عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2018, 11:35 AM   #1
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي عندما جرى قدر الله ...



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين .

===================================

======== عندما جرى قدر الله أن يجعل الإسلام هو الرسالة الأخيرة ، و أن يجعل منهجه هو المنهاج الباقي إلى آخر الخليقة ، و أن تجري حياة المؤمنين به وفق الناموس الكوني العام ، و أن يكون هذا الدين هو الذي يقود حياة البشرية و يهيمن على نشاطها في كل ميدان .



======== عندما جرى قدر الله بهذا كله جعل الله هذا المنهج في هذه الصورة شاملاً كاملاً متكاملاً ، يلبي كل طاقات البشر و استعداداتهم في الوقت الذي يرفع هذه الطاقات و هذه الاستعدادات إلى الأفق اللائق بخليفة الله في أرضه ، و بالكائن الذي كرمه الله على كثير من عباده و نفخ فيه من روحه .



======== و جعل طبيعة هذا الدين الانطلاق بالحياة إلى الأمام نمواً و تكاثراً و رفعة و تطهراً في آن واحد .

فلم يعطل طاقة بانية ، و لم يكبت استعداداً نافعاً بل نشط الطاقات و أيقظ الاستعدادات و في الوقت ذاته حافظ على توازن حركة الاندفاع إلى الأمام مع حركة الارتفاع إلى الأفق الكريم ، الذي يهيئ الأرواح في الدنيا لمستوى نعيم الآخرة ، و يعد الفرد الفاني في الأرض للحياة الباقية في دار الخلود .



======== و عندما جرى قدر الله أن يجعل طبيعة هذه العقيدة هكذا جرى كذلك باختيار رسولها – صلى الله عليه و سلم – إنسانا تتمثل فيه هذه العقيدة بكل خصائصها ، وتتجسم فيه بكل حقيقتها ، و يكون هو بذاته و بحياته الترجمة الصحيحة الكاملة لطبيعتها و اتجاهها .

إنساناً قد اكتملت طاقاته الإنسانية كلها .

ضليع التكوين الجسدي ..
قوي البنية ..

سليم البناء ..

صحيح الحواس ..

يقظ الحس ..

يتذوق المحسوسات تذوقاً كاملاً سليماً و هو في ذات الوقت ضخم العاطفة ..

حي الطبع ..

سليم الحساسية ..
يتذوق الجمال ..
متفتح للتلقي و الاستجابة ..

و هو في الوقت ذاته كبير العقل ..

واسع الفكر ..

فسيح الأفق ..

قوي الإرادة ..

يملك نفسه و لا تملكه ..

ثم هو بعد ذلك كله .. النبي .. الذي تشرق روحه بالنور الكلي ..

و الذي تطيق روحه الإسراء و المعراج ..

و الذي ينادى من السماء ..
و الذي يرى نور ربه ..
و الذي تتصل حقيقته بحقيقة كل شيء في الوجود من وراء الأشكال و الظواهر ..

فيسلم عليه الحصى و الحجر ..

ويحن له الجدع ..

و يرتجف به الجبل أحد .. .

ثم تتوازن في شخصيته هذه الطاقات كلها .

فإذا هو التوازن المقابل لتوازن العقيدة التي اختير لها .


 


رد مع اقتباس