09-19-2019, 10:24 AM | #1 |
| عضو متألق |
|
و ما كان عطاء ربك محظوراً ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين =================================== ======== { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ... } الإسراء . فإن من أراد أن يعيش لهذه الدنيا وحدها ، فلا يتطلع إلى أعلى من الأرض التي يعيش فيها ، فإن الله يعجل له حظه في الدنيا حين يشاء .. ثم تنتظره في الآخرة جهنم عن استحقاق . فالذين لا يتطلعون إلى أبعد من هذه الأرض يتلطخون بوحلها و دنسها و رجسها ، و يستمتعون فيها كالأنعام ، و يستسلمون فيها للشهوات و النزعات . و يرتكبون في سبيل تحصيل اللذة الأرضية ما يؤدي بهم إلى جهنم . ======== { و من أراد الآخرة و سعى لها سعيها و هو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً } . و الذي يريد الآخرة لا بد أن يسعى لها سعيها ، فيؤدي تكاليفها ، و ينهض بتبعاتها ، و يقيم سعيه لها على الإيمان . و ليس الإيمان بالتمني و لكن ما وقر في القلب و صدقه العمل . و السعي للآخرة لا يحرم المرء من لذائد الدنيا الطيبة ، إنما يمد بالبصر إلى آفاق أعلى فلا يكون المتاع في الأرض هو الهدف و الغاية . و لا ضير بعد ذلك من المتاع حين يملك الإنسان نفسه ، فلا يكون عبدا لهذا المتاع . ======== إن الحياة للأرض حياة تليق بالديدان و الزواحف و الحشرات و الهوام و الوحوش و الأنعام . فأما الحياة للآخرة فهي الحياة اللائقة بالإنسان الكريم على الله ، الذي خلقه فسواه ، و أودع روحه ذلك السر الذي ينزع به إلى السماء و إن استقرت على الأرض قدماه . ======== على أن هؤلاء و هؤلاء إنما ينالون من عطاء ربك . سواء منهم من يطلب الدنيا فيعطاها ، و من يطلب الآخرة فيلقاها . و عطاء الله لا يحظره أحد و لا يمنعه ، فهو مطلق تتوجه به المشيئة حيث تشاء . { كلاً نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك و ما كان عطاء ربك محظوراً } |
|
|
|