رسالة خلع

رسالتي الأخيرة

كُن أنت فحسب .. كثير عليك أن تكون أعلى من ذلك ، واقرأ هذه الرسالة بجميع حواسك حتى تستوعبها جيدا
و مع آخر كلمة أكتبها لك أذهب لمن اخترتها لتكون حبيبتك ، و أطلب منها أن تحتويك تحتوي رجلٌ لفظته أنثى كريمة عزيزة
من رحمها و من قلبها و من حياتها .
أراك استكثرت وجودي في حياتك و استكثرت على مثلي زهرة شبابك و نسيت في المقابل أنك أنت أيضا أخذت زهرة شبابي ولم استكثرها عليك بل أهديتها لك مغلفة بسنوات عمري التسعة عشر معك ..
أما أنت فقد آن لك أن تجدد شبابك ، بينما كنت لك كل ما تُريد ! و كل ما يحلم به أي رجل غيرك ..
و كنت أعيش لك وحدك سعيدة فخورة بك و معك و هذا خطئي القابل الآن للتصحيح بعد أن سئمتُ مني و نالت امرأة أخرى
شرف بقائها في قلبك .. أتى الآن دوري لأخلعك من حياتي .. هذا يكفي ..
أنا لن أكتب الكثير عنك فما عدت شيئا بالنسبة لي يستحق الكتابة .. فأنت مثل : حارس أو بائع في متجر أو أحد من الناس لا يعنيني و لا أحمل له أي مشاعر ..
لن أبكي ولن أثور لن أجعل من ضعفي أمامك حيلة لأن تعود إليّ .. فقد كان ذلك في بداية صدمتي فيك !!
أما الآن فأنالستُ مكسورةً بعدك.. لذلك لفظتك من حياتي
فأنا لا أرتضي برجل استغفلني و طعنني طعنة غدر!!
أرحل غير مأسوفاً عليك فما عدت بحاجة وجود اسمك مقرونا ًبأوراقي ما دامت روحك مقرونة بأخرى تقاسمت مصالحها معك و صدقت أنت بغباء الأحمق أنها تحبك ..
و كرهت بغرور الرجل أن تصدق الحقيقة بأنك صيدها الثمين و أنها ستخلعك أيضا كما خلعت غيرك !!
كُنت قد عقدت قراني عليك ولم أعلم أن ما عقدته معك لن يدوم .. أظن أن دعوات أمي لم تصل إلى السماء وأن إخوتي
قد أخطئوا و ظنوا أنك الرجل المناسب لي ..
سأعود إلى من خلقوا بداخلي أنثى عصية الدمع و القلب .. سأعود ولن أخبرهم عنك و عن خياناتك !! و إذا سألني أحد سأقول كان نعم الرجل قبل أن يرتبط بامرأة وهمية حبالها الكذب أقصى ما يمكنها أن تفعله بك " تصغير اسمك "
ليتها تعلم
إنك صغير جداً مثلها تماماً ،إنكم جميعاً أصغر من أن تكتب فيكم أنثى عزيزة !
هاتفها بعدما تقرأ هذه الرسالة أخبرها أنني لا أجيد الرقص مثلها
ولا أجيد خطف الرجال من زوجاتهم مثلها ، أخبرها أن عِزتي
تأبى أن أحبك كما أحببتك في زمان مضى وتأمرني أن أنفثك من صدري كما تنفث دخان سجائرك كل مساء ..
و أنك لم تعد أكبر همي لأنك ببساطة أصغر من أحمل همه ..

أخبرها أني قد ذيّلت في آخر الرسالة قسماً على أن لا أعود إليك ما دُمت حيّه ، وأنك آخر ورقة أخبئها في ذاكرتي منذ أشهر طويلة مضت منذ ارتباطك بها ومنذ أن تغيرت مشاعرك ..

و الآن خذ ما سأقوله لك بعين الاعتبار .. يقولون :
من أراد عافية فوق عافيته زاده الله سقما
و أنت عندك الولد و البنت !!


ترى ألم تسأل نفسك يوما لو أنا مكانك و العيب فيك هل
سأتركك و أسعى لغيرك طلبا لزينة الحياة الدنيا
أم أن هذه الغريزة تحملها أنت ولا أحملها أنا ؟؟؟


ترى لو حدث لك حادث سبب لك عاهة! أليس من المروءة أن أقف جانبك أم أبحث عن آخر ؟؟؟
عموما هذا ليس موضوعنا ! تذكر أنا و أولادك وبعض أشياؤك و ذكرياتك، لن نكون لك ما دمت لا تستطيع
أن توازن الأمور فأنت تجعل سبب الإنجاب حبلا وهميا لتصل
من خلاله إلى مأربك و تتخلى في الوقت ذاته عن من أنجبتهم
بل تتخلى عن حب حقيقي مقابل حب مزيف ..
عليك أن تعرف أن حياتك مع غيري لا تستقيم إن كنت غير مقدر سنوات عشرتي معك و تناسيتها مع الأشياء الحميمة
التي كانت تجمعنا معا و طموحاتنا و أحلامنا و بكاؤنا
و ضحكاتنا معا و بما أنك غير مدرك لماهية التعامل مع الأمور
الأكثر قداسة في حياتك و إنك استبدلت ما هو خير بما هو
أدنى .. فتحمل مسئولية قرارك واختيارك ..


و قد فعلت ما استطيع فعله قبل أن أقدم على خلعك
و المثل يقول : من قدم جوده و مجهوده لا تلحقه ملامة
و مع ذلك لمتني و لم تلم نفسك على ما فعلته بنفسك و بي
و بأولادك و بيتك !!

لن أبكي على فراقك بل سأغني و سأشكر الله فرحا بأنه كشفك
لي و رأيت الوجه الآخر المظلم بقناع زيفك و كذبك
واستغفالك و خداعك و تجاهلك و ظلمك و ضربك وإهاناتك ..
الحمد لله أنني اكتشفت ذلك كله حتى لو كان الوقت متأخرا
فما زال في العمر بقية لأعيش بكرامة أنثى أبية وأبدأ حياة جديدة لا تطئها أنت ..
فالليل حين يتثاءب يَنبثق من داخله الفجر .. و أنا الآن
انبثق فجري لاستقبل إشراقة الحياة بكل حفاوة و جمال كجمال
روحي الشفافة التي استندت على غيمة بيضاء طاهرة نقية
مرتفعة في السماء لا تقبل النزول إلى الأرض حيث تقبع روحك ..
مَزِّق الرسالة .. أو أحذفها كما حذفت رسائلي الماضية من
هاتفك الجوال خوفا منها أو خوفا على مشاعرها .. غير مدرك بأنه سيأتي يوما تتحسس فيه أخباري ! و تبحث عن بقايا رسائلي كمدمن يريد أن تهدأ نفسه وأحاسيسه فلا يجد بغيته .. أحذف رسالتي هذه ..
و اعلم قبل ذلك أني حذفتك ولفظتُك من حياتي .
فأنا قوية بإيماني ثم ببركة أفعالك و جراحك الظالمة
و تصرفاتك العرجاء و الرعناء تلك القوة تكمن بقراري الحاسم
بأن حياتي معك انتهت ..
حيثُ مضت الأشياء التي لا تعود
فمن الاستحالة أن يعود المغزل إلى الوراء لكن يمكننا
نقض الغزل و سيكون النسيان رفيقي الوفي فقلبي
ذو الحجرات النظيفة يأبى أن تطئها قدمك الملوثة ، وهنيئا لقلبي تركك فمثلك لا يؤسف عليه بل سأشرع نوافذي
في قريتي الصغيرة واستقبل العصافير وسآتي ببسكويت شاي لأجلس جلسة قهقهة مع أمي و أبناء و بنات أخي و أبنتي
و أبني إذا كنت ستتركهما معي .. و إذا كنت ستأخذهم فهذا شأنك ..

التوقيع


قسما بالله لن أعود لك

نفسي عزيزة