الجمال .... والصومعة !!!!

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




كلـما أدبني الدهـر --- أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علماً --- زادني علماً بجهلي

وقع تحت يدي كتاب يحكي قصص العرب في العصرين الجاهلي والعباسي والذي قام بإعداده: ابراهيم شمس الدين

جلست اتأمله واتأمل حال الملتقى ..
احمد النويصر ...وموضوعه ..عصير الكتب ..اراد للجميع ان يسكبوا ما عندهم حد الحثالة ليمتليء ذلك الرف بأجود أنوع العصير في مجلد واحد ...
(وهيهات ان يحصل عليه كل ما في الامر ان الثقافة اخي ابو مصعب قد هرمت واحدودبت وخرفت عقولها ولم يعد لها القدرة على الوقوف
لفرط الأجيال لها ...هذا كل مافي الأمر)


بحثت بين اروقة الملتقى ,,
وجدت القصص عامرة ولها جمهورغفير ..ذكرتني هذه القصص بجمهور المونديال الذي يجذب الجميع اليه كما جذبت تلك القصص غالبية الاعضاء .. وعلى قطبي هذه القصص .. ابوعبدالله,,,(وزير بلا وزارة ..وحمد )...قد يختلفان في الطرح ويتقابلان الا ان ابنيهما يحملان نفس الاسم (عبدالله)
فلا زالا قطبي القصص الواقعية ...والخيالية الاندلسية ..هناااااااااا




اعود من حيث بدأت..
ما زال تحت يدي هذ الكتاب الذي يحكي قصص العرب في العصرين الجاهلي والعباسي وفيه قصة جميلة اشتملت على اجمل المتناقضات ...

ولأني لا احب التعدد في النساء والحلقات كزميلي السابقين كذلك ..
فاني سأوردها قصة واحدة فقط بكل تفاصيلها ...(فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة )

لنبدأ...
يحكى أن رجلاً من تميم كانت له ابنة جميلة فاق جمالها الوصف فهي...

مهفهفـة والسحـر من لحظاتـها.....إذا كلمـت ميتاً يقوم من اللحـد
أشارت إليها الشمس عند غروبـها......تقول إذا اسوَدَّ الدُّجى فاطلعي بعدي
وقال لـها البدر المنير ألا اسفِـرِي........فإنك مثلي في الكمال وفي السعـد
يبيت فتـات المسك تحت لثامهـا ......... فيـزداد من أنفـاسها أَرِجُ من النـدِّ

لكنها طائشة غير مبالية كثيرة التغنج تحب ان تلفت انظار عشاقها اليها
كان يغار والدها عليها من ابناء قبيلته,,فابتنى صومعة لها في داره ليحجبها عن انظار الاخرين خيفة منها وعليها!!
تزوجت من ابن عمها ..الفارس الذكي ..كانت تتمنى معه الانطلاق والحرية ولكن حتى مع زوجها مازالت حبيسة لتلك الصومعة ...
وفي ذات يوم مر فتى جميل من كنانة بالقرب من تلك الصومعة,,, فنظرت اليه ونظر اليها فجذبه سحر لحظها
فتبادلا العشق بالنظرات ..واشتد وجد كل واحداً منهما لصاحبه ..
اراد ان يحدثها ويحظى بالجلوس والقرب معها

أشارت برمش العين خيفة أهلها .... إشارات محزون ولم تتكـلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحباً ,,,, وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم

علم حينها انه لن يستطع الوصول اليها ؟؟
فهي في حضرة زوجها ووالديها وفي كنف صومعتها .
فما كان منه الا ان افتعل بيتا من الشعر ليغازلها به وليحدد معها يوما للتواصل واللقاء ..

فاستأجر غلاماً من الحي ..وعلمه بيتاً من الشعر ..
وقال ادخل الى تلك الدار ولاترفع رأسك ولا تصوبه ولا توميء به الى احد ..
... كان زوج تلك الفتاة عاقدا على السفر بعد يوم او يومين

فحضر ذلك الغلام وقال ....
لحى الله من يُلحي على الحب اهله
ومن يمنع النفس اللجوج هواهـا

سمعت الفتاة .. فأسرعت ثم قالت ...
ألا إنما بين التفرق ليلة
وتُعطى نفوس العاشقين مناها

سمعت الأم ..ففهمت مقصود ابنتها فقالت
ألا انما تعنون ناقة رحلكم
فمن كان ذا نوقٍ لديه رعاها

انشأ الأب وقال :
فإنا سنرعاها ونوثـــــق قيدها
ونطرد عنها الوحش حين اتاها

فسمع الزوج فأنشد قائلاً ..
سمعت الذي قلتم فها انا مطلقٌ
فتاتكم مهجــــــــــورة لبلاهـا

يقال ..انه طلقها وخطبها ذلك الفتى فأكثر مهرها وتزوجها ...
وما زالت في صومعتها الى ان ماتت

خاتمة
... ما اجمل عصائر تلك الكتب ..
احياناً أريد ان اعتصر كل هذه الكلمات
وارتشف من عبقها حتى الثماله ...
واتقارع معكم كوؤساً من الإبداع ...(بصحة افكاركم)!!






مما راق لي

ما راق لك أخي مشاعر جذابة راق لي ..

واستمتعت بقراءته ..

لك جزيل الشكر على هذا الانتقاء الطيب ..

الشكر موصول لك أخي الكريم أعز الناس لمرورك على متصفحي الذي تزين وتعطر به

كل الشكر لك اخى الفاضل على الموضوع الرائع

اشكرك بحجم حضورك وتميزك الرائع هناااااااا