12-11-2018, 10:25 AM | #1 |
| عضو متألق |
|
فكيف كان نكير ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . =================================== ======== { و لقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير } الملك . و النكير الإنكار و ما يتبعه من الآثار . و لقد أنكر الله سبحانه ممن كذبوا قبلهم أن يكذبوا و هو يسألهم " فكيف كان نكير ؟ " وهم يعملون كيف كان ، فقد كانت آثار الدمار و الخراب تصف لهم كيف كان هذا النكير وكيف كان ما أعقبه من تدمير . ======== و الأمان الذي ينكره الله على الناس هو الأمان الذي يوحي بالغفلة عن الله و قدرته و قدره و ليس هو الاطمئنان إلى الله و رعايته و رحمته . فهذا غير ذاك . فالمؤمن يطمئن إلى ربه و يرجو رحمته و فضله و لكن هذا لا يقوده إلى الغفلة و النسيان و الانغمار في غمرة الأرض و متاعها ، إنما يدعوه إلى التطلع الدائم و الحياء من الله والحذر من غضبه و التوقي من المخبوء في قدره مع الإخبات و الاطمئنان . قال الإمام أحمد – بإسناده – عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : " ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته .إنما كان يبتسم . و قالت كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في وجهه . قالت : يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر و أراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية . فقال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - : يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب . قد عذب قوم بالريح و قد رأى قوم العذاب و قالوا : هذا عارض ممطرنا . " ======== إن الإنسان قوي بالقدر الذي وهبه الله من القوة عالم بالقدر الذي أعطاه الله من العلم . و لكن هذا الكون الهائل زمامه في يد خالقه و نواميسه من صنعه و قواه من إمداده و هذه القوى تسير وفق نواميسه في حدود قدره . و ما يصيب الإنسان منها مقدور مرسوم و ما يعلمه الإنسان منها مقدور معلوم . ======== و حين ينسى هذه الحقيقة و يغتر و ينخدع بما قسم الله له من العلم و من القدرة على تسخير بعض قوى الكون فإنه يصبح مخلوقاً مسيخاً مقطوعاً عن العلم الحقيقي الذي يرفع الروح إلى مصدرها الرفيع و يخلد في الأرض في عزلة عن روح الوجود . ======== إن الإنسان مستخلف في هذه الأرض بإذن الله . موهوب من القوة و القدرة و العلم ما يشاء الله . و الله كالئه و حاميه . و الله رازقه و معطيه . و لو تخلت عنه يد الله لحظة لسحقته أقل القوى المسخرة له و لأكله الذباب و ما هو أصغر من الذباب . و لكنه بإذن الله و رعايته مكلوء و محفوظ و كريم . فليعرف من أين يستمد هذا التكريم و ذلك الفضل العظيم . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إذا كانت هذه صورة البنت فكيف بأمها ..؟! | عمر آلعمر | نفحات إسلامية | 11 | 08-25-2009 03:58 AM |