جمعية تحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 3,758
مركز تحميل أعز الناس
عدد الضغطات : 2,867
اعز الناس تويتر
عدد الضغطات : 3,565طهر مسامعك
عدد الضغطات : 2,060اعز الناس فيسبوك
عدد الضغطات : 2,882

العودة   منتديات أعز الناس > - | أقسام منتديات اعز الناس | - > الملتقى الأدبي > ثقافة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-03-2010, 01:50 AM   #1
واحد من الناس
متميز بكل المقاييس


الصورة الرمزية واحد من الناس
واحد من الناس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 548
 تاريخ التسجيل :  Mar 2010
 أخر زيارة : 11-06-2010 (09:04 PM)
 المشاركات : 2,760 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
أسعد رجل في العالم ** مقال غاية في الروعة **









مقال في جريدة الوطن للكاتب عبدالله المغلوث

19 يونيو 2010


أسعد رجل على وجه الأرض




لم ألتق في حياتي بشخص أكثر سعادة من السيرلانكي روشان داسن (37 عاما). فهو يبتسم على الدوام. يبتسم وهو يستقبلك. ويبتسم وهو يودعك. ويبتسم بينهما. لا يملك سوى ثلاثة قمصان يكررها على مدار العام. لكنه يشعرك أنه يملك الدنيا وما عليها. درست معه مادة قبل 9 شهور في مانشستر ببريطانيا ومازلت أقصده كلما حزنت. فهو يملك قدرة فائقة على إطفاء أي حزن بابتسامة واسعة وتفاؤل غفير.
روشان لا يغادر جامعة سالفورد ببريطانيا التي يدرس فيها الدكتوراه في الهندسة. فإما تجده في غرفة طلاب الدكتوراه يكتب ويقرأ. أو تجده داخل دورات مياهها ينظف ويكنس. مستعد أن يقوم بأي عمل شريف يساعده على تسديد رسومه الدراسية وإيجار شقته.
لم أره متذمرا قط. ولم أره يأكل طوال معرفتي به. عفوا رأيته مرة واحدة. وكان يأكل مثل العصافير، قليلا جدا. وعندما شاهدني أعاد علبة طعامه الصغيرة إلى حقيبته بسرعة فائقة وابتسم.
يقرأ التايمز والجارديان يوميا في مكتبة الجامعة. ولا يتابع التلفزيون إلا لماماً. لكنه يتابع برنامجا شهيا على إذاعة (ريل راديو نورث ويست). هذا البرنامج يمتد إلى ساعة واحدة. يذيع فقط أنباء سعيدة طريفة يستقبلها من مستمعيه. مثلا: مارك جون من ليفربول استطاع أخيرا أن يعرف كيف يربط ربطة عنق. وجينفر وجدت قبل لحظات نظارتها الشمسية على وجهها بعد عناء استغرق ساعات في البحث عنها. ومرة سمعت اسم روشان في البرنامج محتفلا بكوب شاي ارتشفه في منزل صديقه.
لدى روشان ميزة استثنائية تكمن بالاحتفال بالأشياء الصغيرة. سعادة تفيض من وجهه عندما يعثر على كتاب أو جملة جذابة في رواية.
تجاوز روشان الفقر المدقع الذي كان يرزح تحت وطأته في مسقط رأسه، وظروف صعبة عاشها في بريطانيا بفضل ابتسامته التي ورثها من والدته. يتذكر أمامي دائما كلمات أمه عندما كان صغيرا: "لا تحزن لأنك لا تملك حذاء، بل افرح لأن لديك جوربا".
على النقيض تماما من روشان لدي صديق عابس وقانط على الدوام. لم أشاهده مبتسما قط. كل الأفراح يحولها إلى أتراح. عندما باركت له التخرج صعقني قائلا: "اخفض صوتك. من يسمعك سيعتقد أنني حصلت على وظيفة أو ورثت مالا؟". وحينما هنأته بطفله الأول، سحب يدي بصرامة حتى كاد أن ينزعها ثم قال: "احذر. لا تنجب مبكرا. منذ أن أبصر طفلي النور وأنا لا أعرف النوم". إذا ابتسمت أمامه عاقبني قائلا: "سيجيء لك يوم وتبكي". وإذا وجدني مهموما زاد همي هما بقوله: "قطعا، تفكر في دراهمك؟".
صديقي لا يمثل حالة شخصية، بل واقع الكثير من إخواننا وأخواتنا في وطننا العربي الكبير الذين ينظرون للحياة بتشاؤم. ينظرون للنصف الفارغ من الكأس. وينقلون عدوى الإحباط لأترابهم ليسود جو عارم من الانهزامية والخيبة والحزن. يقول الفيلسوف الفرنسي، أوغست كونت: "لكي تحتفظ بالسعادة عليك أن تتقاسمها مع الآخرين". فالابتسامة التي تسكبها من وجهك ستعود لك. ستذهب بعيدا. لكنها حتما ستعود.
قضيت سنوات عديدة في الغربة أدرس ولا أختلط إلا بأبناء جلدتي. فأمسيت على الدوام أنتقد حجم المكافأة وارتفاع غلاء المعيشة وتجاهل الملحقية الثقافية الرد على اتصالاتي. أهدرت سنوات طويلة مكفهرا ومتجهما. ضيعت شهورا جمة غاضبا وحانقا. لكن عندما تعرفت على روشان أدركت أن الحياة تستحق أن نتعلق بها أكثر. ونتشبث بها بأقدامنا وأيدينا. جعلني أستمتع بكوب الشاي، وأبتهج بقميصي الجديد. جعلني أحتفل برسالة نصية هاتفية، وأطرب لمحاضرة تقليدية. جعلني أفرح أكثر وأحزن أقل. جعلني أبتسم كثيرا.
تفشى الإحباط في مجتمعاتنا لأننا تخلينا عن الفرح. انصرفنا عن البهجة. ونسينا أن الأفراح الصغيرة وقود للأفراح الكبيرة. وأن البحر يبدأ بقطرة. والشجر ينهض من بذرة










 
 توقيع : واحد من الناس


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أسعد, مقال, الروعة, العالم, غاية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نصائح جميلة من كتاب: "أسعد امرأة في العالم" عمر آلعمر عالم الرجل والمرأة 8 06-09-2013 01:38 AM
مصعد غير عبير الورد استراحة الأعضاء 7 03-27-2012 12:16 AM
كلام في غاية الروعة ..... لا يفوتكم!!!!!! algram66 نبضات عامة 3 01-11-2012 01:40 PM
حمامات في غاية الروعة لاتفوتكم ريميه ديكورات 9 01-11-2012 05:23 AM
أحذية الروعة في الروعة ملامح بشر صالون الجمال 11 08-21-2010 05:15 AM


الساعة الآن 06:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.