10-08-2019, 10:24 AM | #1 |
| عضو متألق |
|
الذي أحسن كل شيء خلقه ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين =================================== ======== { الذي أحسن كل شيء خلقه } السجدة . و اللهم إن هذا هو الحق الذي تراه الفطرة و تراه العين ويراه القلب و يراه العقل . الحق المتمثل في أشكال الأشياء ، و وظائفها ، و في طبيعتها منفردة و في تناسقها مجتمعة ، و في هيئاتها و أحوالها و نشاطها و حركاتها ، و في كل ما يتعلق بوصف الحسن و الإحسان من قريب أو من بعيد . ======== سبحانه ! هذه صنعته في كل شيء ، هذه يده ظاهرة الآثار في الخلائق ، هذا كل شيء خلقه يتجلى فيه الإحسان و الإتقان ، فلا تجاوز و لا قصور ، و لا زيادة عن حد الإحسان و لا نقص ، و لا إفراط و لا تفريط ، في حجم أو شكل أو صنعة أو وظيفة . كل شيء مقدر لا يزيد عن حد التناسق الجميل الدقيق و لا ينقص ، و لا يتقدم عن موعده و لا يتأخر ، و لا يتجاوز مداه و لا يقصر .. كل شيء من الذرة الصغيرة إلى أكبر الأجرام ، و من الخلية الساذجة إلى أعقد الأجسام . كلها يتجلى فيها الإحسان و الإتقان ======== كل شيء .. و كل خلق ، مصنوع ليؤدي دوره المقسوم له في رواية الوجود ، معد لأداء هذا الدور إعدادا دقيقا مزود بالاستعدادات و الخصائص التي تؤهله لدوره تمام التأهيل كل شيء .. كل شيء .. حيثما امتد البصر متقن الصنع . بديع التكوين . يتجلى فيه الإحسان و الإتقان . ======== و العين المفتوحة و الحس المتوفز و القلب البصير ، ترى الحسن و الإحسان في هذا الوجود بتجمعه ، و تراه في كل أجزائه و أفراده . و التأمل في خلق الله حيثما اتجه النظر أو القلب أو الذهن يمنح الإنسان رصيدا ضخما من ذخائر الحسن و الجمال ، و من إيقاعات التناسق و الكمال ، تجمع السعادة من أطرافها بأحلى ما في ثمارها من مذاق ، و تسكبها في القلب البشري و هو يعيش في هذا المهرجان الإلهي الجميل البديع المتقن .. يتملى آيات الإحسان و الإتقان في كل ما يراه وما يسمعه و ما يدركه في رحلته على هذا الكوكب .. و يتصل من وراء أشكال هذا العالم الفانية بالجمال الباقي المنبثق من جمال الصنعة الإلهية الأصيلة . ======== و لا يدرك القلب شيئا من هذا النعيم في رحلته الأرضية إلا حين يستيقظ من همود العادة ، و من ملالة الألفة . و إلا حين يتسمع لإيقاعات الكون من حوله ، و يتطلع إلى إيحاءاته .. و إلا حين يبصر بنور الله فتتكشف له الأشياء عن جواهرها الجميلة كما خرجت من يد الله المبدعة .. و إلا حين يتذكر الله كلما وقعت عينه أو حسه على شيء من بدائعه ، فيحس بالصلة بين المبدع و ما أبدع فيزيد شعوره بجمال ما يرى و ما يحس ، لأنه يرى حينئذ من وراءه جمال الله و جلاله . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أحسن الظن | ذا اند | نفحات إسلامية | 11 | 11-22-2022 12:26 PM |
أحسن القصص | مجبورة | نفحات إسلامية | 4 | 09-10-2018 01:55 PM |
المجاهرة بالمعاصي..استهانة بالله وترويج لها بين خلقه | فضيلة | نفحات إسلامية | 6 | 08-27-2018 12:59 PM |
تمر محشو بالفستق | ورده الامل | ركن الطبخ | 6 | 09-11-2013 05:24 AM |
قصة تبين عدل الله في خلقه | مشاعر جذابة | حكايا | 12 | 07-02-2010 03:30 PM |