعيد دون النظر إلى الكفاءة بما يحقق مصلحة الفتاة ورضاها... وكذلك رفض زواج البنت الصغيرة
قبل الكبيرة . ونبه على أهمية أن يخبر الولي المتقدم للخطبة بأي عيب لا يعلمه عمن ينوي خطبتها .كما نبه
الولي على أهمية التحري الدقيق عن المتقدم للخطبة ، وخاصة فيما يتعلق بدينه وخلقه وكفاءته ، وقدرته على
الباءة ، مستشهداً من السنة بما تيسر .




الهمسة الثامنة : [ صفات الرجل المناسب ] :

وهي همسة للمرأة ، نبه المؤلف الفتاة بألا تتعجل في الرد أو القبول ، وأن يأخذ ذلك وقتاً كافياً ؛
للتحري والتأكد من صفات الخاطب وبالطريقة نفسها في الهمسة الثالثة ؛فيحسن الاختيار ، وتسلم
من الندم على سوء الاختيار ، وعلى الندم من رفض الرجل الكفء المناسب . على أن تكون الفتاة
حددت صفات المتقدم لها ، وتحاول اكتشاف ذلك من خلال محاورته ، أو سؤال إمام وجماعة المسجد
الذي يصلي فيه ، منبهاً على أن المحافظة على الصلاة لا تكفي للحكم على الخاطب بالأهلية والاطمئنان
إليه ، مسهباً في توضيح ذلك . وكذلك سؤال الجيران ،والأصدقاء ، وسؤال العقلاء من أقاربه ،
وزملائه في العمل ، والتحري عنه مستشفى الطب النفسي .
منبهاً إلى أهمية هذا البحث والتقصي بالنظر إلى هذا الزمن المتقلب الذي التبس فيه الطيب بالخبيث ،
وصَعُب الحكم على الناس وطباعهم وأحوالهم . كما أن للفتاة حق النظرة الشرعية أيضاً وبالأحوال
المذكورة في الهمسة الخامسة ، ونصح الفتاة أن تكون عقلانية في الحكم بعيدة عن العواطف ، وجريئة وماهرة
في الكشف عن مكنون الخاطب بقدر المستطاع ، صريحة معه ، غير متعالية عليه ، ولا مقارنة له بغيره ،
معتدلة الزينة غير متصنعة لجذبه ، صريحة معه باطلاعه على ما خفي عليه من عيوبها،
أو أمراض قد تسبب النفرة ، أو تعطل بعض أهداف الزواج ، وبعد هذا كله الاستشارة والاستخارة ؛
حتى يحصل الاطمئنان الكامل ، وحذر من الموافقة – دون قناعة تامة - تحت أي ظرف أو ضغوط .




الهمسة التاسعة : [ بعد كتابة العقد الشرعي ] :

همس للرجل والمرأة أن يدعوا الله التوفيق وتأليف قلبيهما ، ويعتبرا العقد عقد محبة وإخلاص ووفاء
وتسامح ، وتضحية ومودة . ويكون ما بعد العقد استكمالاً لما قبله للتأكد من صلاحهما لبعض ، بعيداً عن
تكلف المثالية والتصنع ، ليكونا أكثر قرباً من بعضهما ، ويحكم كل واحد على الآخر بصورة واضحة
قبل الانتقال لبيت الزوجية الذي يكون التراجع فيه أكثر ضرراً وصعوبة. ونبه أنه ليس شرطاً تكامل
المواصفات المثالية في كل طرف ، فالانسجام والتوافق والائتلاف يكفي . ولنجاح هذه المرحلة نصح
بالتمهيد المناسب ، وضبط المشاعر بعقلانية ، وإتاحة كل طرف للآخر للحديث عن نفسه ، والوضوح
في عرض الحقائق ، وما يثير المخاوف ، والتعرف على ما يحبه كل طرف وما يكرهه ، وعدم تصنع
المثالية في سلوكيات غير موجودة ، ولا التباهي بالماديات والثقافة والتدين كذباً ، وعدم التسرع في الحكم.
فإن رأيا الانسحاب فبلطف وتفاهم دون تجريح ، وإن توافقا وحصل الاطمئنان فقد حصل المطلوب .




الهمسة العاشرة : [ ليلة الزفاف ] :

ذكّر الزوجين بأهمية هذه الليلة بما فيها من أنس ولطف ومشاعر لن تنسى ، ولذلك نصحهما باتباع
بعض الآداب المأثورة طلباً للبركة ، كالاحتفال بالزفاف بما يرضى الله ، وبعيداً عن الاختلاط المحرم ،
والإفراط في اللباس الفاضح الكاشف للعورات ..والاكتفاء بالغناء المباح واستخدام الدف ..و البعد عن
الإسراف والتبذير مباهاة وتفاخراً ، وذكرهما بآداب الدخول ، من إخلاص النية في إرادة العفاف عما
حرم الله ، وسلام الزوج على زوجته ، والصلاة ركعتين ، ودعاء الزوج لزوجته ، والملاطفة والمؤانسة ،
والمداعبة والتسمية ، وعدم إفشاء أسرار بعضهما .. ونحو ذلك من الآداب ، مستشهداً ببعض الأحاديث
في ذلك .




الهمسة الحادية عشرة : [ بيت الزوجية ] : وهي من أطول الهمسات :

همس للزوجين بالرفق واللين والتعاون بينهما والتخطيط لبناء حياتهما وتحمل المسؤولية معاً ، وتبادل التضحية
والتنازلات والوفاء والعشرة بالمعروف في مجمل القول ، مذكراً لهما ببعض الضوابط والآداب ، مستشهداً ببعض
الشواهد من الكتاب والسنة ، كتطبيق منهج الله وابتغاء مرضاته في كل تفاصيل حياتهما ، من تناصح على
التقوى والتعفف عما حرم الله ، وفعل الطاعات وترك المنكرات ، وتتبع السنن ...مع شكر الله على هذه النعمة ،
وبين لهما قوامة للرجل على المرأة وما يلتزم به كل طرف للآخر في ذلك ..، مع الرفق واللين في المعاملة ،
والاحترام والتقدير المتبادل ، والتغافل عن سقطات وزلات بعضهما ، والتماس الأعذار لبعضهما ..والتواضع
المتبادل ..، والصدق الذي يبني لا الذي يهدم ، والصراحة التي تقرب لا التي تنفر ، وكذلك الوفاء والإخلاص
ومراقبة الله في ذلك ، من محافظة على العهد ، وبذل الجهد في إسعاد بعضهما ، تبادل مشاعر الحب ، وإظهار
الميل والانجذاب لبعضهما ، والاهتمام المتبادل ، والمرونة في التعامل ، والتركيز على المزايا لا على السلبيات ،
ونحو ذلك .. ونبه على المحافظة على جمال الجسم والمظهر والرائحة ، وفصل القول في ذلك ، وأن على الرجل
التزين للمرأة كما يحب أن تتزين له ، وساق شواهد على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال العلماء.. ونصحهما
بالتجديد والتغيير ما أمكن مع التقدم في العمر ومرور السنين ، ونبه على أهمية طاعة الزوجة لزوجها ،
والقناعة والصبر ، بالرضا بما قسم الله ، وعدم التطلع إلى ما عند الآخرين ، وحثهما على الصداقة والمكافأة
والتهادي ، واحتواء وكسب أسرة الطرف الآخر ، من بر وصلة وحسن تعامل ... ، وهو في كل ذلك يسوق
شواهد من الكتاب والسنة . وحذر من السماح للأهل بالتدخل في حياتهما ، بوضع حدود لذلك ، والاعتماد وحفظ
أسرار بعضهما ...ونصحهما بالترفيه والترويح عن النفس بالتنزه ونحو ذلك ، أو ممارسة بعض الألعاب المسلية ،
مع المزاح والمداعبة ونحو ذلك ..وألا يغفلا الحوار والنقاش الهادئ وتبادل الآراء بأفضل الأساليب وفي
الأوقات المناسبة ...كما أشار إلى أهمية التخطيط المادي لتطوير وتحسين حياتهما الزوجية وتأمين مستقبلهما ،
ودلهما على أفضل السبل لذلك ..ونبه على التحكم بالغيرة ، وأن تكون معتدلة ، حتى لا تفسد حياتهما الزوجية ،
مستشهداً بأقوال أهل العلم ..


وختم بهمسة أخيره بأن على الزوجين تقبل بعضهما دون إلغاء لشخصية الآخر ، وأن كل واحد لا يسلم من
النقص والعيوب ، فيصلح كلٌ منهما عيوب و نواقص الآخر باللين والتلميح والعتاب الرقيق ، بعيداً عن النزق
والطيش والاستعجال مستشهداً بقوله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا
) آية (19) سورة النساء .. وبقوله صلى الله عليه وسلم :
(لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن سخط منها خلقا رضي منها آخر) ..



انتهى ملخص الكتاب وبالله التوفيق ..
ولا شك أن من يقرأ هذا الكتاب سيجد فيه فوائد جمة ، ونصائح قيمة
يحتاجها كل شاب و فتاة مقدمان على الزواج ..وعذراً للإطالة فقد
أحببت تقديم هذا الملخص لخصوصية الأمر بالنسبة لي ، وأعتذر
من الأخ العزيز أبو ذياب عن أي نقص أو خطأ أو قصور ، فهذا
الملخص لا يغني عن قراءة الكتاب بما فيه من تفاصيل وشواهد
وإحصاءات ومعلومات غزيرة وقيمة ..

والحمد لله رب العالمين .
.


 
 توقيع : زارع الورد


رد مع اقتباس