مجلة سنابل الأمل لذوي الإعاقة
عدد الضغطات : 6,058
جمعية تحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 3,604
مركز تحميل أعز الناس
عدد الضغطات : 2,639
اعز الناس تويتر
عدد الضغطات : 3,448طهر مسامعك
عدد الضغطات : 1,939اعز الناس فيسبوك
عدد الضغطات : 2,747

العودة   منتديات أعز الناس > - | أقسام منتديات اعز الناس | - > نفحات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-22-2020, 09:41 AM   #41
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





======== 74 ========

و إنه لحق اليقين .. مع تكذيب المكذبين .

حق اليقين . فليس مجرد اليقين ، و لكنه الحق في هذا اليقين .

و هو تعبير خاص يضاعف المعنى و يضاعف التوكيد .

و إن هذا القرآن لعميق في الحق ، عميق في اليقين .

و إنه ليكشف عن الحق الخالص في كل آية ما يشي بأن مصدره هو الحق الأول الأصيل .

لا هو قول شاعر .. و لا هو قول كاهن .. و لا هو تقول على الله إنما هو التنزيل من رب العالمين .

و هو التذكرة للمتقين . و هو حق اليقين .

======== 75 ========

القرآن المكي يعالج – في الغالب – إنشاء العقيدة . في الله و في الوحي ، و في اليوم الآخر .

و إنشاء التصور المنيثق من هذه العقيدة لهذا الوجود و علاقته بخالقه .

و التعريف بالخالق تعريفا يجعل الشعور به حيا في القلب ، مؤثرا موجها موحيا بالمشاعر اللائقة بعبد يتجه إلى رب ، و بالأدب الذي يلزمه العبد مع الرب ، و بالقيم و الموازين التي يزن بها المسلم الأشياء و الأحداث و الأشخاص .

و القرآن المدني يعالج – في الغالب – تطبيق تلك العقيدة و ذاك التصور و هذه الموازين في الحياة الواقعية ..

و حمل النفوس على الاضطلاع بأمانة العقيدة و الشريعة في معترك الحياة ، والنهوض بتكاليفها في عالم الضمير و عالم الظاهر سواء .


 


رد مع اقتباس
قديم 03-28-2020, 09:36 AM   #42
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 76 ========

يكل القرآن الناس إلى النظر في هذا الكون ، و إلى تملي مشاهده و عجائبه .

ذلك أن القرآن يخاطب الناس جميعا ، و في كل عصر .

يخاطب ساكن الغابة و ساكن الصحراء ، كما يخاطب ساكن المدينة و رائد البحار .

و هو يخاطب الأمي الذي لم يقرأ و لم يخط حرفا ، كما يخاطب العالم الفلكي و العالم الطبيعي و العالم النظري سواء .

و كل واحد ن هؤلاء يجد في القرآن ما يصله بهذا الكون ، و ما يثير في قلبه التأمل و الاستجابة و المتاع .

======== 77 ========

القرآن يوجه النفس إلى جمال السماء ، و إلى جمال الكون كله لأن إدراك جمال الوجود هو أقرب و أصدق وسيلة لإدراك جمال خالق الوجود .

و هذا الإدراك هو الذي يرفع الإنسان إلى أعلى أفق يمكن أن يبلغه ، لأنه حينئذ يصل إلى النقطة التي يتهيأ فيها للحياة الخالدة في عالم طليق جميل ، بريء من شوائب العالم الأرضي و الحياة الأرضية .

و إن أسعد لحظات القلب البشري لهي اللحظات التي يتقبل فيها جمال الإبداع الإلهي في الكون .

ذلك أنها هي اللحظات التي تهيئه و تمهد له ليتصل بالجمال الإلهي ذاته و يتملاه .


 


رد مع اقتباس
قديم 04-05-2020, 08:40 AM   #43
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



<======== 78 ========

و وصف القرآن بأنه بصائر للناس يعمق معنى الهداية فيه و الإنارة .

فهو بذاته بصائر كاشفة كما أن البصائر تكشف لأصحابها عن الأمور .

و هو بذاته هدى .

و هو بذاته رحمة . .

و لكن هذا كله يتوقف على اليقين .

يتوقف على الثقة التي لا يخامرها شك ، و لا يخالطها قلق ، ولا تتسرب إليها ريبة .

و حين يستيقن القلب و يستوثق يعرف طريقه ، فلا يتلجلج و لا يتلعثم و لا يحيد .

و عندئذ يبدو له الطريق واضحا ، و الأفق منيرا ، و الغاية محددة ، و النهج مستقيما .

و عندئذ يصبح هذا القرآن له نورا و هدى و رحمة بهذا اليقين .

======== 79 ========

الأسس التي جاء بها القرآن لكي ينشئ الجماعة المسلمة الأولى ، هي هي ما تزال التوجيهات و الأسس الضرورية لقيام الجماعة المسلمة في كل زمان و في كل مكان ..

و أن المعركة التي خاضها القرآن ضد أعدائها هي ذاتها المعركة التي يمكن أن يخوضها في كل زمان و مكان

و تحتاج الأمة المسلمة في كفاحها و توقيها إلى توجيهات هذا القرآن حاجة الجماعة المسلمة الأولى

كما تحتاج في بناء تصورها الصحيح و إدراك موقفها و من الكون و الناس إلى ذات النصوص و ذات التوجيهات ، و تجد فيها معالم طريقها واضحة

و يظل القرآن كتاب هذه الأمة العامل في حياتها ، و قائدها الحقيقي في طريقها الواقعي ، و دستورها الشامل الكامل ، الذي تستمد منه منهج الحياة ، و نظام المجتمع ، و قواعد التعامل الدولي و السلوك الأخلاقي و العملي


</h2>


 


رد مع اقتباس
قديم 04-11-2020, 08:47 AM   #44
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 80 ========

لقد جاء على هذا القرآن زمان في أيام الفتن الأولى كثرت فيه الفرق ، و كثر فيه النزاع ، و طمت فيه الفتن ، و تماوجت فيه الأحداث .

و راحت كل فرقة تبحث لها عن سند في هذا القرآن و في حديث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و دخل في هذه الفتن و ساقها أعداء هذا الدين الأصلاء من اليهود – خاصة – ثم من " القوميين " دعاة القومية الذين تسموا بالشعوبيين .

كما استطعت هذه الفرق في تلك الفتن أن تؤول معاني النصوص القرآنية ، و أن تحاول أن تلوي هذه النصوص لتشهد لها بما تريد تقريره من الأحكام و الاتجاهات .

و لكنها عجزت جميعا – و في أشد أوقات الفتن حلوكة و اضطربا – أن تحدث حدثا واحدا في نصوص هذا الكتاب المحفوظ ، و بقيت نصوصه كما أنزلها الله ، حجة باقية على كل محرف و كل مؤول ، و حجة باقية كذلك على ربانية هذا الذكر المحفوظ .

======== 81 ========

لقد جاء القرآن الكريم يهدد المشركين المكذبين و يتوعدهم ، و يعرض عليهم مصارع المكذبين الغابرين و مصائرهم ..

و يكشف للرسول – صلى الله عليه و سلم – عن علة تكذيبهم و عنادهم ، و هي لا تتعلق به و لا بالحق الذي معه ، لكنها ترجع إلى العناد الذي لا تجدي معه الآيات البينات .

و من ثم يسلي الرسول – صلى الله عليه و سلم – و يواسيه ، و يوجهه إلى الإصرار على الحق الذي معه ، و الصدع به بقوة في مواجهة الشرك و أهله ..

و الصبر بعد ذلك على بطء الاستجابة و وحشة العزلة ، و طول الطريق .


 


رد مع اقتباس
قديم 04-19-2020, 09:03 AM   #45
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 82 ========

إن هذا القرآن يجعل من مألوفات البشر و حوادثهم المكرورة ، قضايا كونية كبرى يكشف فيها عن النواميس الإلهية في الوجود و ينشئ بها عقيدة ضخمة شاملة و تصورا كاملا لهذا الوجود ..

كما يجعل منها منهجا للنظر و التفكير ، و حياة للأرواح و القلوب ، و يقظة في المشاعر و الحواس .

يقظة لظواهر هذا الوجود التي تطالع الناس صباح مساء و هم غافلون عنها ..

و يقظة لأنفسهم و ما يجري من العجائب و الخوارق فيها .

إن أنفسهم من صنع الله ، وظواهر الكون حولهم من إبداع قدرته

و المعجزة كامنة في كل ما تبدعه يده .

و هذا القرآن قرآنه .

و من ثم يأخذهم إلى هذه المعجزات الكامنة فيهم ، و المبثوثة في الكون حولهم ..

فهم يرونها و لا يحسون حقيقة الإعجاز فيها و هذا لطول ألفتهم بها

و على هذا المنهج يسير ، و هو يعرض عليهم آيات القدرة المبدعة في خلقهم هم أنفسهم .

======== 83 ========

إن هذا القرآن شفاء لما في الصدور بكل معنى من معاني الشفاء

إنه يدب في القلوب فعلا دبيب الشفاء في الجسم المعلول ..

يدب فيها بإيقاعه ذي السلطان الخفي العجيب ..

و يدب فيها بتوجيهاته التي توقظ أجهزة التلقي الفطرية ، فتهتز و تتفتح و تتلقى و تستجيب ..

و يدب فيها بتنظيماته و تشريعاته التي تضمن أقل احتكاك ممكن بين المجموعات البشرية في الحياة اليومية ..

و يدب فيها بإيحاءاته المطمئنة التي تسكب الطمأنينة في القلوب إلى الله ، و إلى العدل في الجزاء ، و إلى غلبة الخير ، و إلى حسن المصير .


 


رد مع اقتباس
قديم 04-22-2020, 07:40 AM   #46
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 84 ========

و القرآن يوجه القلوب و الأنظار توجيها مكررا مؤكدا إلى هذا الكتاب المفتوح ، الذي لا تفتأ صفحاته تقلب ، فتتبدى في كل صفحة آية موحية ..

تستجيش في الفطرة السليمة إحساسا بالحق المستقر في صفحات هذا الكتاب ، و في تصميم هذا البناء ، و رغبة في الاستجابة لخالق هذا الخلق ، و مودعه هذا الحق ، مع الحب له و الخشية منه في ذات الأوان .

و أولوا الألباب .. أولو الإدراك الصحيح .. يفتحون بصائرهم لاستقبال آيات الله الكونية ، و لا يقيمون الحواجز ، و لا يغلقون المنافذ بينهم و بين هذه الآيات ..

و يتوجهون إلى الله بقلوبهم قياما و قعودا و على جنوبهم .

======== 85 ========

النصوص القرآنية جاءت لتعمل في كل جيل و في كل بيئة .

و في هذا تكمن المعجزة .

فهذه النصوص التي جاءت لتواجه أحوالا بعينها هي ذاتها التي تواجه الجماعة الإنسانية ، في أي طور من أطوارها .

و المنهج الذي التقط المجموعة المسلمة من سفح الجاهلية هو ذاته الذي يلتقط أية مجموعة – أيا كان موقفها على الدرج الصاعد – ثم يبلغ بها إلى القمة السامقة ، التي بلغ إليها بالمجموعة الأولى يوم التقطها من ذلك السفح السحيق .

و من ثم فنحن حين نقرأ القرآن نستطيع أن نتبين منه ملامح المجتمع الجاهلي من خلال أوامره و نواهيه و توجيهاته ..

كما نستطيع أن نتبين الملامح الجديدة التي يريد أن ينشئها ، و أن يثبتها في المجتمع الجديد .





 


رد مع اقتباس
قديم 04-22-2020, 12:06 PM   #47
عمر آلعمر
آبوذيآب


الصورة الرمزية عمر آلعمر
عمر آلعمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 04-17-2024 (05:21 PM)
 المشاركات : 10,155 [ + ]
 التقييم :  273
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkred
افتراضي







بارك الله فيك أخي ناصح أمين ..
ونسأل الله أن يجعل كل ما تقدمه من مجهود نافع ومواضيع
قيمة تنفع الناس وتغذي فكرهم وقلوبهم
في ميزان حسناتك ..



 
 توقيع : عمر آلعمر
إذَآ مَرَرّتُمْ مِنْ هُنَآ ( فَآسْتَغْفِرُوُا
لَعْلّ الله يَغْفِرْ لْيِ ذُنوُبيِ * [ وَذُنوُبَكُمْ ) -


رد مع اقتباس
قديم 04-27-2020, 10:08 AM   #48
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 86 ========

لقد كان القرآن يخوض المعركة بالجماعة المسلمة في ميادين كثيرة .

و كان أولها ميدان النفس ضد الهواجس و الوساوس و سوء التصور و رواسب الجاهلية ، و الضعف البشري – حتى و لو لم يكن صادرا عن نفاق أو انحراف – و كان يسوسها بمنهجه الرباني لتصل إلى مرتبة القوة ، ثم إلى مرتبة التناسق في الصف المسلم .

فكان يرسم للمسلمين – بصفة عامة – الخطة العامة للمعركة و هي ما يعرف باسم " إستراتيجية المعركة " ، و أيضا الخطة التنفيذية أو ما يسمى " التاكتيك " .

و هكذا نجد القرآن لا يعلم المسلمين العبادات و الشعائر فحسب و لا يعلمهم الآداب و الأخلاق فحسب – كما يتصور الناس الدين ذلك التصور المسكين – إنما هو يأخذ حياتهم كلها جملة ..

و يعرض لكل ما تتعرض له حياة الناس من ملابسات واقعية .

و لا يقبل من الفرد المسلم و لا من المجتمع المسلم أقل من أن تكون حياته بجملتها من صنع هذا القرآن و تحت تصرفه و توجيهه .

لا يقبل منهم مناهج متعددة المصادر .

و إلا فلا إيمان أصلا و لا إسلام .

لأن الذين يفعلون ذلك لم يدخلوا بعد في الإيمان ، و لم يعترفوا بعد بأركان الإسلام و في أولها " شهادة أن لا إله إلا الله " التي ينشأ منها أن لا حاكم إلا الله ، و أن لا مشرع إلا الله .

======== 87 ========

القرآن – كتاب الدعوة و دستور هذه الأمة – ينهض بكل الأمور المتعلقة بهذا الدين في صورة شاملة كاملة متوازنة دقيقة .

صورة تجعل من الحتم على كل من يريد إعادة بناء هذه الأمة وإحياءها و بعثها ، لتنهض من جديد بتبعاتها و دورها ، أن يتخذ من هذا القرآن منهجا لدعوته ، و منهجا لحركاته ..

و منهجا لكل خطوة في طريق الإحياء و البعث و إعادة البناء .

و القرآن حاضر لأداء دوره الذي أداه أول مرة .

و هو خطاب الله الباقي للنفس البشرية في كل أطوارها .

لا تنقضي عجائبه و لا يخلق على كثرة الرد .. كما يقول عنه أعرف الناس به – صلى الله عليه و سلم – الذي جاهد به الكفار و المنافقين و أهل الكتاب المنحرفين ..

و أقام به هذه الأمة المتفردة في تاريخ الناس أجمعين .


 


رد مع اقتباس
قديم 05-02-2020, 10:34 AM   #49
ناصح أمين
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ناصح أمين
ناصح أمين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3401
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 أخر زيارة : 10-02-2022 (09:32 AM)
 المشاركات : 1,390 [ + ]
 التقييم :  27
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



======== 88 ========

إن القرآن لم يقض ثلاثة عشر عاماً كاملة في بناء العقيدة بسبب أنه كان يتنزل للمرة الأولى .. كلا !

فلو أراد الله لأنزل هذا القرآن جملة واحدة ، ثم ترك أصحابه يدرسونه ثلاثة عشر عاماً أو أكثر أو أقل ، حتى يستوعبوا " النظرية الإسلامية ".

و لكن الله – سبحانه – كان يريد أمراً آخر .

كان يريد منهجاً معيناً متفرداً .

كان يريد بناء الجماعة و بناء الحركة و بناء العقيدة في وقت واحد .

كان يريد أن يبني الجماعة و الحركة بالعقيدة ، و أن يبني العقيدة بالجماعة و الحركة ..

كان يريد أن تكون العقيدة هي واقع الجماعة الفعلي ، و أن يكون واقع الجماعة الحركي الفعلي هو صورة العقيدة .

و كان الله - سبحانه – يعلم أن بناء النفوس و الجماعات لا يتم بين يوم و ليلة ..

فلم يكن بد أن يستغرق بناء العقيدة المدى الذي يستغرقه بناء النفوس و الجماعة حتى إذا نضج التكوين العقيدي كانت الجماعة هي المظهر الواقعي لهذا النضوج .

======== 89 ========

الحياة في جو القرآن لا تعني مدارسة القرآن ، و قراءته و الاطلاع على علومه ..

إن هذا ليس " جو القرآن " .

الحياة في جو القرآن :

هو أن يعيش الإنسان في جو ، و في ظروف ، و في حركة ، وفي معاناة ، و في صراع ، و في اهتمامات .. كالتي كان يتنزل فيها هذا القرآن ..

أن يعيش الإنسان في مواجهة هذه الجاهلية التي تعم وجه الأرض اليوم ..

و في قلبه ، و في همه ، و في حركته ، أن " ينشئ " الإسلام في نفسه و في نفوس الناس ، و في حياته و في حياة الناس ، مرة أخرى في مواجهة هذه الجاهلية .

بكل تصوراتها ، و كل اهتماماتها و كل تقاليدها ، و كل واقعها العملي ، و كل ضغطها كذلك عليه ، و حربها له ، و مناهضتها لعقيدته الربانية ، و منهجه الرباني ..

هذا هو الجو القرآني الذي يمكن أن يعيش فيه الإنسان ..

فيتذوق هذا القرآن .

فهو في مثل هذا الجو نزل ، و في مثل هذا الخضم عمل ..

و الذين لا يعيشون في مثل هذا الجو معزولون عن هذا القرآن مهما استغرقوا في مدارسته و قراءته و الاطلاع على علومه .

و على الجميع أن يحاولوا أن يعيشوا في " جو القرآن " حقاً بالعمل و الحركة .

و عندئذ فقط سيتذوقون هذا القرآن ، و يتمتعون بهذه النعمة التي ينعم الله بها على من يشاء .


 


رد مع اقتباس
قديم 05-04-2020, 05:02 AM   #50
مجبورة


الصورة الرمزية مجبورة
مجبورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3184
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 05-13-2022 (04:00 AM)
 المشاركات : 6,342 [ + ]
 التقييم :  203
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cornsilk
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل الناصح الأمين
في هذا الخضم الزاخر بكلمات نافعة تحوي الكثير من عبارات تنير لنا معاني وحكم
ودروس تحتويها حروف كتاب كريم منزل
نغفل عنها او نتناساها مع إنشغالنا بهذة الحياة
هنا بموضوعك الثري عن القرآن وأسراره امتعتنا وأنرت زوايا كانت مظلمة لم تلتقطها بصيرتنا
شكراً لك مموضوع ممتع وثري ومفيد
شكراً لك وأكثر


 
 توقيع : مجبورة


كفنت اعوامي ولكن لم اجدقبرا لها ...
فدفنتها في مفرقي!هذا البياض حكايه العمر الذي بعثرته.....


MЈβôѓĂ


لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هذا هو الإسلام ... يتبع . ناصح أمين نفحات إسلامية 45 11-22-2022 12:23 PM
علم القرآن .... ناصح أمين نفحات إسلامية 3 05-31-2020 05:57 AM
لقد جاء هذا القرآن ... ناصح أمين نفحات إسلامية 0 04-02-2020 08:54 AM
من هو المحروم ؟ ... يتبع ناصح أمين نفحات إسلامية 16 10-04-2018 12:40 PM
إعجازات القرآن مجبورة نفحات إسلامية 4 05-14-2017 08:39 AM


الساعة الآن 02:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.