08-04-2019, 12:08 PM | #1 |
| عضو متألق |
|
يحبهم و يحبونه ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين =================================== ========{ فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه }المائدة. فالحب و الرضى المتبادل هو الصلة بينهم و بين ربهم..الحب.. هذا الروح الساري اللطيف الرفاف المشرق الرائق البشوش .. هو الذي يربط القوم بربهم الودود . و حب الله لعبد من عبيده أمر لا يقدر على إدراك قيمته إلا من يعرف الله – سبحانه – بصفاته كما وصف نفسه .. و إلا من وجد إيقاع هذه الصفات في حسه و نفسه و شعوره و كينونته كلها .. أجل لا يقدر حقيقة هذا العطاء إلا الذي يعرف حقيقة المعطي .. الذي يعرف من هو الله .. من هو صانع هذا الكون الهائل .. و صانع الإنسان ! من هو في عظمته . و من هو في قدرته . و من هو في تفرده . و من هو في ملكوته .. من هو و من هذا العبد الذي يتفضل الله عليه منه بالحب .. و العبد من صنع يديه – سبحانه – و هو الجليل العظيم ، الحي الدائم ، الأزلي الأبدي ، الأول و الآخر و الظاهر و الباطن . ======== و حب العبد لربه نعمة لهذا العبد لا يدركها كذلك إلا من ذاقها .. و إذا كان حب الله لعبد من عبيده أمراً هائلا عظيماً و فضلاً غامراً جزيلاً ، فإن إنعام الله على العبد بهدايته لحبه و تعريفه هذا المذاق الجميل الفريد الذي لا نظير له في مذاقات الحب كلها و لا شبيه .. هو إنعام هائل عظيم .. و فضل غامر جزيل . و إذا كان حب الله لعبد من عبيده أمراً فوق التعبير أن يصفه ، فإن حب العبد لربه أمر قلما استطاعت العبارة أن تصوره إلا في فلتات قليلة من كلام المحبين . و لا زالت أبيات رابعة العدوية تنقل إلى الحس مذاقها الصادق لهذا الحب الفريد و هي تقول : فليتك تحلو و الحياة مريرة ...... و ليتك ترضى و الأنام غضاب و ليت الذي بيني و بينك عامر ... و بيني و بين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين ...... وكل الذي فوق التراب تراب ======== و هذا الحب من الجليل للعبد من العبيد ، و الحب من العبد للمنعم المتفضل يشيع في هذا الوجود و يسري في هذا الكون العريض ، و ينطبع في كل حي و في كل شيء فإذا هو جو و ظل يغمران هذا الوجود ، و يغمران الوجود الإنساني كله ممثلاً في ذلك العبد المحب المحبوب . |
|
|
|