10-14-2020, 10:12 AM | #72 |
| عضو متألق |
|
======== 123 ========
" ألف .. لام .. ميم .. " .. الخ .. هذه الأحرف التي يعرفها العرب المخاطبون بهذا القرآن ، و يعرفون ما يملكون أن يصوغوا منها و من نظائرها من كلام ، و يدركون الفارق الهائل بين ما يملكون أن يصوغوه منها و بين هذا القرآن .. و هو فارق يدركه كل خبير بالقول ، و كل من يمارس التعبير باللفظ عن المعاني و الأفكار . كما يدرك أن في النصوص القرآنية قوة خفية ، و عنصرا مستكنا ، يجعل لها سلطانا و إيقاعا في القلب و الحس ليسا لسائر القول المؤلف من أحرف اللغة ، مما يقوله البشر في جميع الأعصار . و هي ظاهرة ملحوظة لا سبيل إلى الجدال فيها ، لأن السامع يدركها ، و يميزها ، و يهتز لها ، من بين سائر القول ، و لو لم يعلم سلفا أن هذا قرآن .. و التجارب الكثيرة تؤكد هذه الظاهرة في شتى أوساط الناس . و الفارق بين القرآن و ما يصوغوه البشر من هذه الحروف ن كلام ، هو كالفارق بين صنعة الله و صنعة البشر في سائر الأشياء . صنعة الله واضحة مميزة لا تبلغ إليها صنعة البشر في أصغر الأشياء .. و كذلك صنع الله في القرآن و صنع البشر فيما يصوغون من هذه الحروف من كلام . و إن الكيان الإنساني ليهتز و يرتجف و لا يتماسك أمام هذا القرآن ، كلما تفتح القلب ، و صفا الحس ، و ارتفع الإدراك ، و ارتفعت حساسية التلقي و الاستجابة . و إن هذه الظاهرة لتزداد وضوحا كلما اتسعت ثقافة الإنسان ، و معرفته بهذا الكون و ما فيه و من فيه . |
|
10-25-2020, 09:58 AM | #73 |
| عضو متألق |
|
======== 124 ========
ذكر و قرآن .. و هما صفتان لشيء واحد . ذكر يحسب وظيفته ، و قرآن يحسب تلاوته . فهو ذكر لله يشتغل به القلب ، و هو قرآن يتلى و يشتغل به اللسان ، و هو منزل ليؤدي وظيفة محددة . وظيفة القرآن بالقياس بالنسبة للكافرين هي تسجيل الاستحقاق للعذاب .. فإن الله لا يعذب أحدا حتى تبلغه الرسالة ثم يكفر عن بينة و يهلك بلا حجة و لا معذرة . و هكذا يعلم الناس أنهم إزاء هذا القرآن فريقان : فريق يستجيب فهو حي ، و فريق لا يستجيب فهو ميت . و هو قرآن عربي ، مستقيم ، واضح ، لا لبس فيه و لا عوج و لا انحراف . يخاطب الفطرة بمنطقها القريب المفهوم . ======== 125 ======== و القرآن يشتمل الذكر كما يشتمل غيره من التشريع و القصص و التهذيب .. و لكن الذكر و الاتجاه إلى الله هو الأول . و هو الحقيقة الأولى في هذا القرآن . بل إن التشريع و القصص و غيرهما إن هي إلا بعض هذا الذكر فكلها تذكر بالله و توجه القلب إليه في هذا القرآن . و قد يكون و القرآن " ذي الذكر " أي المذكور المشهور وهو وصف أصيل للقرآن . نزل هذا القرآن للناس بالحق .. الحق في طبيعته ، و الحق في منهجه ، و الحق في شريعته .. الحق الذي تقوم عليه السماوات و الأرض . و يلتقي عليه نظام البشرية في هذا القرآن و نظام الكون كله في تناسق . هذا الحق نزل للناس ليهتدوا به و يعيشوا معه و يقوموا عليه . |
|
11-08-2020, 11:37 AM | #74 |
| عضو متألق |
|
======== 126 ======== إنه لقرآن كريم . و ليس قول كاهن ، و لا قول مجنون ، و لا مفترى على الله . من أساطير الأولين . و لا تنزلت به الشياطين . إنما هو قرآن كريم بمصدره ، و كريم بذاته ، و كريم باتجاهاته . و مخاطبة القلب البشري بالقرآن و حده كان هو اتجاه الرسالة الأخيرة ، و ما فيه من إعجاز ظاهر . و قد جاء القرآن ليقف بالقلب البشري في مواجهة الكون كله ، و ما فيه من آيات الله القائمة الثابتة ، و يصله بهذا الكون و آيات الله فيه في كل لحظة ، لا مرة عارضة في زمان محدود يشهدها جيل من الناس في مكان محدود . فإن لهذا القرآن لثقلا و سلطانا و أثرا مزلزلا لا يثبت له شيء يتلقاه بحقيقته . |
|
11-25-2020, 10:35 AM | #75 |
| عضو متألق |
|
======== 127 ========
إن هذا القرآن يقرر منهجا متكاملا للحياة يقوم على حق ثابت و نظرة موحدة .. و يصدر عن تصور للوجود الإلهي ثابت ، و للكون و الحياة كذلك . فهذا القرآن يذكر القلوب التقية فتذكر . إن الحقيقة التي جاء بها كامنة فيها ، فهو يثيرها فيها و يذكرها بها فتتذكرها.. و القرآن في مبناه ليس ثقيلا فهو ميسر للذكر . و لكن ثقيل في ميزان الحق ، ثقيل في أثره في القلب . و الذي يريد القرآن أن يطبعه في حس المسلم هو طلاقة المشيئة و إحاطتها بكل مشيئة ، حتى يكون التوجه إليها من العبد خالصا و الاستسلام لها ممحضا . |
|
12-30-2020, 11:47 AM | #76 |
| عضو متألق |
|
======== 128 ========
فهو قرآن مجيد في لوح محفوظ .. و المجيد الرفيع الكريم العريق .. و هل أمجد و أرفع و أعرق من قول الله العظيم ؟ فهذا القرآن مصون ثابت . فهو القول الفصل الذي لا يلتبس به الهزل .. القول الفصل الذي ينهي كل قول و كل جدل و كل شك و كل ريب القول الذي ليس بعده قول ، بشهد بهذا السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع . |
|
01-13-2021, 12:18 PM | #77 |
| عضو متألق |
|
======== 129 ========
إن كل سورة من سور القرآن ذات شخصية متفردة ، و ذات ملامح متميزة ، و ذات منهج خاص ، و ذات أسلوب معين ، و ذات مجال متخصص في علاج الموضوع الواحد : العقيدة . و نجد في سور القرآن وفرة بسبب تنوع النماذج .. و أنسا بسبب التعامل الشخصي الوثيق .. و متاعا بسبب اختلاف الملامح و الطباع و الاتجاهات و المطالع. إنها أصدقاء .. كلها صديق .. و كلها أليف .. و كلها حبيب .. و كلها يجد القلب عنده ألوانا من الاهتمامات طريفة ، و ألوانا من المتاع جديدة ، و ألوانا من الإيقاعات ، و ألوانا من المؤثرات تجعل لها مذاقا خاصا و جوا متفردا . و مصاحبة السورة من أولها إلى آخرها رحلة .. رحلة في عوالم و مشاهد ، و رؤى و حقائق ، و غوص في أعماق النفس ، واستجلاء لمشاهد الوجود .. و لكنها كذلك رحلة متميزة المعالم في كل سورة و مع كل سورة . |
|
01-20-2021, 12:37 PM | #78 |
| عضو متألق |
|
======== 130 ========
و لقد وجه القرآن القلوب و إلى بدائع هذا الكون ، و إلى خفايا النفس البشرية . و هذه و تلك من مادة الشعر و الفن . و في القرآن وقفات أمام بدائع الخلق و النفس لم يبلغ إليها شعر قط في الشفافية و النفاذ و الاحتفال بتلك البدائع و ذلك الجمال . و إننا لنبخس القرآن قدره إذا نحن قرأناه و فهمناه على أنه حديث عن جاهليات كانت .. إنما هو حديث عن شتى الجاهليات في كل أعصار الحياة . و مواجهة للواقع المنحرف دائما و رده إلى صراط الله المستقيم |
|
01-28-2021, 12:20 PM | #79 |
| عضو متألق |
|
======== 131 ========
لقد كان القرآن يفرق بفرقان الله بين الإيمان و الكفر ، و الهوى و الضلال .. كان يستخلص القلوب له ، فلا تحفل بوشيجة غير وشيجته . فكان هو الفرقان . و نزل الله هذا القرآن على عبده محمد - صلى الله عليه و سلم – قرآنا عربيا ، ليندر أم القرى و من حولها ، و شرع فيه ما وصى به نوحا و إبراهيم و موسى و عيسى .. ليصل بين حلقات الدعوة منذ فجر التاريخ .. و يوحد نهجها و طريقها و غايتها .. و يقيم بها الجماعة المسلمة التي تهيمن و تقود .. و تحقق في الأرض وجود هذه الدعوة كما أرادها الله ، و في الصورة التي يرتضيها . |
|
02-14-2021, 01:16 PM | #80 |
| عضو متألق |
|
======== 132 ======== القرآن نور تتجلى تحت أشعته الكاشفة حقائق الأشياء واضحة و يبدو مفرق الطريق بين الحق و الباطل محددا مرسوما في داخل النفس و في واقع الحياة سواء حيث تجد النفس من هذا النور ما ينير جوانبها أولا ، فترى كل شيء فيها و من حولها واضحا ، حيث يتلاشى الغبش و ينكشف ، و حيث تبدو الحقيقة بسيطة كالبديهية ، و حيث يعجب الإنسان من نفسه كيف كان لا يرى هذا الحق و هو بهذا الو ضوح و بهذه البساطة |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذا هو الإسلام ... يتبع . | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 45 | 11-22-2022 12:23 PM |
علم القرآن .... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 3 | 05-31-2020 05:57 AM |
لقد جاء هذا القرآن ... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 0 | 04-02-2020 08:54 AM |
من هو المحروم ؟ ... يتبع | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 16 | 10-04-2018 12:40 PM |
إعجازات القرآن | مجبورة | نفحات إسلامية | 4 | 05-14-2017 08:39 AM |