مجلة سنابل الأمل لذوي الإعاقة
عدد الضغطات : 6,101
جمعية تحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 3,643
مركز تحميل أعز الناس
عدد الضغطات : 2,686
اعز الناس تويتر
عدد الضغطات : 3,491طهر مسامعك
عدد الضغطات : 1,976اعز الناس فيسبوك
عدد الضغطات : 2,791

العودة   منتديات أعز الناس > - | أقسام منتديات اعز الناس | - > الملتقى الأدبي > حكايا

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 08-13-2016, 10:20 AM   #1
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 اوسمتي
وسام الألفية السادسة وسام الإدارة وسام المجهود الشخصي وسام القلم المميز وسام شكر وتقدير من الإدارة 
لوني المفضل : Cornsilk
Q12 قصه من واقعنا القديم



بسم الله الرحمن الرحيم

قصة 📙
الزمان / قبل 75 عاماً
المكان / النماص - السعودية


يقول راوي القصة:
كنت طفلاً صغيراً حين نشب خلاف بين أمي وأبي ..
فغادرت أمي بيتنا مصطحبة معها أخويّ الصغيرين ..
وتركتني باعتباري أكبر منهما مع والدي ..
وتزوج أبي زوجة أخرى وأنجب منها طفلتين ..

وفي نحو سنة 1357 أجدبت ديارنا, وشحت أرضنا،
وانتشر الجوع والفاقة، وضاقت الأرض بما رحبت على
أهلها، حتى أكلوا أوراق الشجر وجلود الحيوانات ..

حتى كان الرجل يبيع أرضه التي كانت أغلى من روحه
من أجل وجبة عشاء يمنح بها نفسه وأهله فرصة
أخرى قصيرة للحياة ..

حينها شعر والدي بأنه يمثل عبئاً على والده جدي ..
وأنه لن يتمكن من الوفاء بحاجته وحاجة أطفاله ..
فقرر الرحيل بنا ..
وخرجنا حتى وصلنا إلى الشعف ( شعف النماص ) ..

فالتفت إلي والدي !
وطلب مني الرجوع لأبقى مع جدي وجدتي ..
فاستجبت له ورحل ..
ثم التفت يقول لي قبل الوداع:
( لعلنا لا نلتقى بعد هذه اللقاء أبداً يا بني، إنها رحلة
إلى المجهول، سفر بلا وجهة ولا هدف سوى البحث
عن لقمة تسد رمق الطفلتين وأمهما ) ..

وعدت إلى جدي، وازدات الأمور سوءاً ..
والجوع يخيم على المكان والزمان ..
والناس تفر من البلد ..
ولم يبق إلا كبار السن وبعض الصغار ..

وحين خاف جدي علي أن أموت جوعاً .!
أشار علي أن ألحق بأمي وأخويّ الصغيرين عند أهلها ..
فذهبت أمشي وأنا في حدود الثانية عشرة إلى أمي على
بعد ثلاثين كيلاً إلى الشمال من النماص ..
وبقيت أمشى من الصباح حتى جاء المساء ..
ووصلت إليها ففرحت بي فرحاً عظيماً ..
ورأيتها تبيع الحطب من أجل أن تسد رمق أخويّ
الصغيرين, فأضفت إليها عبئاً جديداً ..
ولم يمر وقت طويل !
حتى شعرت بأنها عاجزة عن إطعامنا ..
وخافت أن يقتلنا الجوع ..
فقالت:
انزل يا بني إلى تهامة لعلك تجد والدك أو تجد شيئا تأكله ..
وأرسلت معي أخي الذي يصغرني وتركت أصغرنا معها ..
وصحبنا ابن خالتي الصغير أيضاً ..
ونزلنا إلى تهامة أقود رحلة الأطفال البؤساء حيث
كنت أكبرهم ..
في تهامة حيث تنتشر الملاريا والوباء ..
والناس يموتون فرادى وجماعات من فتك المرض ..
ولكن لا خيار لنا, الموت جوعاً أو وباءً ..
إنها خيارات متقاربة, لابد من الركض إلى النهاية ..
مضينا حيث لا نعرف طريقاً ولا وجهة ..!

نقترب في المساء من البيوت لنؤنس وحشتنا ..
ونأكل ما نجد في الطريق من الشجر ..
حتى وصلنا سوق الاثنين في المجاردة اليوم ..
والناس يتبايعون الحبوب والتمر والزبيب ..

فنستبق إلى حبة سقطت هنا أو هناك ..
والناس لا يكترثون بمنظر الأطفال الجياع ..
يبحثون عن الحبوب كالطير ..
وذلك لأن الفاقة تضرب الجميع والجوعى كثر ..

تفرقنا في السوق فلما جاء المساء !
لم أجد اخي ولا ابن خالتي ..
بحثت عنهما طوال الليل فلم أجد أخي الصغير وعمره
ثمان سنوات إلا في الصباح ..
فضربته بعنف لشدة خوفي عليه وألمي من فراقه ليلة كاملة ..
ثم ندمت ندماً شديداً على ضربي إياه ..
وهو الصغير الشريد الجائع ..
فكنت أحتضنه طوال الليل وأبكي ندماً ورحمةً به ..

ولم أجد ابن خالتي إلا في اليوم الثالث ..
وجدته قد مات جوعاً أو مرضاً ..

حينها قررت العودة إلى أمي في الحجاز ..
وقد خسرنا في الرحلة ابن خالتي ..
وصعدت بأخي الصغير إلى أمي وأعلمتها بوفاة صاحبنا ..
فحزنوا إن كان بقي في قلوبهم حزن حينها ..
وبكوا إن بقيت لهم عيون يبكون بها ..

وما إن وصلت حتى ارتفعت حرارة أخي الذي كان
رفيقي في الرحلة ..
لقد أصابته الملاريا هو الآخر ..
وظلت أمي وأنا نسهر معه طوال الليل ..
وكنت أضمه إلى صدري وأبكي ..
وحين بزغ الفجر !
أرادت أمي أن تذهب لتأتي بقربة ماء ..
فناداها أخي المحموم بصوت خافت:
لا تذهبي, إنني سأموت الآن قبل أن تعودي بالقربة ..
وبالفعل مات ..
شعرت أن أمي المسكينة لم يعد في قدرتها القيام
بإطعامي مع أخي ..
فعدت إلى جدي في النماص لعل الأوضاع قد تحسنت ..
فإذا هي قد ازدات سوءاً ..
والجوع قد كلح بوجهه في كل الزوايا ..
فاقترح علي جدي أن أنزل من جديد إلى تهامة إلى والدي
في القرية الفلانية ..
فذهبت أمشى أربعة أيام في طريق المجهول ..
أقترب من المزارع آكل منها وأمضي ..
وفي ذات مرة اقتربت من بستان أقتات ما أستطيع منه ..
فإذا بي أرى أبي !
فاحتضنني وبكيت بحرقة وأعلمته بوفاة أخي ..
وأخبرني بوفاة زوجته ..

وجعل يخفض من حزني ويقول:
سوف أعود فآخذ أمك وأخوك ونعود إلى النماص
ويلتئم شملنا من جديد ..
فاجتاحني فرح أنساني كل أحزاني ..
وبشرت أختي الصغيرتين وضممتها إلي وحدثتهما عن
أحلامي وعودة أمي ..
وكانوا في حجرة صغيرة تحت صخرة في وادي تهامة ..
وقلت سأذهب أجتني لكم النبق ..

وحين عدت بعد المغرب !
إذا أبي ينتفض من الحرارة ..
فجعلت أرش عليه الماء وأضع النبق في فمه لعله يأكل ..
لكن الأجل كان أسرع !
ومات أبي وحبات النبق في فمه لم يتمكن من بلعها ..

وماتت الفرحة بسرعة ..
وجاء الناس حولنا حين سمعوا صراخي مع الصغيرتين ..
فدفنوا أبي، ثم ذهبوا وتركونا في الغار وحدنا أنا مع أختيّ ..
إحداهما في الثانية من عمرها والثانية في الرابعة ..
وانضمت أجسادنا واجتمعت علينا الأحزان، وتجاوبنا
الدموع تلك الليلة الموحشة، لنستيقظ في الصباح على
موت أختي ذات الأربع سنوات ولحاقها بأبي ..

فدفنتها بجوار قبره ..
ورحلت بالطفلة ذات العامين أسير في حر الشمس ..
حتى وصلت إلى قرية في خاط ..
حينها رأتني عجوز ورأت اختي على ظهري تصهرها
الشمس, قالت:
ياولدي اترك هذه الضعيفة معي فقد قتلتها الشمس ..
واذهب لعلها تتعافى ثم تعود إليها أو تموت فتستريح ..
فتركتها وذهبت إلى جدي في النماص ..
وأعلمته بوفاة والدي وزوجته وأختي الصغيرة ..
فبكاه بحرقة وظل يبكيه طويلاً حتى فقد بصره ..

ثم عدت بعد أيام ألتمس أختى عند العجوز ..
فأخبرتني أنها ماتت بسرعة بمجرد فراقي لها ..

واستمر الجوع فترة ..
ثم فرجها الله سبحانه ونزلت الأمطار على البلد ..
وأغاث الله الخلق وكشف ما بهم ..


هذا ليس فصلاً من رواية البؤساء ..!
ولا مقطعاً من فيلم في الخيال ..
إنها قصة إنسان في هذه الأرض قبل سبعة عقود فقط ..
قصة بقايا الآلام في وجوه الأحبة الذين ترونهم الآن
في الثمانين والتسعين من أعمارهم ..


اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ..
وتحول عافيتك ..
وفجأة نقمتك وجميع سخطك ..


 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
قصه،واقع،جوع،فقر،ماضي،السعوديه،نماص،


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من التراث القديم شموخ الصور والمرئيات 11 05-25-2013 01:28 PM
الحب القديم algram66 نبضات عامة 10 10-19-2010 01:53 PM
هل هذا هو واقعنا algram66 سجال رأي 18 03-03-2010 01:42 PM


الساعة الآن 01:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.