|
07-13-2016, 03:55 AM | #1 | |
|
قِصَصٌ لا تٌنسى
جالسة أنظر بإهتمام ليدين تتقاطع أمامي .. وصاحبهما يروي ويروي .. وأنا أستمع بكل الحواس .. أٌشاهده وهو يرفع إصبعه الدقيق .. يحك جبهته بحماس ليرجعه مرة أخرى يتذكر أخر كلمة توقف عندها ليكمل .. وأنا ..! يتلبسني الصمت والسكون و أستمع بإمعان .. يتحرك فمه الصغير .. يروي ما سمعه من مدرس حلقة درس الدين .. فينقله لي حرفاً حرف .. وبكل السكون ينقله لي بأمانة .. حتى أكاد أرى مدرسهٌ أمامي بكل السكنات .. تعودت .. بل وجدتني أكمل صلاتي لأقف انتظره وراء الباب .. وبيدي كأس عصير .. والقليل مما أصنع له من الحلو الذي يحبه .. حتى أستغل الدقائق .. و لا يضيع الوقت .. قبل إستغراقه بمراجعة ما حفظ من أيات .. كيف أنسى أول يوم دخل علي فرحاً ..! يخبرني بدرس لتحفيظ القرأن .. يسميها (( حلقة )) وبكل الحماس روى لي بأن ابو الصالح ((ٌمدرسهٌ)) قرر أن يجعل الربع ساعة الأخيرة .. مخصصة لرواية قصة .. وستكون بكل يوم قصة جديدة .. وأبلغهم أن يروون هم لذويهم القصة .. لينقلونها بدورهم لمن يرغب .. وبدأت الحكاية.... أبني يذهب قبل صلاة المغرب .. ليمكث بالمسجد للصلاة ثم الدرس بعدها بأخر الوقت .. القصة التي أصبحت تعني له ولي كل الحكاية .. ينتظرها مع زملائه .. ليحاولوا حفظ كل حركات وسكنات ومخارج الحروف لإستاذهم الموقر وهو يروي القصة .. ليقوموا هم بدورهم بقصها لنا نحن الأهل... ومر شهر وكل يومين قصة .. قصص ذات معنى عميق... ذات فائدة... بسطور من حكمة وحروف من حصافة فأصبحت أنا عطشى لتلك القصص .. احفظها من إبني وأرويها لكل أخواتي و جارتي .. قصص رائعة ... بل هي قصص لا تنسى....!! |
|
|
07-13-2016, 03:56 AM | #2 |
|
كان هناك صياد سمك .. جاد في عمله يصيد في اليوم سمكة .. فتبقى في بيته ما شاء الله أن تبقى .. حتى إذا انتهت ذهب إلى الشاطيء ليصطاد سمكة أخرى .. وفي ذات يوم ! وبينما كانت زوجة الصياد تقطع ما اصطاده زوجها .. إذا بها ترى أمراً عجباً ..! رأت في بطن تلك السمكة لؤلؤة .. تعجبت !! لؤلؤة .. في بطن سمكة ..؟! سبحان الله .. زوجي .. زوجي .. أنظر ماذا وجدت ..! ماذا إنها لؤلؤة، لؤلؤة، لؤلؤة في بطن السمكة ..! يا لك من زوجة رائعة .. أحضريها .. لعلنا نقتات بها يومنا هذا .. ونأكل شيئاً غير السمك .. أخذ الصياد اللؤلؤة .. وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور .. نظر إليها جاره التاجر ... لكنني لا أستطيع شراءها ! يااااااااه ..! إنها لا تقدر بثمن .. لو بعت دكاني وبيتي ما أحضرت لك ثمنها .. لكن اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة .. لعله يستطيع أن يشتريها منك .. أخذ صاحبنا لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير في المدينة المجاورة .. وعرض عليه القصة .. الله .. والله يا أخي .. إن ما تملكه لا يقدر بثمن ..! لكني وجدت لك حلاً .. اذهب إلى والي المدينة .. فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة .. وعند باب قصر الوالي وقف صاحبنا .. ومعه كنزه الثمين .. ينتظر الإذن له بالدخول .. الله .. إن مثل هذه اللآليء هو ما أبحث عنه .. لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها ..! لكني سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة .. وستبقى فيها ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن اللؤلؤة .. سيدي ! لعلك تجعلها ساعتان .. فست ساعات كثيرة على صياد مثلي .. لا .. بل ست ساعات كاملة .. لتأخذ من الخزنة ما تشاء .. دخل صاحبنا خزنة الوالي,, وإذا به يرى منظراً مهولاً .. غرفة كبيرة جداً .. مقسمة إلى ثلاثة أقسام .. قسم مليء بالجواهر والذهب واللآليء .. وقسم به فراش وثير,, لو نظر إليه نظرة نام من الراحة .. وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب .. الصياد محدثاً نفسه ست ساعات ..؟! إنها كثيرة جداً على صياد بسيط الحال مثلي !! ماذا سأفعل في ست ساعات ..؟! حسناً ! سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث .. سآكل حتى املأ بطني .. حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب .. ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث وقضى ساعتين من الوقت .. يأكل ويأكل .. حتى إذا انتهى .. ذهب إلى القسم الأول .. وفي طريقه رأى ذلك الفراش الوثير ..! فحدث نفسه، الآن أكلت حتى شبعت .. فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن ..! هي فرصة لن تتكرر .. فأي غباء يجعلني أضيعها ..! ذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى .. وغط في نوم عميق .. وبعد برهة من الزمن ..! قم .. قم أيها الصياد الأحمق ..! لقد انتهت المهلة .. هاه .. ماذا ..؟! نعم .. هيا إلى الخارج .. أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية .. هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة ..! والآن أفقت من غفلتك، تريد الإستزادة من الجواهر ..؟! أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر، حتى تخرج إلى الخارج فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده ..! وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها ..! لكنك أحمق غافل .. لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه .. خذوه إلى الخارج .. لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم … لااااااااااااااااااااااااااااااا انتهت قصتنا،،،،، لكن العبرة لم تنتهي أرأيتم تلك الجوهرة: هي روحك .. إنها كنز لا يقدر بثمن .. لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز .. أرأيت تلك الخزنة: ..؟! إنها الدنيا .. أنظر إلى عظمتها وانظر إلى استغلالنا لها أما عن الجواهر: فهي الأعمال الصالحة .. وأما عن الفراش الوثير: فهو الغفلة .. وأما عن الطعام والشراب: فهي الشهوات .. والآن .. أخي صياد السمك أما آن لك أن تستيقظ من نومك ..! وتترك الفراش الوثير ..! وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك قبل أن تنتهي تلك المدة الممنوحة لك … وهي عمرك .. فتتحسر وأنت تخرج من الدنيا .. قال تعالى: ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) [المؤمنون] قصة جميلة تستحق القراءة .. أتمنى لكم كل خير وسعادة .. ونحن في زمن ﻻندري متى يأتينا الموت ونلقى الله .. لنضاعف اعمالنا الصالحة من الآن .. صلاة قيام الليل ولو ركعتان يومياً نقرأ فيهما 15 آية .. الصدقات ترفع البلاء .. ﻻ تدعها تمر عليك مرور الكرام .. شاركها لتصب حسناتها في ميزانك …. ودمتم فيما هو خير (( القصص منقولة وبكل يوم قصة )) |
التعديل الأخير تم بواسطة مجبورة ; 07-13-2016 الساعة 03:57 AM
سبب آخر: إضافه للأمانه
|
07-13-2016, 08:54 AM | #3 | |
،
|
دائماً تتحفينا بكل ما هو رائع ونافع ومفيد .. وها أنتِ اليوم تضعي بين أيدينا اطروحة هادفة دائمة متجددة .. أجدتِ الوصف في مقدمتها .. وظهر لنا فيها إبداعك القصصي الذي انفرد بطابعكِ الخاص, وأسلوبكِ المتميز, وتشبيهاتكِ الرائعة .. مما جعلنا في شوق لمتابعة كل قصة جديدة تكتب على هذه الصفحات مما يكتبها لنا قلمك أو ينتقيها لنا فكرك .. فلكِ جزيل الشكر والامتنان على كل ما تبذلينه من جهد هادف نستسقي منه النفع والفائدة .. |
|
|
07-13-2016, 09:53 AM | #4 | |
.
|
شكرا مجبورة على القصص المفيدة
وننتظر الجديد |
|
|
07-14-2016, 04:03 PM | #5 |
|
|
|
07-13-2016, 02:38 PM | #6 |
|
الابداع ليس جمل ولا عبارات تقوس بقوسين
ولا بشهادات علميه محدودة التخصص تعلق وتزين بها الجدران بل هو سحاب يتراكم بعضه على بعض فيعصر مابجوفه ليغيث به الممحل والمجدب ليس مدحا ولا تبجحا بل هو ما قراته بالاعلى!! لانزال ننظرالى الأعلى الى ذلك السحاب المتراكم لحاجتنا للمزيد من المطر.........!! شكرا واكثر |
|
07-15-2016, 01:17 PM | #7 |
|
اقتباس:
الابداع ليس جمل ولا عبارات تقوس بقوسين
ولا بشهادات علميه محدودة التخصص تعلق وتزين بها الجدران بل هو سحاب يتراكم بعضه على بعض فيعصر مابجوفه ليغيث به الممحل والمجدب ليس مدحا ولا تبجحا بل هو ما قراته بالاعلى!! لانزال ننظرالى الأعلى الى ذلك السحاب المتراكم لحاجتنا للمزيد من المطر.........!! شكرا واكثر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي العزيز محمد بن عبدالعزيز الأروع هو تواجدك هاهنا بين اسطر كتبت ترتجي الفائدة وكم سرتني حروف أطراء طرزتها هنا بل الشكر لك شكراً وأكثر |
|
07-16-2016, 08:52 AM | #8 |
|
اقتباس:
الابداع ليس جمل ولا عبارات تقوس بقوسين
ولا بشهادات علميه محدودة التخصص تعلق وتزين بها الجدران بل هو سحاب يتراكم بعضه على بعض فيعصر مابجوفه ليغيث به الممحل والمجدب ليس مدحا ولا تبجحا بل هو ما قراته بالاعلى!! لانزال ننظرالى الأعلى الى ذلك السحاب المتراكم لحاجتنا للمزيد من المطر.........!! شكرا واكثر اخي اخجلتني كلمات ضمتها ردك الكريم شكراً وأكثر |
|
07-14-2016, 01:33 AM | #9 |
| عضو متألق |
|
شكراً لك على هذآ آلموضوع الذي آبتدأ بقصه تحمل في طيآتها آلحكمة وآلعظة وآلعبرة وسنبقى منتظرين قصصك القآدمه تحيآتي لك |
|
07-15-2016, 01:20 PM | #10 |
|
|
|
|
|