و إن أطعتموهم إنكم لمشركون ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين
===================================
======== { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } الأنعام .
إن هذا الدين شريعته كعقيدته في تقرير صفة الشرك أو صفة الإسلام .
بل إن شريعته من عقيدته .. بل إن شريعته هي عقيدته .. إذ هي الترجمة الواقعية لها ..
كما تتجلى هذه الحقيقة الأساسية من خلال النصوص القرآنية ، و عرضها في المنهج القرآني .
======== و هذه هي الحقيقة التي زحزح مفهوم " الدين " في نفوس أهل هذا الدين عنها زحزحة مطردة خلال قرون طويلة بشتى الأساليب الجهنمية الخبيثة حتى انتهى الأمر بأكثر المتحمسين لهذا الدين – و دعك من أعدائه – أن تصبح قضية الحاكمية في نفوسهم قضية منفصلة عن قضية العقيدة .
و هذا الدين لا يعرف الفصل بين العقيدة و العبادة و الشريعة .
إنما هي الزحزحة التي زاولتها أجهزة مدربة قرونا طويلة حتى انتهت مسألة الحاكمية إلى هذه الصورة الباهتة ، حتى في حس أشد المتحمسين لهذا الدين .
======== إن الذين يحكمون على عابد الوثن بالشرك ، و لا يحكمون على المتحكم إلى الطاغوت بالشرك ..
إن هؤلاء لا يقرأون القرآن . و لا يعرفون طبيعة هذا الدين ..
فليقرأوا القرآن كما أنزله الله ، و ليأخذوا قول الله بجد : { و إن أطعتموهم إنكم لمشركون } .
و إن بعض هؤلاء المتحمسين تأخذهم الغيرة على بعض المخالفات هنا و هناك .. كأن الإسلام قائم فلا ينقص وجوده و قيامه و كماله إلا أن تمتنع هذه المخالفات .
هؤلاء المتحمسون الغيورون على هذا الدين يؤذون هذا الدين من حيث لا يشعرون .
بل يطعنونه الطعنة النجلاء بمثل هذه الاهتمامات الجانبية الهزيلة .
إنهم يؤدون شهادة ضمنية لهذه الأوضاع الجاهلية . شهادة بأن هذا الدين قائم فيها لا ينقصه ليكمل إلا أن تصحح هذه المخالفات
بينما الدين كله متوقف عن الوجود أصلاً ما دام لا يتمثل في نظام و أوضاع .
الحاكمية فيها لله وحده من دون العباد .
إن وجود هذا الين هو وجود حاكمية الله . فإذا انتفى هذا الأصل انتفى وجود هذا الدين .
و إن مشكلة هذا الدين في الأرض اليوم لهي قيام الطواغيت التي تعتدي على ألوهية الله ، و تغتصب سلطانه ، و تجعل لأنفسها حق التشريع و الإباحة و المنع ..
|