مجلة سنابل الأمل لذوي الإعاقة
عدد الضغطات : 6,005
جمعية تحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 3,575
مركز تحميل أعز الناس
عدد الضغطات : 2,594
اعز الناس تويتر
عدد الضغطات : 3,406طهر مسامعك
عدد الضغطات : 1,903اعز الناس فيسبوك
عدد الضغطات : 2,705

العودة   منتديات أعز الناس > - | أقسام منتديات اعز الناس | - > الملتقى الأدبي > ثقافة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-2010, 09:43 PM   #11
هدوء الليل
| عضو متألق |


الصورة الرمزية هدوء الليل
هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 261
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 أخر زيارة : 08-02-2012 (06:15 AM)
 المشاركات : 2,221 [ + ]
 التقييم :  40
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
افتراضي



مرورك اروع .. يسلمو


 


رد مع اقتباس
قديم 12-09-2010, 11:39 AM   #12
هدوء الليل
| عضو متألق |


الصورة الرمزية هدوء الليل
هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 261
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 أخر زيارة : 08-02-2012 (06:15 AM)
 المشاركات : 2,221 [ + ]
 التقييم :  40
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
افتراضي الفصل الثالث



كيف يستخدم عقلك الباطن قوة الخيال ليحقق لك النجاح ؟
الفصل الثالث

في عصرنا الحالي حل الترانزستور في أجهزة الراديو والتليفزيون والمسجل محل تلك الصمامات المفرغة القديمة , لماذا ؟ حسناً لأن الترانزستور لا يولد حرارة لذا لا يحترق , ولا يسبب مشاكل وسيبقى للأبد , ولكن هذا لم يوضح سبب وجوده , فلماذا توصل الإنسان إليه ؟
لأن شخصا ما استخدم خياله وخرج بفكرة أفضل
.
جميع
الاختراعات بدءاً من العجلة , ووصولاً إلى نظام التحكم التفاعلي المتطور لمكوك الفضاء , كانت في بدايتها أفكاراً تقبع في أعماق العقل الباطن .
فكرة صغيرة
ألقيت في تربة المخ الخصبة , غرسها العقل الواعي وترك لها فسحة من الوقت كي تنمو . ثم قام العقل الباطن بريها وتسميدها , وفجأة تفتحت كزهرة يانعة , والجميع يستفيد منها , كل هذا لأن شخصاً ما خرج بفكرة أفضل عما يمكن القيام به , إذن الخيال هو المفتاح الذهبي الذي سيفتح كل أبواب الحياة الرغدة للجنس البشري .

الفوائد الكثيرة التي ستجنيها عندما تستخدم خيالك
1 . ستكتشف طرقاً جديدة وأفضل
لأداء المطلوب منك .
2 . يمكنك توفير وقتك وجهدك وأموالك عندما تجد طرقاً جديدة
للقيام بالأشياء وتنفيذها .
3 . فإذا كنت في مجال الأعمال الحرة فستزيد من هامش
ربحك وتكون قادراً على كسب الأموال .
4 . إذا كنت تعمل في شركة أو مؤسسة فإنه
يمكنك الحصول على الترقيات والتقدم لمنصب أفضل .
5 . يمكنك اكتشاف حلول لمشاكلك
الشخصية عندما تستخدم خيالك الخلاق .

الأساليب التي يمكنك استخدامها لتجني تلك الفوائد الكثيرة

كيف تستخدم خيالك لتحصل
على ما تريد ؟
في البداية ينبغي أن تعلم
أن عقلك الباطن ليس بإمكانه التفريق بين التجربة الحقيقية والخيالية . بل يستجيب تلقائياً للمعلومات التي برمجها عقلك الواعي . كما أنه لا يستجيب للحقائق فحسب بل لما تتخيله أيضاً .
فليس بالضرورة أن تكون لديك تجربة لتبرمج عقلك الباطن , لأن
الإنسان هو المخلوق الوحيد على ظهر الأرض الذي لا يعتمد على الخبرات السابقة ليتحكم في مستقبله .
وسيقوم عقلك الباطن بتخزين كل الخيلات على أنها واقع , على سبيل
المثال إذا تخيلت نفسك كرجل مبيعات لا يشق له غبار يحقق أكثر من مائة ألف دولار في السنة , وإذا صدقت هذا فأنت تستخدم تلك الخيالات في برمجة عقلك الباطن ليحولها لك إلى واقع .
ويمكن لعقلك الواعي تصور كل هذه الأشياء الرائعة , وعندما تبرمج عقلك
الباطن بهذه التصورات وأنت مؤمن بتحققها , وأنت تؤمن بامتلاكها , فسيعمل عقلك الباطن ويقدم لك النصائح والطرق التي تستخدمها لتحقق تلك الخيالات .
إن على
الإنسان أن يطلب ليحصل على ما يريد , ويسعى ليجد ما يريد , وإذا تمكن الإنسان من الإيمان بأن كل شيء يمكن تحقيقه فإنه سيحقق ما يريد .
وأنت أيضاً يمكنك الحصول
على كل ما تتخيله إذا آمنت بإمكانية تحقيقه , سيارة جديدة أو منزل أكبر أو وظيفة أفضل أو حياة عائلية أسعد , كل هذا ممكن تحقيقه لو آمنت به . وسيعمل عقلك الباطن تلقائياً على تحقيق كل تريد حسب ما برمجته , سواء كان واقعاً أو خيالاً .
لذا
فمن المهم أن أشير هنا إلى أن عقلك الباطن لن يحقق لك أي شيء ما لم تكن تؤمن به . كما أنه من المهم عندما تنقل الرسالة إلى عقلك الباطن أن تشعر كأن المهمة قد أنجزت على أكمل وجه .
لذلك إذا كان من الضروري أن تشعر وتفكر في أنك ستكون ناجحاً
, فمن الضروري أيضاً أن تخطو إلى الأمام لترى نفسك ناجحاً بالفعل سواء في أداء مهمة بعينها أو الترقي إلى منصب أعلى .

كيف تستخدم التصور العقلي لبرمجة عقلك الباطن ؟
أعلم
أنك شاهدت الممثلين والممثلات وهم يؤدون على شاشات التليفزيون أو السينما مشاهد حزينة للدرجة التي تقتنع معها بأن ما تراه ليس تمثيلاً بل حقيقة . ولقد سنحت لي الفرصة بالتحدث إلى بعض الممثلين وسألتهم كيف يمكنهم أداء تلك المشاهد الحزينة وكأنها حقيقة .
وتتضمن السطور التالية إجابتهم . "أفكر في بعض الحوادث الحزينة
التي ألمت بي مثل وفاة والدي أو والدتي , أو فقدان أخ أو أخت , ثم أعيد تشكيل المشهد كله في عقلي . وعندما أشعر بالحزن أكون على استعداد لأداء مشاهد الحزن المؤثرة التي تنتزع الدموع من عيون المشاهدين" .
والآن أنا على ثقة من أنك تكون
صوراً في عقلك قبل أن تذهب إلى الفراش . وإذا كنت مثلي فإنك ستتمكن من خلق الكثير من الصور التفصيلية في عقلك كما أنه يمكنك القيام بنفس الشيء عندما تكون مسترخياً على مقعد مريح وتراودك أحلام اليقظة .
النقطة المهمة هنا أنه يتعين عليك اختيار
الصور العقلية التي تساعدك على تحقيق أهدافك في الحياة وليس مجرد صور خيالية أو أحلام يقظة , وسأضرب لك مثلا ملموساً وعملياً لكيفية استخدام الأسلوب المناسب .
كان أحد أصدقائي _ ويدعى إل جي وهو مستشار في مجال الاستثمار لشركة سمسرة
كبيرة _ يحاول بيع بعض السندات المعفاة من الضرائب لأحد الأثرياء , ولكنه كان خائفاً من الفكرة , لذا لم ينجح قط مع هذا الرجل .
وقال لي إل : "أعلم أنه
بإمكاني بيع تلك السندات لو تمكنت من التخلص من هذا الخوف غير المبرر منه , ولكنه يخيفني إلى حد الموت , ولا أعرف كيف أتخلص من هذا الشعور السخيف بالخوف منه" .
وكنت أعرف الرجل الذي يتحدث عنه إل , فقد كان من الناحية البدنية رجلاً قوياً
للغاية وله حاجبان كثيفان وذا وجه عابس وصوته جهوري , ويمكنه إخافة من عندهم استعداد لذلك . ولكنني أعرف أنه لا يحب الجبناء الذين يخافون سلوكه الغليظ .
فقلت لإل : "إل , لماذا لا تجرب هذا المنهج معه , أنت تعلم أنه لن يؤذيك
بدنياً على الرغم من مظهره الوضيع المخيف . لذا لماذا لا تتخيله شخص ودود للغاية وبالتالي ستشعر بالراحة وأنت تتعامل معه" .
وبعد عدة أسابيع ألتقيت بإل وكان
الحماس يملؤه وقال لي : "جيم لقد نفذت اقتراحك وتخيلته ودوداً مسالماً وديعاً . وقد انعكست تلك الصورة في صوتي وتصرفاتي وفي المنهج الذي اتبعته معه لأبيع له تلك السندات . وقد جاء رد فعله مخالفاً تماماً لرد فعله السابق وقد استثمر معي 25 ألف دولار كبداية فقط , وطلب مني أن أعاود الاتصال به مرة كل شهر" .
فإذا كنت تعمل
في مجال المال وصادفك عميل قاسٍ كما حدث مع إل , فتخيله في الصورة التي ترغبها وسيساعدك خيالك في التخلص من خوفك . ولقد شاهدت العديد من المحامين الشباب يستخدمون هذه الطريقة بنجاح عندما يواجهون شخصاً يفوقهم خبرة وذا باع طويل في المجال .
لذا جرب هذا بنفسك , وأنا أعلم أنك ستسعد بالنتائج التي ستحصل عليها , وكلما
تعلمت التصور العقلي بصورة أفضل , حصلت على عقل باطن قوي يمكن الاعتماد عليه .

كيف تساعد عقلك الباطن باستخدام التصور العقلي؟
حيث إن عقلك الباطن هو آلية تسعى وراء
تحقيق الأهداف , فإن الطريقة الوحيدة ليعمل من أجلك هي أن تضع له هدفاً يسعى لتحقيقه , وينبغي أن ترى بوضوح من خلال عقلك الباطن ما الذي ترغب في تحقيقه تحديداً قبل أن يشرع في العمل , لذا عندما تحدد لعقلك الباطن ما تريده على وجه الخصوص فإن طاقته الإبداعية ستجعله يؤدي مهامه على نحو أفضل مما يمكن لعقلك الواعي أداؤه باستخدام الإرادة القوية .
لذا بدلا من أن تحاول تحقيق أهدافك مستخدماً العزيمة
الحديدية وقوة الإرادة , حول كل الأمور ببساطة إلى عقلك الباطن ثم استرخ وتوقف عن القلق والخوف , فقط تصور بعقلك ما تريد تحقيقه واترك للقوة الإبداعية لعقلك الباطن الفرصة لتعمل وتحقق لك ما تريد .
ولكن هذا لا يعني أنك معفى من العمل وبذل الجهد
, وهو ما سأناقشه بالتفصيل لاحقاً عندما أشرح لك كيف يمكنك الجمع بين التخيل والعمل المبدئي وكيف سيقودانك مباشرة إلى هدفك دون بذل أي جهود لا طائل منها .

كيف تستخدم أسلوب المرآة لبرمجة عقلك الباطن؟
هل تعلم أن أفضل رجال المبيعات
والمتحدثين المحترفين الذين يظهرون على شاشات التلفاز , وكذلك السياسيين يقفون أمام المرآة ويلقون خطبهم قبل أن يخرجوا على الناس ؟ على سبيل المثال لم يكن وينستون تشرشل يلقي أي خطاباً هاماً دون أن يتدرب عليه أمام المرآة أولاً .
وكذا كان
يفعل أحد أفضل العاملين في مجال التأمين في الولايات المتحدة , فلم يكن يشرع في عرض أي من موضوعاته قبل أن يقف أمام مرآته ويعرضه على نفسه أولاً , وجميع رجال المبيعات يعرفون جيداً الفكرة التي تقول إنك لو نجحت في إقناع نفسك أولاً يقيمة وفوائد الشيء الذي تبيعه فسيمكنك دائماً إقناع الناس به .
عندما كنت لا أزال بالجيش وكنت في
طريق عودتي عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية ترأست وحدة للتدريب في فورت ليونارد وود في ميسوري حيث كانت القاعدة العسكرية . وكان هناك صف من المتطوعين الذين تركوا لتوهم حياتهم المدنية وأصبحوا جنوداً محترفين خلال ستة عشر أسبوعاً .
وعندما
ينجح أحد الجنود فإنه يتعين عليه التوقيع في سجلات الوحدة في حجرة كبير الضباط , وقبل أن يغادر يرى صورته في مرآة كبيرة معلقة على الباب وكان معلقاً فوق هذه المرآة عبارة تقول : "إنك جندي في أفضل جيش في العالم . . . تصرف كأحد أفراده . . . كن مثلهم . . . كن واحداً منهم" .
ولقد شاهدت المئات من الشباب الذين كانوا منذ عدة
أسابيع قليلة مضت لا يهتمون بمبلسهم أو مظهرهم الشخصي يقفون أمام المرآة تبدو عليهم الجدية ويتفحصون بدقة صورتهم في المرآة , ثم يستديرون وهم يشعرون بالفخر وتنعكس ابتسامتهم الفخورة في المرآة .
وبينما كنت في فورت ليونارد وود شاهدت رئيس
كتيبتي وهو برتبة مقدم يستخدم أسلوب المرآة ليستعيد توازنه بعد أن أفرط في تناول الشراب في أثناء حفل عسكري أقيم في نادي الضباط .
فقد رأيت المقدم فريد إس ينهض
في إحدى الحانات ويسير مترنحاً باتجاه الحمام . كنت أخشى أن يسقط على الأرض ويؤذي نفسه لذا تبعته كي أساعده إذا استلزم الأمر . وعندما فتحت باب الحمام كان يقف أمام المرآة ويستند إلى الحوض ويتحدث إلى نفسه في المرآة قائلاً : "فريد أيها الأحمق اعتدل إنك تجعل نفسك تبدو أحمق ليس فقط أمام القائد ولكن أمام مرؤوسيك , إنك شخص متوازن . . . نعم متوازن هيا اعتدل" .
فبينما كان ينظر إلى صورته في المرآة كان
يردد بصوتٍ مرتفع "أنت متماسك" , وخلال دقائق معدودة رأيت تغيراً بدنياً حقيقياً يطرأ على جسده .
فقد أبعد يديه عن الحوض واعتدل ووقف منتصباً , واختفت حالة
السكر التي كان يعاني منها ولمعت عيناه وأصبح حديثه مفهوماً , ثم استدار عائداً إلى مائدته وهو يبدو متماسكاً تماماً على الرغم من بعض الحمرة التي كانت تعلو وجهه . أخذت أراقبه لفترة , ولكنه ظل معتدلاً ومتحكماً في نفسه وتصرفاته .
والآن كيف
يمكنك استخدام أسلوب المرآة ؟ حسناً إن إحدى الطرق هي أن تنظر إلى صورتك في المرآة كل صباح وتقول : "أنا شخص ناجح , أنا شخص ذو قيمة , ولن يستطيع أي شخص الوقوف في وجه تحقيق أهدافي" .
وبينما تردد تلك العبارات مؤمناً بأنها حقيقية قف منتصب
القامة مشدود البطن مفرود الصدر مرفوع الرأس . واشعر بتيار من الطاقة والقوة والإصرار يسري في أوصالك , وبينما تنظر في عينيك قل لنفسك إنك ستحقق كل ما تريد وصدق ما تقول .
يمكنك الاعتماد على طريقة المرآة لتقوية إيمانك وتقوية القوة
الفطرية الكامنة بداخلك وتعزز حماسك وعزيمتك على المضي قدماً .

كيف تهيىء مناخاً خلاقاً لعقلك الباطن؟
أحد المبادىء التي يتبعها أكثر رجال
المبيعات تفوقاً هو : ابحث عن الحاجات ولبها , ونفس المبدأ ينطبق على العقل الباطن , فإنه لم ولن يعمل ما لم تحدد له هدفاً يسعى لتحقيقه .
فإذا تمكنت من دفع السمك
إلى القفز من الماء داخل مقلاتك , فإنك تكون قد توصلت إلى أسلوب جديد لصيد السمك لن يتمكن أحد من مضارعتك فيه , حينها لن يكون هناك سبب لفعل هذا . لذا فإن أفضل دافع لعقلك الباطن ليقدم لك أفكاراً جديدة وأداء مهامه هو الضغط أو المتطلبات أو الحاجة أو العجلة .
على سبيل المثال , الجوع هو السلاح الذي يجعلك تنتزع القوس والرمح
. والمنطق يقول إن المواعيد المحددة هي التي تساعد على تفجير الطاقات الإبداعية عند الإنسان .
على سبيل المثال ضغوط الحرب هي التي دفعت علم الطب إلى إيجاد حلول
وعلاجات خلال مدة زمنية أقصر من المعتاد , وقول الدكتور راندي تشارلز أستاذ الطب الباطني بإحدى الجامعات : "لقد حقق الطب اليوم تقدماً كبيراً يفوق المتوقع والسبب في هذا يرجع إلى الحروب لأنه لم يكن لدينا وقت نضيعه في إجراء البحوث لأننا كنا في أمس الحاجة للحصول على علاج الأمس وليس اليوم" .
وما لم يتوافر هذا الشعور
بالعجلة , لن يتمكن عقلك الباطن من تقديم أفكار جديدة لك . وما لم تمنحه سبباً قوياً فلن يحاول أن يجد لك طرقاً أفضل لأداء المهام . لذا سأقدم لك إجراءً مكوناً من ست خطوات لتخلق ذلك المناخ الإبداعي لعقلك الباطن :
1 . تعرف بالتحديد على ما
تريد تحقيقه , وكن محدداً فيما يتعلق بالأهداف التي ترغب في تحقيقها والأماني التي ترغب في الحصول عليها .
2 . الإيمان العميق بأن عقلك الباطن سيقدم لك الإجابات
التي تريدها .
3 . اجمع كل الحقائق الممكنة عن الموضوع
.
4 . غذ عقلك الباطن
بجميع تلك الحقائق وحاجتك إلى الحصول على إجابة .
5 . استرخ وانتظر بصبر وترقب
بحرص الإجابة عن أسئلتك أو حل مشكلتك .
6 . تصرف فور تلقيك الإجابة من عقلك
الباطن .
وعلى الرغم من أهمية الخطوات الست في هذه العملية , غير أنك لو تباطأت
في العمل كما تنص الخطوة السادسة , فإن الخطوات الخمس السابقة ستضيع هباء . وليس هذا فحسب , فستكتشف أنك إذا لم تقم بما أخبرك به عقلك الباطن فإنه ببساطة لن يعمل من أجلك , لأنه سيستنتج أنك لست جاداً في طلب مساعدته . لذا لن يقدم لك أي أفكاراً جديدة , وسأناقش هذه الفكرة لاحقاً .

لماذا يسير الخيال والمبادرة متلازمين ؟
وفي مجالي
الأعمال والصناعة يصعب التواصل إلى أفكار جديدة يمكن الاستفادة منها في التقليل من الأيدي العاملة وزيادة المكاسب . فهؤلاء الناس تواتيهم أفكار جيدة , ولكنهم لا يتبعونها أو يطورونها . ويمكن القول إن القوة الإبداعية عبارة عن 2% إلهاماً و98% جهداً وعرقاً . وعلى الرغم من ذلك لا يرغب الناس في بذل الجهد والعرق .
ويقول
جاك جونز : "لقد واتتني تواً فكرة عبقرية " كان وجهه مشرقاً بالحماس والخيال يلمع في عينيه ولكن للحظة قال : "ولكنها تتطلب . . . وبعد ذلك سيكون . . . وبعد ذلك الرئيس لن . . . وأنا لم أتمكن . . . انس الأمر . أعتقد أنها ليست فكرة جيدة" .
وبالتالي تموت فكرة جديدة قبل أن تولد . فقد كان جاك يمتلك الاثنين بالمئة من
الإلهام التي منحها إياه العقل الباطن , ولكنه لم يكن يمتلك 98% نسبة الجهد والعرق ليطور شرارة العبقرية اللحظية التي انطلقت . إنه يمتلك الخيال , ولكنه لا يمتلك المبادرة ليتبع فكرته .
فالخيال بدون المبادرة يطلق عليه أحلام اليقظة . وأحلام
اليقظة ليس لها أهداف . وليس لها جذور أو غرض أو هدف يمكن تحقيقه . بل هي مجرد أماني لا يمكن تحقيقها بل إنها تعرقل الخيال الخلاق .
وأفضل طريقة لاستخدام
خيالك بفاعلية والخروج به من حيز أحلام اليقظة هو أن تعرف تحديداً ما تريد الوصول إليه . ثم سر على الخطوات الخمس التي ذكرتها في إجراء الخطوات الست لكي تخلق لعقلك الباطن المناخ الإبداعي ليعمل من أجلك .
والآن سألخص لك هذا القسم في عدة كلمات
: الخيال بالإضافة إلى المبادرة والقدرة على التنفيذ هما الذين يصنعان الفرق بين المفكر الذي يقوم بعمل شيء والذي يعيش في أحلام ولا يقدر على تنفيذ أي شيء .

من أين تأتي الأفكار العظيمة؟
تأتي جميع الاختراعات والمؤلفات
الموسيقية العظيمة والشعر والقصص وجميع الأفكار الأخرى الخلاقة من داخل العقل الباطن للشخص .
وأنت أيضاً يمكنك أن تكون مبدعاً مثلهم . وربما لا تكون مخترعاً
أو مؤلفاً موسيقياً أو كاتباً تحقق روايته أعلى مبيعات , ويكن يمكنك استغلال القوة الكامنة في عقلك الباطن لتخرج بأفضل طريقة للقيام بالأشياء بغض النظر عن طبيعة عملك .
فالكتاب والمؤلفون الموسيقيون والشعراء لا يسيطرون على قدراتهم الإبداعية
. وكل ما تحتاج إليه لكي تصبح مبدعاً هو أن تمنح عقلك الباطن كل الأفكار أو المواد الخام التي يحتاجها لكي يعمل من أجلك , وعليك المواصلة برغبة صادقة في تحقيق النجاح وستحصل على النتائج التي ترجوها . والآن سأضرل لك مثلاً محدداً :
بيل ساندروز
بائع جملة يمتلك مزرعو في فلوريدا بها عدد كبير من الشجيرات والنباتات والأشجار المنتشرة بطول عدد من الأفدنة . وتلك المزرعة يتم ريها كل يوم وقد أصيب بيل بالقلق لأنه يجب أن يغير رؤوس الرشاشات , وليت الأمر يقف عند حد التكلفة فقط , ولكن عنصر الوقت بالإضافة إلى أن عملية تغييرها باستمرار لم تعد تلائم بيل .
ويقول بيل
: "من الصعب تركيب رؤوس الرشاشات على الآبار الارتوازية في فلوريدا لأن المياه بها نسبة كبريت مرتفعة بالإضافة إلى الأملاح العضوية الأخرى التي تسبب في ذبول النباتات . كما أن مياه فلوريدا تحتوي على نسبة أملاح كبيرة مما يتسبب في تآكل المعدن , ولأن معظم الرشاشات مثبتة على قاعدة دوارة ذات ثقوب في حجم المسمار كما أننا نواجه الكثير من المشاكل في أثناء الصيانة نتيجة لتراكم الرمال والأملاح الموجودة في المياه داخل الرشاشات مما يعقو عملها" .
لذا فكر بيل في المشكلة وحولها إلى عقله
الباطن ليحلها من أجله . وبعد فترة قصيرة راودته فكرة وصنع رأساً جديداً للرشاش من النيلون بدلاً من المعدن . والآن لم يعد يعاني من أي مشاكل في صيانة نظام الرش في مزرعته .
وعندما شاهد أحد رجال الصناعة الرشاش الذي صنعه , قام بشراء حق تصنيعه
من بيل على أن يدفع له نسبة عن كل رشاش يبيعه . وفي العام الأول باع أكثر من مائة ألف وحدة وقدر اشترت كندا وانجلترا كل حقوق المنتج . ويقول بيل إنه يجني من وراء تلك الفكرة ما يكفيه من المال ليعتزل العمل في المزرعه , ولكنه لم يفعل لأنه يستمتع بالعمل في مزرعته .
وكما ترى لا يجب أن تكون مخترعاً لتتوصل إلى طريقة جديدة
للقيام بعملك . ولكن كل ما تحتاجه هو مشكلة لتحلها ومن منا ليس لديه مشكلة؟

لا تدع الآخرين يحبطون مهارتك الإبداعية
من بين مائة شخص وجدت خمسة
وتسعين يفكرون بالطريقة التالية : "إننا نقوم بهذا العمل منذ زمن طويل مستخدمين الطريقة ذاتها , إذن لابد أنها الأفضل فلماذا يتعين علينا تغييرها ؟" .
كنت
سأكون أول من يؤيد الفكرة السابقة ذلك لأنني من أكثر المؤمنين بفكرة : "إذا لم تكون مكسورة فلماذا تصلحها" . ولكن وبنفس المنطق فإنني مستعد دائماً لتقبل التغيير طالما أنه ليس تغييراً من أجل التغيير . فأنا أؤيد التغيير طالما أنه سيعطي نتائج أفضل .
ولكن معظم الناس لا يحبون التغيير على الإطلاق ويكرهون التقدم . عندنا ظهرت
السيارات احتج الناس عليها , لأنهم يشعرون أن الجياد وسيلة نقل جيدة . وكما يقولون وقتها : "إذا كان الإنسان خلق ليطير لمنحه الله أجنحة" وغيرها من العبارات . ولكن كما قال الدكتور فان براون العالم الألماني الموهوب : "الإنسان ينتمي إلى المكان الذي يريده ؟" .
وأفضل طريقة لمنع الآخرين من إحباط مهارتك الإبداعية هو
الاحتفاظ بمعاملاتك مع عقلك الباطن في طي الكتمان , لأنك إذا أخبرت الآخرين بما تفعل فلن يتفهم وقد يتسبب سخرية الآخرين منك وانتقادهم لك في زعزعة ثقتك بنفسك واهتزاز ثقتك في قدرة عقلك الباطن على مساعدتك .
إذن أفضل طريقة لمنع الآخرين من
زرع أفكار سلبية في عقلك الواعي والتي ستنتقل بدورها إلى عقلك الباطن , هي ألا تخبر أي شخص بالأساليب أو الطرق أو الإجراءات التي تستخدمها .
وعلى سبيل المثال
اكتشفت أنني أشتت قواي عندما أتحدث إلى شخص ما عن مشروع كتابه أو عندما أسأل أي شخص عن رأيه في هذا الموضوع . وأفقد الصلة القريبة بيني وبين عقلي الباطن وفي أغلب الأحيان أجد أنه يتعين علي البدء من جديد .
واليوم لن أخبر حتى زوجتي التي مضى
على زواجي بها أكثر من خمسة وأربعين عاماً بأي شيء عن الموضوع الذي أعمل عليه الآن ولا حتى العنوان . فهي لا تعرف عن الموضوع الذي أكتب عنه إلا عندما أنشر الكتاب وأضعه بين يديها .

كيف يقف خيالك ضدك؟
افترض أنك ترقد في فراشك ليلاً وتشعر
بالنعاس واستيقظت فجأة وأنت متأكد من أنك سمعت ضوضا غريبة صادرة من المطبخ , وعلى الفور تسارعت نبضات قلبك وتخشى أن تتنفس خوفاً من أن يسمعك المقتحم .
هل تعرف
مالذي حدث داخل جسمك ؟ لقد تصرفت آلية المقاومة أو الحركة تلقائياً . حيث ارتفع ضغط دمك وتسارع معدل ضربات قلبك . وهو ما يعني زيادة ملحوظة في تدفق الدم إلى ذراعيك ورجليك وارتفاع معدل الأدرينالين في الدم . كل هذا حدث نتيجة لسماعك ضوضاء صادرة من المطبخ ليلاً .
ولكن أخيراً عندما تستجمع شجاعتك وبعد أن تصمت الضوضاء تكتشف عدم
وجود مقتحم . لكن كل ما في الأمر أن كيس القمامة الكبير كان موضوعاً بالقرب من حافة المنضدة فوقع وتسبب في كسر الزجاجة التي كانت سبباً في الضوضاء التي سمعتها .
هذا تماماً ما يحدث عندما تغذي عقلك الباطن بأفكار سلبية عن طريق عقلك الواعي
, وبالتالي يعوقه عن العمل والآن سأعطيك مثالاً آخر .
لدي حمام سباحة داخلي , وفوق
سطح المنزل المجاور هناك مجموعة من الأوراق الذابلة , وكان المطر ينزل على تلك الأوراق فتتساقط قطرات مياه بنية بلون الصدأ تاركة بقعاً على حائط المنزل .
لذا
فمن وقت لآخر كنت آخذ لوحاً خشبياً وأحمله فوق السطح وأخفضه مستخدماً الحبال إلى السطح الداخلي حيث يرتكز على ألواح معدنية متباعدة بمقدار أربع أقدام , ثم أذهب إلى جانب السطح وأسير على اللوح الخشبي حتى أتمكن من الوصول إلى الأوراق وأزيلها .
وعندما كنت أضع ذلك اللوح الخشبي فوق أرضية السقيفة فإنه كان يمكنني السير
فوقها ذاهباً وجيئة بسهولة حيث لا أسقط من فوقها ولا أفقد توازني وكذلك الأمر عندما تكون مثبتة فوق سطح حمام السباحة في ثابتة على تلك الأعمدة المعدنية تماماً كما هو الحال على السقيفة , حتى لو كان ذلك اللوح بعرض ثماني بوصات , ولكن هل تعتقد أن بإمكاني السير عليه وأنا منتصب القامة ؟ هل تمزح ؟ لقد كنت أحبو فوقها حفاظاً على حياتي الغالية , حيث إنني كنت اخشى أن أفقد توازني وأسقط في حمام السباحة , إذن من الذي يقول إن الخيال ليس أقوى قوة في العالم ؟
لذا أرجو أن تتذكر هذا الفصل
بالقول الذي اقتبسه من الكاتب الفرنسي مونتجاين في السنوات الأخيرة من حياته : "لقد لازمني سوء الحظ طوال حياتي ولمي يحدث لي الكثير" . هذا بالضبط ما تفعله الأفكار السلبية .
والآن سننتقل إلى الفصل الرابع حيث نناقش ما الذي يجعلك تشعر دائماً
بأن النتائج التي يخرج بها عقلك الباطن تساوي معطياته ؟ ولماذا لا يمكن تجنب ذلك؟
انتظروا الفصل الرابع في الاسبوع القادم باذن الله


 


رد مع اقتباس
قديم 12-15-2010, 07:53 AM   #13
ابووومنس
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ابووومنس
ابووومنس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 585
 تاريخ التسجيل :  Apr 2010
 أخر زيارة : 12-27-2011 (09:33 PM)
 المشاركات : 2,227 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
Q49



أشكرك من الأعماق على هذا النقل وإن شاء الله نستفيد من هذه المعلومات
لك اجمل تحية


 


رد مع اقتباس
قديم 12-15-2010, 11:41 PM   #14
هدوء الليل
| عضو متألق |


الصورة الرمزية هدوء الليل
هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 261
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 أخر زيارة : 08-02-2012 (06:15 AM)
 المشاركات : 2,221 [ + ]
 التقييم :  40
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
افتراضي



اسعدني تواجدك ..
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك


 


رد مع اقتباس
قديم 12-16-2010, 01:49 PM   #15
هدوء الليل
| عضو متألق |


الصورة الرمزية هدوء الليل
هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 261
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 أخر زيارة : 08-02-2012 (06:15 AM)
 المشاركات : 2,221 [ + ]
 التقييم :  40
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
Q56 الفصل الرابع



لماذا تعادل نتائج العقل الباطن معطياته ؟
الفصل الرابع

لنفترض أنك تملك مزرعة خلف منزلك , فمن الطبيعي أن تعلم أنك لو زرعت طماطم فستحصد طماطم وأنك لو زرعت بصلاً فستحصد بصلاً . ونحن جميعاً نعلم قانون الطبيعة ونعمل به . ولكن لسوء الحظ لا يفهم الكثيرون أن نفس الأمر ينطبق على العقل الباطن حيث يستحيل استخدام قانون سواه , والآن سأشرح لك بالتحديد ما أقصده .
فالأفكار والأعمال الجيدة لا تعطي نتائج سيئة . وبنفس المنطق , فإن الأفكار
والأعمال السيئة لا تعطي نتائج جيدة . ويسري هذا القانون على عالمنا هذا , إذ دائماً ما تعادل نتائج العقل الباطن معطياته .
فإذا برمجت عقلك الباطن فأفكار
خاطئة مثل : "أنا فاشل , لا ينجح سوى الحاصلين على شهادة جامعية" . فإنك ستجني ما برمجت عقلك الباطن به : وهو الفشل .
ومن خلال هذا الفصل سأشرح لك كيف تبرمج عقلك
الباطن بالأفكار المناسبة .
ستجني كل تلك الفوائد المتميزة
1 . عندما تعرف كيف تبرمج عقلك الباطن بالأفكار الملائمة ستحقق النجاح في كل ما تفعل .
2 . سترى كيف يؤثر التوجه الملائم في تحسين
النتائج التي يخرج بها عقلك الباطن .
3 . ستتعلم كيف تحسن ذاكرتك بأكثر الطرق
فاعلية وهي في حد ذاتها واحدة من أعظم الفوائد .
4 . سترى كيف يمكنك تحسين أدائك
عندما تستخدم اختبار التطوير الذاتي البالغ مدة ثلاثين عاماً .
5 . ستتعلم
برنامجاً مكوناً من ست خطوات لتحقيق النجاح بأقصر الطرق .

الأساليب التي تستخدمها لتجني تلك الفوائد
المتميزة

كيف يمكن لعقلك الباطن العمل مثل الكومبيوتر
؟
أولاً , يعمل عقلك الباطن وفقاً لما
برمجه به عقلك الواعي أو طبقاً لتوجهاته . فالعقل الباطن لا يؤدي عمله بطريقة عشوائية أو غير محددة وبدون هدف بل إنه ينفذ التعليمات التي يتلقاها من العقل الواعي .
وتذكر أن عقلك الباطن محايد , فهو لا يصدر أحكاماً قيمة فيما يتعلق
بالمعطيات التي زوده بها العقل الواعي , فإذا قرر عقلك الواعي القيام بعمل غير أخلاقي أو غير قانوني فإن عقلك الباطن لن يقف في وجه قراره بل سينفذ الأوامر حرفياً سواء كان الأمر أخلاقياً أو غير أخلاقي , قانونياً أو غير قانوني .
ثانياً
, سيعود عقلك الباطن على عقلك الواعي بنفس نتائج المعطيات التي قدمها له , وهنا أود مناقشة هذه النقطة بالتفصيل , فقد شبهت العقل الباطن بالحديقة التي زرعت بها طماطم وحصدت طماطم أو زرعت بصلاً وحصدت بصلاً أيضاً . ولكن كلا المحصولين جيدان , ويمكن مقارنتهما بالأفكار الجيدة التي يزرعها عقلك الواعي داخل عقلك الباطن . والآن سأعقد مقارنة أكثر توضيحاً .
لنلقي نظرة أخرى على الحديقة الموجودة خلف المنزل , وأنت
من سيزرعها ومتروك لك حرية الخيار لتزرع ما تشاء , وبالطبع هذا الأمر لا يعني الأرض في شيء فالقرار أولاً وأخيراً يعود إليك , ولنفترض الآن أنك ممسك بنوعين من البذور في يدك أحدهما بذور خاصة بالذرة والأخرى حشيشة ست الحسن السامة القاتلة .
قمت
أنت بعمل الحفر في الأرض وزرعت كلتا البذرتين , حشيشة ست الحسن والذرة . ثم غطيت الحفرى بالطمى . وقمت بتزويدها بالمخصبات ورويتها , فإنك وقت الحصاد ستجني ما زرعت . هذا هو منطق الطبيعة الذي لا يمكن خرقه , والتربة ستطرح سماً بنفس القدر الذي ستطرح به ذرة .
وبالمثل يعمل عقلك الواعي وعقلك الباطن . فإذا زرع عقلك الواعي
داخل عقلك الباطن بذور الغضب والاستياء والحقد والفشل والهزيمة وغيرها من الأفكار السلبية فإنك ستحصد ما زرع . وكما يقول المثل : يكون الإنسان ما يعتقده بنفسه .
وإذا كنت ستتحكم في حياتك , فعليك أولاً التحكم في أفكارك , ولابد أن تكون
حذراً للغاية فيما تفكر فيه , لأن عقلك الباطن لا ينسى ما برمجته به أبداً سواء كان غثاً أو ثميناً . والآن سأنتقل إلى النقطة التالية وهي بنك الذاكرة .

كيف يمكن لعقلك الباطن العمل كبنك للذاكرة
؟
كل ما حدث لك أو قرأته أو درسته أو
سمعته أو رأيته يختزن في بنك الذاكرة الموجود في عقلك الباطن بأدق التفاصيل . إذن فإن المعلومات تخزن في العقل الباطن ومن المستحيل أن يعمل عقلك الواعي كبنك للذاكرة ويتذكر كل الأحداث الماضية لأننا لو تمكنا من تذكر كل حرف من ملايين ملايين المعلومات المخزنة في بنك الذاكرة في عقلنا الباطن , سنفقد قدرتنا على العمل , وهو ما سيدفعنا إلى الجنون !
والآن ينبغي أن تعلم أن كل ما مر عليك في حياتك لا
يمكن نسيانه أبداً . كما لا يمكن محو ما برمج العقل الباطن عليه , ومع ذلك , وبما أن الكثير من المعلومات لا يتم استخدامها على الدوام فإنها لا تطفو فوق السطح إلا إذا استدعاها العقل الواعي , وبالتالي يتمكن من أداء وظائفه بسهولة .
وقد أثبت
عالم وجراح مخ وأعصاب فذ عن طريق تجاربه أن الأحداث الماضية التي يعتقد المريض أنه نسيها تماماً مختزنة في العقل الباطن وانتعشت في العقل الواعي عندما تم تنشيط مواضع بنك الذاكرة في العقل الباطن باستخدام أقطاب الكهرباء .
وعلى سبيل المثال فقد
تمكن أحد المرضى من تذكر أصدقاء طفولته الذين لم يفكر فيهم منذ سنوات بعيدة حتى إنه تذكر ماذا كانوا يفعلون وماذا كانوا يرتدون وفي الواقع تمكن من سماع أصوات ضحكاتهم والأحاديث التي كانو يتبادلونها . والأمر المذهل هو أنه عندما لامست أقطاب الكهرباء مواضع بنك الذاكرة في العقل الباطن فإنه لم يستدع كل هذه الأحداث إلى عقله الواعي فحسب , بل إنه كان يعيش التجربة من جديد .
ويمكن للتنويم المغناطيسي مساعدة
العقل الواعي على تذكر الأحداث التي تم برمجتها في العقل الباطن والتي تبدو وكأنها نسيت . على سبيل المثال , كان هناك في شيكاغو رجلان يمتلكان محلاً للباقلة , وأمام واجهة المحل بالخارج كان يقف زوجان عندما وجدا رجلان يفران ويقفزان داخل سيارة وينطلقان بأقصى سرعة . وفي أثناء تحقيقات الشرطة لم يتمكن الزوجان من تذكر أرقام لوحة السيارة .
وقد وافقا على التنويم المغناطيسي لعلهما يتذكران أرقام لوحة
السيارة . وجلبت الشرطة منوماً مغناطيسياً الذي قام بعمل ارتداد للعقل الواعي ليعود إلى الفترة التي وقع فيها الحادث , وبعد الانتهاء كان الرجل والمرأة قادرين على تذكر أرقام لوحة السيارة التي تم تخزينها تلقائياً في بنك الذاكرة الخاص بالعقل الباطن , ولاحقاً ألقت الشرطة القبض على السارقين !
وسأضرب مثلاً آخراً ليس
بعيداً عن المنزل . فأنا أمتلك كلباً قدمه لي أصغر أبنائي من أكثر من أثنى عشر عاماً عندما انتقلنا إلى فلوريدا للعيش هناك . وكان لاري قد حصل على ذلك الكلب وهو جرو صغير لا يتجاوز عمره عدة أسابيع . واحتفظ لاري بالكلب لمدة عام قبل أن ينتقل إلى أورلاند حيث كان يعيش في شقة لا يسمح فيها بتربية الحيوانات الأليفة . لذا أخذنا الكلب لنرعاه , وكان لاري يزورنا عدة مرات في السنة وفي كل مرة كان يأتي كان الكلب يقفز من السعادة . ولكن في آخر مرة عندما جاء لاري لزيارتنا كان الكلب قد أصيب بالعمى الكامل والصمم أيضاً فتقدم الكلب وشد يد لاري ثم ملابسه , وعلى الفور شرع في الصياح والنباح وهز ذيله فرحاً !
وعلى الرغم من ان الكلب لا يستطيع رؤية
لاري إلا أن حاسة الشم جعلته يعرف هوية الزائر . فمازال بنك ذاكرته الخاص بالعقل الباطن يعمل من خلال حاسة الشم على الرغم من أن الكلب أعمى وأصم . وكنت أسمع أن الكلب لا ينسى سيده الأول , ولكن بعد هذه الحادثة آمنت بهذا القول .
وكما توضح
الأمثلة الثلاثة التي سقتها فإن أي شيء تم برمجته في العقل الباطن لا ينسى أبداً . وقد نجد بعض الأحداث صعبة التذكر نتيجة لأحد الأسباب التي سأناقشها لاحقاً . ولكن قبل أن أقوم بهذا أود أن أخبرك ببعض أنواع الذاكرة التي يتمتع بها العقل الباطن .

ثلاثة أنواع لذاكرة عقلك الباطن

كما سبق أن أخبرتك بأن كل ما حدث لك وكل
ما قرأته أو درسته أو سمعته أو رأيته قد تم تخزينه في بنك الذاكرة الخاص بعقلك الباطن وبأدق التفاصيل . فإنه يمكن تقسيم جميع تلك المعلومات المخزنة إلى ثلاثة أنواع تخزين رئيسية : الخبرة , والكلام والتوجه أو المفهوم , وهو مشتق من تفسير النوعين الأولين .
1 . تخزين الخبرات من كل ما يفعله الإنسان أو ما يحدث له أو
كل ما يسمعه أو كل ما يراه أو يسمعه أو يشمه أو يتذوقه . وتذكر أيضاً أن عقلك الباطن يتعامل مع الخبرات التخيلية على أنها واقعية , لأنه لا يستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال .
2 . تخزين الكلمات ينتج عن الكلمات المخزنة في عقلك الباطن من
كل ما تقرؤه أو تدرسه , ومن ثم تفهم ما معنى كل كلمة على حدة .
3 . التوجه أو
المفهوم هو عبارة عن تفسير عقلك الباطن لنظام التخزين السابقين . على سبيل المثال : إذا قام شخص بوصف طائر لك دون أن يخبرك باسمه فإنك ستعرف أنه طائر من خلال كلامه .
أو إذا قام شخص ما بمناقشة التحفظ والحماس والنجاح والفشل والحب والغضب
والاستياء , فإن فهمك لمعاني تلك الكلمات والخبرة الحقيقة التي مررت بها جعلت عقلك الباطن يعيد إلى عقلك الواعي الصور التي تعكس تلك التوجهات أو المفاهيم التي يختزنها , وعلى هذا فإن مفهومك للحياة وتصرفاتك مع الآخرين ستكون قائمة على التوجهات التي برمج عليها عقلك الباطن بهدف التخزين الدائم واسترجاع الذاكرة .

لماذا يصعب استرجاع أحداث بعينها
؟
عادة ما يخفق عقلك الواعي في استرجاع
ما يريد من بنك الذاكرة الخاص بالعقل الباطن نتيجة لواحد من الأسباب التالية :
1 . إما أن يكون الحدث خالياً من اللياقة أو محرجاً أو مؤلماً بالنسبة لعقلك الواعي
. ففي بعض الأحيان تكون بعد الأحداث الماضية خالية من اللياقة , أو أنها مؤلمة للغاية إلى الحد الذي يجعل عقلك الواعي يمسح الذاكرة ويعوق استرجاع هذا الحدث من عقلك الواعي , لأنه ببساطة يرفض خوض هذه التجربة مرة أخرى .
ومثال على هذا عندما
يرتكب شخص ما جريمة تتنافى مع طبيعته حيث يرفض عقله الواعي استرجاع هذا الحدث , مثل أن يرتكب شخصاً ما عملاً لا أخلاقياً أو جريمة ما وهو تحت تأثير المخدرات أو المشروبات الكحولية .
2 . عندما يتعامل عقلك الواعي مع حدث ما وقت وقوعه على أنه
غير مهم , ولذلك لا ينتقل انطباع قوي إلى عقلك الباطن . ولكن ليس معنى هذا أن عقلك الباطن لم يخزن أو يتذكر ذلك الحادث , بل على العكس من ذلك ولكنه لا يهتم بالتفاصيل نتيجة لتعامل عقلك الواعي مع الحادث بشيء من عدم الاهتمام .
ولن يتلقى شخصان
مختلفان حدثاً واحداً بنفس القدر من الاهتمام مهما كان هذا الحدث , ولقد مضى على زواجي أكثر من خمسة وأربعين عاماً ومازالت هي قادرة على تذكر بعض الأحداث التي لا أستطيع أن أتذكرها تماماً . وبالمثل أتذكر أنا بعض الأحداث التي قد محيت من ذاكرتها تماماً . والسبب بسيط لأن مقدار أهمية الحدث بالنسبة لكلينا مرتبط بالتجربة .
3 . عندما تتلاحق الكثير من الأحداث في وقت قصير , تماماً كما حدث في عملية السطو أو
حادث السيارة , فعقلك الواعي لا يستطيع التركيز على جميع التفاصيل في نفس الوقت . ونتيجة لمحاولته امتصاص كل ما حدث يخفق في امتصاص أي شيء ولهذا السبب كان شهود العيان في حادث السيارة أو حادث السطو يشعرون بالارتباك ويروون روايات مختلفة حال استجوابهم .

كيف يمكنك تحسين ذاكرة العقل الباطن
؟
يمكنك استخدام ثلاث طرق محددة لتحسين
ذاكرتك وهي : (1) التركيز على الحدث . (2) استخدام الترابط . (3) تعلم دقة الملاحظة , والآن سنتناول كل واحدة من هذه الطرق بالتفصيل :
1 . التركيز على الحدث
. فعندما تركز علة ما وقع فإنه يمكن لعقلك الواعي امتصاصه امتصاصاً أفضل , ويطبع هذا الحدث في الخلايا العصبية الموجودة في الجزء الذي يضم عقلك الباطن , وبالتالي يمكن استدعاؤها بسهولة , والقدرة على التركيز والإبقاء على عقلك الواعي بعيداً على المشتتات أمر مهم من أجل تحسين الذاكرة .
وفي كثير من الأحيان يكون الافتقار إلى
التركيز مجرد عادة سيئة تحملها معك منذ الشباب , فمثلاً إذا كنت في أثناء فترة دراستك تنغمس في أحلام اليقظة تاركاً عقلك يسرح أينما شاء في الوقت الذي ينبغي عليك الاستذكار فيه , فإن هذا يكون بداية لعادة سيئة . وفي هذه الحالة يستنتج عقلك الباطن أن المادة المقدمة له غير مهمة , لذا لا يبذل جهداً لتسجيل المعلومات التي يتلقاها . فهذا يترك أثراً ضعيفاً .
ولتصحيح تلك العادة السيئة عليك إجبار عقلك
الواعي على التركيز كلية في النقطة التي ترغب في تذكرها , ويبعد كل المعطيات المشتتة أو الزائدة .
2 . استخدام الترابط . دائماً ما تستخدم طرق الذاكرة فكرة
الترابط من أجل استرجاع أفضل للأحداث . يحاول البعض استخدام الكلمات الموزونة _ مثل حبهان , كهرمان , غصن البان _ لتذكر الأسماء . هذا حسن للغاية طالما أنك لا تنسى الأسماء .
أما أنا فأستخدم نظاماً مختلفاً تماماً . عندما أتعرف على شخص فإنني
دائماً ما أكرر اسمه بصوت مرتفع حتى يحفر في عقلك الباطن . وإذا كان مختلفاً تماماً أطلب إليه تهجي اسمه . ودائماًَ ما أسأل عن الاشتقاق العرقي للاسم , وهل هو فرنسي أو إيطالي أو بولدني أو مجري , ومع مرور الوقت يصبح الاسم مألوفاً ولا يحتمل أن أنساه . والناس لا يمانعون من الإجابة على سؤالي . وعلى أية حال فإن اسم الإنسان هو أهم ممتلكاته , وعندما أظهر اهتمامي باسمه فإنني أغذي غروره .
أما زوجتي فإنها
ليست جيدة في حفظ الأسماء , ولكنها تعرف لون شعر الشخص ولون عينيه . في تلاحظ هذين الأمرين وتتذكرهما جيداً وهي تعتبر أن عدم ملاحظتي لهما أمر غريب . ولكن الأمر لا يعدو التأكيد .أنا أركز على الأسماء وهير تركز على المظهر , وأعتقد أنه أمر نسائي بحت .
3 . تعلم دقة الملاحظة . إن أحد أفضل الطرق لتنمي قوة الملاحظة , أن تتجنب
المشتتات , ومن الحكمة أيضاً أن تتبع أسلوب : من , ماذا , متى , أين , لماذا , كيف . ورجال الشرطة مدربون على ملاحظة المظهر الخارجي للناس أي نوع الملابس التي يرتدونها وما شابه .
وأفضل طريقة للقيام بهذا الإجراء هو أن تنظر إلى الشخص لمدة
عشر ثوان من قمة الرأس وحتى أخمص قدميه , وتلاحظ كل شيء يمكنك رؤيته مثل لون الشعر والعينين , البشرة , ووجود ندبات , أو نمش في الوجه ونوع الملابس وألوان وموديب المعطف والخواتم والساعات والسراويل والتنورات ولون ونوع الحذاء والطول والوزن التقريبي , ثم أبعد بصرك وحاول أن ترى إلى أي مدى يمكنك تذكر تلك التفاصيل . وخلال أسبوع واحد من تدربك على هذه الطريقة ستجد أن قوة ملاحظتك قد زادت زيادة هائلة , ومن ثم ثدرتك على التذكر .

كيف تساعدك ذاكرتك
القوية ؟
لا تقف أهمية الذاكرة القوية
عند المساعدة في الاستذكار والمدرسة فحسب , بل إنها تساعدك في عملك وحياتك اليومية , وفي بعض المهن مثل التمثيل أو الغناء لابد أن يتمتع الشخص بالقدرة على التذكر بسهولة .
فأبناؤنا الثلاثة موسيقيون محترفون , كما أنهم يغنون أيضاً لذا فهم
يحفظون المئات من الأغاني عن ظهر قلب . وهم يكونون فريقاً عائلياً معروفاً باسم شجرة العائلة . ولاري يعزف الجيتار أما بوب فهو يعزف الباص , لذا فهما يحفظان كلمات الأغاني وكذلك النوتة الموسيقية ليتمكنا من عزف الموسيقى .
لذا توجد طريقة واحدة
لتجبر نفسك على تحقيق المزيد من التركيز وملاحظة الموضوع الذي تدرسه ألا وهي نصيحة المليونير إي . حوزيف كوزمان الذي يمتلك شركة لبيع المنتجات عبر البريد حيث قال : "انظر في كل رسالة وفكر فيها ثم اتخذ قرارك واعمل عليها . قدمها إذا كانت ضرورية , أو تخلص منها , ولكن إياك أن تتعامل مع نفس الرسالة مرتين . والتزامك بهذه النصيحة سيخفف عنك أعباء العمل" .
هذا الأمر لن يساعدك في تخفيف أعباء عملك فحسب بل
سيدفعك إلى تحسين ذاكرتك . وإذا أجبرت نفسك على عدم مطالعة نفس الورقة مرتين فلن يكون أمامك أي خيار سوى التركيز في الموضوع الذي بين يديك .

كيف تبرمج عقلك الباطن باستخدام الأفكار
الجيدة ؟
لا يمكنك برمجة عقلك الباطن
تجاه الناس بأفكار مثل الغضب والكراهية والاستياء وتتوقع منهم أن يحبوك أو يحترموك . لأن غضبك وكراهيتك واستياءك الدفين سينعكس بوضوح على علاقتك بالناس , فإذا كنت وقحاً مع الناس فإنهم سيتعاملون معك بنفس الوقاحة , وإذا كنت عدوانياً معهم سيتعاملون معك بنفس العدوانية .
فإذا كان هذا هو رد الفعل الذي تتلقاه من الناس
فأنت إذن في حاجة إلى تغيير موقفك تجاههم وتبرمج عقلك الباطن بأفكار عن الرقة والطيبة والحب والاحترام لأنك تكون ما تعتقده في نفسك .
وستجد أنه كما غيرت
أفكارك وتوجهاتك تجاه الآخرين , فإنهم سيغيرون أفكارهم وتوجهاتهم نجوك . وهو أمر من السهل إثباته لأن . . .
* إذا كنت طيباً مع الآخرين فسيكونون كذلك معك
.
* إذا كنت تعامل الآخرين باحترام فسيبادلونك نفس الاحترام
.
* إذا كنت ودوداً مع
الآخرين فسيردون عليك بنفس المودة .
لذا عند تعاملك مع الناس فسترى توجهاتك
نحوهم تنعكس في سلوكهم معك , وكأنك تنظر في المرآة . وربما لا تحتاج إلى التفوه بأي كلمة ولكن تكفي ابتسامة ودودة . فقط جربها وستعجبك النتائج فهذه الابتسامة تقتلع الغضب والاستياء والكراهية من جذورها ولكن ليس ذلك فحسب , بل ستلاحظ انعكاس ذلك على صحتك أيضاً .

كيف تبرمج عقلك الباطن لتطوير نفسك
؟
أقدم لك في هذه النقطة طريقة ممتازة
تثبت لنفسك من خلالها أن نتائج العقل الباطن تعادل معطياته . وأود أن أطلب منك أن تكتب على بطاقة ما الشيء الذي تتوق لتحقيقه أكثر من أي شيء آخر في الحياة . وربما يكون المال , فقد ترغب في زيادة دخلك لتجمع مبلغاً معيناً من المال . وربما ترغب في شراء منزل جديد , أو ربما ترغب في الحصول على منصب بعينه في مجال عملك , أو ربما ترغب في حياة أسرية أسعد أو تحسين علاقتك بزوجتك وأولادك .
مهما كان ما كتبته في
البطاقة فتأكد أنه شيء ملموس وهدف محدد بوضوح .
واحرص على ألا يطلع أي شخص على
البطاقة أو أن تخبر أنت أي شخص بما فيها .
انظر إلى ما كتبته في البطاقة ثلاث
مرات يومياً على الأقل , صباحاً وظهراً ومساءً . وفكر فيما ترغب في تحقيقه طوال يومك بسعادة واسترخاء . تجنب الشعور بالقلق أو الخوف بشأن الوصول إلى هدفك الذي حددته .
وبينما تنظر إلى البطاقة أو تفكر في المكتوب بها تذكر أنك ستكون ما تفكر
به وطالما انك تفكر فيما ترغب فيه فإنك تعلم أنك ستحصل على ما تريد قريباً , انظر إلى العالم الفسيح المحيط بك لتعرف أنك تستحق الحصول على أفضل ما في الحياة كأي شخص آخر , فأنت تملك ما تريد بمجرد التفكير فيه .
والآن هناك نقطة مهمة لابد أن
تتذكرها , ألا وهي , أن الخوف هو وجه العملة الآخر للرغبة . بمعنى أن الناس قد يرغبون في تحقيق مكسب ما ولكنهم يخشون دائماً من الإخفاق في تحقيقه . ولكن لسوء الحظ يركز العديد من الناس على الخوف من عدم الحصول على ما يرغبون بدلاً من التركيز على ما يرغبون في تحقيقه . وحتى تتجنب حدوث هذا فإنني أود أن أطلب منك التوقف عن التفكير في الخوف من أي شيء , وركز على ما تريد تحقيقه .
جرب هذا الاختبار لمدة
ثلاثين يوماً . وتحكم في أفكارك كما لم تفعل من قبل . فإذا فكرت ولو للحظة واحدة في الخوف من الإخفاق في تحقيق الهدف الذي كتبته في البطاقة فأبعده عن تفكيرك وركز على الهدف فقط , وهناك طرية أخرى للتعبير عن هذا : ركز على الحل وليس المشكلة . فإذا ركزت على هدفك وأبعدت الخوف من الإخفاق عن تفكيرك , فإن عقلك الباطن سيعتني بالبقية . وستمدك قوه بالإجابات التي تحتاجها لتحقيق هدفك .
وهناك نقطة أخيرة عن هدفك
, حيث لابد أن يكون الهدف واقعياً , وبالتالي لن تشعر بالخزي عندما لا يتحقق . فلا تتوقع أن تصبح مليونيراً في ثلاثين يوماً إذ لابد أن يكون هدفك معقولاً .
فإذا
كان المال هدفك شأن أغلبنا , يمكنني أن أقول لك إن نجاحك سيقاس دائماً بالخدمات التي تقدمها للناس . وكما قال أندريه كارنيجي : "لايمكن لرجل أن يصبح غنياً ما لم يغن الآخرين" .
ولا يوجد استثناء من هذا القانون , وإذا رغبت في كسب المزيد من
الأموال فلابد أن تقدم المزيد من الخدمات لعملائك , وهذا هو الثمن الذي ينبغي عليك دفعه لتحصل على ما تريد .
وإذا لم تحقق هدفك خلال الفترة الزمنية التي حددتها
لنفسك ربما تكون قد منحت نفسك مهلة غير واقعية . ولكني أعلم انك قد حققت تقدماً لذا عليك ببساطة تكرار الاختبار أكثر من مرة كلما كان ضرورياً . وسيصبح الأمر جزءاً من عاداتك اليومية حتى إنك ستتساءل كيف عشت الفترة السابقة من حياتك بطريقتك القديمة .
استخدم طريقة الحياة الجديدة وجرب هذا النظام الجديد بوضع أهداف لحياتك
لتحققها , ومن المؤكد أن أبواب الحياة ستفتح لك على مصراعيها وتنهل من خيراتها أكثر مما دار بخلدك , هل تفكر في المال ؟ نعم الكثير منه , ولكنك لن تحصل على هذا فحسب بل ستستمتع بالهدوء والسعادة والنجاح والحياة السعيدة التي لم تحلم بها .

برنامج مكون من ست خطوات لمساعدتك على النجاح

والآن سألخص لك في ست خطوات بسيطة كيف
تبرمج عقلك الباطن بنجاح لتطور نفسك , وسيوضح لك هذا البرنامج في ست خطوات كيف تبرمج عقلك الباطن بالمعطيات الصحيحة لتحصل على النتائج المناسبة .
1 . حدد لنفسك هدافاً
.حدد ما الذي ترغب في تحقيقه . وكرس نفسك لتحقيق هذا الهدف ولا تحيد عنه , ولا تسمح لأي شيء بالتدخل لمنعك .
2 . ضع خطة
لتحقيق هدفك وامنح نفسك مهلة معقولة لتحقيقه .ضع خطة يومية وشهرية وسنوية لتقدمك , وسيساهم حماسك وتحفظك في الوصول إلى الهدف .
3 . الإيمان والرغبة العميقة في تحقيق
ما تريد .وتذكر أن الرغبة هي القانون الأول للمكسب . وهي الدافع الأعظم للعمل . فالرغبة في النجاح الموجودة في عقلك الباطن هي التي تزرع النجاح الواعي في عقلك الباطن والذي ينمي لديك عادة النجاح .
4 . لا تدع الخوف من الإخفاق يتسرب إلى عقلك
.فإذا فكرت ولو للحظة واحدة في أنك ستفشل , فسوف تفشل بكل تأكيد . ولكن إذا فكرت في النجاح فستنجح بكل تأكيد , لأنك برمجت عقلك الباطن بالأفكار المناسبة . كل ما عليك هو التفكير فيما تخاف منه وستكسب القوة التي تعينك على تحقيق هدفك .
5 . ثق في نفسك وقدراتك ثقة
عمياء وركز على مواطن قوتك وليس ضعفك .ويمكنك تغيير صورتك بكتابة وصف الإنسان الذي تريد أن تكون عليه . ومن ثم يمكنك أن تكون ذلك الشخص الذي فكرت فيه , فقط عليك الإيمان بذلك وسيتحقق لك ما تريد , لأن عقلك الباطن سيجعله حقيقة .
6 . كن
مثابراً وتابع ما تقوم به .تمتع بالعزيمة الصادقة في المضي قدماً في تنفيذ خطتك بغض النظر عن العقبات التي تواجهك , وهي النقطة التي يستسلم عندها الفاشلون أما الناجحون فإنهم يتابعون مسيرتهم , وإذا كنت ناجحاً فلا تستسلم أبداً .
والآن سننتقل إلى الفصل الأكثر تشويقاً . "كيف تكبح
وتوقف توجهات الفشل وتتقدم إلى الأمام ؟" .
انتظروا الفصل الخامس الاسبوع القادم باذن الله


 


رد مع اقتباس
قديم 12-18-2010, 04:16 AM   #16
ابووومنس
| عضو متألق |


الصورة الرمزية ابووومنس
ابووومنس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 585
 تاريخ التسجيل :  Apr 2010
 أخر زيارة : 12-27-2011 (09:33 PM)
 المشاركات : 2,227 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
Q49



في الحقيقة كتاب جدير بالقراءة والإطلاع .
أشكر لك هذا الجهد الكبير الذي تبذلينه في تقديم المعلومة القيمة .
لك مني أجمل تحية


 


رد مع اقتباس
قديم 12-18-2010, 09:58 PM   #17
وجودي له مكانه
.


الصورة الرمزية وجودي له مكانه
وجودي له مكانه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 364
 تاريخ التسجيل :  Dec 2009
 أخر زيارة : 04-16-2019 (10:00 PM)
 المشاركات : 2,584 [ + ]
 التقييم :  25
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



رروعه هدوء ..

جد طرح مميـز تسلم يمينك على النقل الرائع

بحفظه بالمفضله وأقراءه على روقااان

جزاك الله خيــر ..

الله يعطيك العافيـه ..


 


رد مع اقتباس
قديم 12-19-2010, 07:40 PM   #18
هدوء الليل
| عضو متألق |


الصورة الرمزية هدوء الليل
هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 261
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 أخر زيارة : 08-02-2012 (06:15 AM)
 المشاركات : 2,221 [ + ]
 التقييم :  40
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
افتراضي



اخجلتم تواضعي بكلامكم الجميل

شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لكم


 


رد مع اقتباس
قديم 12-23-2010, 07:03 PM   #19
هدوء الليل
| عضو متألق |


الصورة الرمزية هدوء الليل
هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 261
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 أخر زيارة : 08-02-2012 (06:15 AM)
 المشاركات : 2,221 [ + ]
 التقييم :  40
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
الفصل الخامس



كيف تكبح وتوقف توجهات الفشل وتتقدم إلى الأمام ؟
الفصل الخامس

قد يبدو غريباً بالنسبة لك إذا عرفت أن 95 من كل 100 شخص أخفقوا في تحقيق الأهداف المهمة في حياتهم , لأنهم ببساطة استمرأوا الفشل , أو لأنهم فضلوا عدم استغلال إمكاناتهم .
وقبل أن نمضي قدماً في هذا الفصل أعتقد أنه يتعين على
تعريف النجاح والفشل من وجهة نظري . وإن كنت أعتقد أن تعريفي لهذين الكلمتين مختلف عن تعريفكم لهما .
فبالنسبة لي فإن النجاح هو التحقيق المستمر للأهداف المنشودة
, فإذا كان الشخص يسير في اتجاه تحقيق هدف محدد ذي قيمة اختاره لنفسه فهو بذلك شخص ناجح . فالنجاح هو أن يعمل الشخص في المجال أو في المهنة التي اختارها لنفسه مثل السباك أو الميكانيكي أو الموسيقى أو البائع . والنجاح أيضاً ينطبق على ربة البيت والأم التي أرادت أن تصبح ربة بيت وأماً , وهي بذلك تؤدي عملاً متميزاً في مجالها . وبعبارة أخرى النجاح هو قيام الشخص بعمل ما يريده هو بالفعل , وليس ما يريده شخص آخر مثل الأب والأم على سبيل المثال .
أما الشخص الفاشل فهو من يمتلك الموهبة
والقدرة على تحقيق أكثر مما يمتلك بالفعل , والشخص الفاشل هو من لا يمتلك هدفاً محدداً مسبقاً أو من لا يحاول استغلال كل إمكاناته , بغض النظر عن المركز الذي يشغله أو مقدار دخله .
إذن النجاح يتطلب بذل جهد بدني وعقلي , ولكن الحقيقة
الثابتة أن الناس كسالى إلى أقصى حد ممكن . وعلى سبيل المثال فإن الشخص الفاشل لا يعنيه العمل بجد بل إنه يتجنب الكفاح ويتفادى ألم الجهد البدني والعقلي ويأخذ الأمور ببساطة .
ومع ذلك إذا لم تكن مستعداً لتقع فريسة لأعراض الفشل وترغب في
التغيير للأحسن , فإن هذا الفصل سيساعدك أيما مساعدة عندما تستخدم الأساليب التي سيرد ذكرها هنا لاحقاً .
ستحقق الفوائد الرائعة
1 . عندما تكبح وتوقف توجهات الفشل وأفكاره فإنك ستكون قادراً على توجيه طاقاتك وجهودك في اتجاهها الصحيح , وبالتالي تحقق النجاح في كل ما تفعل .
2 . ستتعلم كيف تركز على الأهداف المهمة بدلاً من إهدار وقتك في تحقيق
أهداف ثانوية أو أهداف صغيرة .
3 . سيزيد تقييمك الذاتي وثقتك في نفسك كلما
اكتشفت أنك ناجح في كل مهمة توكل إليك .
4 . ستصبح شخصيتك قوية , وتحصل على
المركز الاجتماعي واحترام الآخرين وتقديرهم , بالإضافة إلى الجوائز المادية عندما تخلص نفسك من توجهات الفشل وأفكاره واستبدالها بأفكار إيجابية عن النجاح .

الأساليب التي يمكنك استخدامها لتحقق تلك الفوائد الرائعة

كيف تمحو توجهات الفشل وأفكاره ؟

كما أخبرتك آنفاً , فإن عقلك الباطن لن ينسى أي شيء
برمجته به , سيحتفظ به حتى يستدعيه عقلك الواعي عندما يحتاجه . وهذا يعني أنك ( أو أي شخص آخر ) لو غذيت عقلك الباطن بأفكار عن الفشل فسيكون المردود أفكاراً سلبية مثل الخوف والفشل لأن النتائج تعادل المعطيات دائماً . أو إذا استمرأت الارتكان ولم تكن على استعداد لبذل المزيد من الجهد المطلوب لتحقيق النجاح , فإن عقلك الباطن بدوره سيركن إلى الراحة , وكما أخبرتك آنفاً لابد أن تحقق نسبة 95% من الجهد والعرق لتحقق النجاح .
ومع ذلك يمكنك التخلص من تلك المفاهيم السلبية التي خزنتها في
عقلك الباطن إذا بدأت برمجته بأفكار عن النجاح بدلا من أفكار الفشل . وعندما تفعل هذا سيقرر عقلك الباطن أن عقلك الواعي تخلى عن الفشل , وبالتالي يقوم بدفن أفكار الفشل في أعمق أعماق بنك الذاكرة . وعلى الرغم من ذلك ستظل تلك الذكريات مختزنة في بنك الذاكرة , ولن تطفو على السطح أبداً وتعود إلى عقلك الواعي ما لم تسمح أنت لها بالظهور .
إذن كيف يمكنك تحقيق هذا التغير المهم ؟ بإتباع قاعدة بسيطة وهي بحق
المفتاح الذهبي لكل الإنجازات الناجحة , وهذه القاعدة ببساطة هي :
تصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل
هذه العبارة البسيطة الصغيرة هي الصيغة التي ستسمح لك بالتحول من شخص فاشل إلى شخص يحقق نجاحاً باهراً , وهذا لا يعني أنك لن تواجه في طريقك بعض الهزائم المؤقته , ولكن هذا لا يعني أنك قد خسرت الحرب بل خسرت معركة واحدة صغيرة . وفي كل مرة تحاول تنفيذ طريقة ولا تنجح معك ستعرف أن عليك إبعادها من قائمتك والمحاولة من جديد . والآن سأقص لك قصة رجل تعامل مع أسلوب عدم الاعتراف بالفشل وأصبح الآن فوق قمة جبل النجاح على الرغم من الهزائم العديدة المؤقتة .
كان جوزيف بي رئيساً لأحدى شركات التجميل العالمية , والتي
تصل أرباحها السنوية إلى عدة ملايين من الدولارات . غير أن الأمور لم تكن تسير على نفس الوتيرة دائماً . فمنذ 25 عاماً مضت كان جوزيف متخرجاً حديثاً في الجامعة ويريد أن يثبت أنه حاصل على درجة علمية في الكيمياء .
كان شعلة حماس متأججة , وكان
جوزيف يحاول التوصل إلى مادة تحافظ على مواد التجميل من الفساد والعطب . ولم يكن لديه أي فكرة عن المشاكل غير المتوقعة التي تواجه هذا المشروع . حتى عندما حذرته شركات التوريد التي تورد الأدوية ومستحضرات بالجملة أنه يدخل مجالاً لم يطأه رجل بقدمه إلا وفشل , ولكنه أصر على القيام بهذا العمل ورفض ببساطة أن يتقبل الفشل .
وقال جوزيف : "أنفقت كل ما تمكن من ادخاره من عملي ككيميائي ثالث بشركة لتقنية
البترول في تجهيز معمل بالمواد الكيميائية والكمونات اللازمة لتجاربي على مستحضرات التجميل . وكنت أحضر مزيجاً من الصبغة وأضع جزءاً منها في الثلاجة والجزء الآخر أضعه في نافذة المطبخ في الشمس المباشرة , كنت أريد الحصول على تركيبة يمكنها تحمل كل ظروف التخزين المنزلي من حيث درجة الحرارة أو أي معالجة أخرى .
حسناً , لقد
أمضيت عامين من العمل الشاق , وفي صباح أحد الأيام وكان الثالث والعشرين من الشهر أجريت تجربتي رقم 179 وكالعادة وضعت جزءأ في الثلاجة وجزءاً على نافذة المطبخ , وبعد أن انتهيت جاءتني فكرة من مكان ما بداخلي , منع تعفن مواد التجميل وتدهور خواصها لا يأتي من مادة من الخارج بل من داخل التركيبة . منع التعفن يأتي من العفن نفسه من داخل مكونات مستحضرات التجميل .
ومن هذا المنطلق لم أدرك عدد التجارب
التي أجريتها , وكنت أعرف أنني سأحصل على إجابة , ومنذ لحظة الاكتشاف كان الأمر يسيراً مثل إعادة تكوين صورة البازل التي وقعت على الأرض" .
لقد جعل جوزيف بي
الأمر سهلاً كما يقصه علينا اليوم . ولكنه نجح حيث استسلم الآخرون للفشل ورفض قبول الهزائم المؤقتة باعتبارها فشلاً دائماً , وثابع برمجة عقله الباطن بفكرة أنه من المستحيل أن يفشل , لذا نجح .
وأنت أيضاً يمكنك برمجة عقلك الباطن بفكرة استحالة
الفشل فهذه العبارة البسيطة هي المفتاح الذهبي الذي يمكنك استخدامه لأغلاق باب الفشل وفتح باب النجاح .
وأود أن أشير هنا إلى الأهمية القصوى لاستخدام الكلمات
الملائمة لبرمجة عقلك الباطن بالنجاح بدلاً من الفشل . فعلى سبيل المثال لا ينبغي أن تقول : "أنت لست فاشلاً" , لأن هذه ليست الطريقة الصحيحة لبرمجة عقلك الباطن لتحقيق النجاح . لأن صورة الفشل هي الصورة الوحيدة التي سترتسم داخل عقلك الباطن عندما تستخدم كلمات مثلا لا , أبداً , الفشل .
فالكلمات السلبية لن تبرمج عقلك
الباطن حتى لو حاولت قولها بطريقة إيجابية . إذن عليك استخدام الكلمات الإيجابية لبرمجة عقلك الباطن , فبدلاً من أن تقول : "أنا لست فاشلاً" قل "أنا ناجح" .

لا تدع الآخرين يبرمجون عقلك الباطن بأفكار سلبية
والآن سنناقش موضوعاً مهماً ينبغي
عليك فهمه , وقد قسمته إلى أربعة عناوين فرعية : (1) كيف يمكن للآخرين برمجة عقلك الباطن ؟ (2) كيف يمكن برمجة الأطفال بطريقة ملائمة ؟ (3) كيف يبرمجون العاملون في مجال الإعلان عقلك الباطن ؟ (4) لا تقبل نصيحة سلبية من الآخرين .
1 . كيف يمكن للآخرين برمجة عقلك الباطن ؟
هناك نقطة مهمة ينبغي عليك تذكرها
, وهي أن عقلك الباطن لا يتقبل المقترحات من عقلك الواعي فحسب بل يتقبل المقترحات الواردة إليه من مصادر خارجية عندما يتم تجاهل عقلك الواعي في حال إذا سمحت لها بالحدوث , والآن سأقدم لم مثلاً بسيطاً لكيفية حدوث هذا .
لنفترض أنك تمضي رحلة
بحرية فاخرة في الكاريبي , واقتربت من مسافر يبدو مرتعباً وقلت له : "تبدو مريضاً للغاية ووجهك شديد الشحوب , لابد أنك قد أصبت بدوار البحر سأساعدك في الوصول إلى الكابينة" .
فأصيب ذلك الشخص بدوار البحر الذي كان يخشاه طوال الوقت نتيجو
للمقترح السلبي الذي زرعته في عقله الباطن .
ولكن إذا قلت نفس المقترح إلى بحار
متمرس أو شخص معتاد على السفر بالبحر فمن المتحمل أن يضحك . لأنه بعد قيامه بالعديد من الرحلات يعلم جيداً أن أياً من هذا لن يحدث له , لذا فإن عقله الواعي يرفض مقترحك السلبي ولا يسمح له بالمرور إلى عقله الباطن .
سأضرب لك الآن مثلاً
كلاسيكياً لشخص يعرف كيف يتلاعب بمخاوف الناس ويبرمج عقولهم الباطنية لتحقيق ما يريد بنجاح .
كان جون ويلسي صاحب مذهب المنهجية قد حقق نجاحاً باهراً كواعظ
إنجليزي , وقد كان على دراية واسعة للكيفية التي يعمل بها العقل الواعي والعقل الباطن .
وكان يفتتح خطبته بالإسهاب في الأوصاف الحية للمعاناة البدنية والعقلية
والتعذيب الذي قد يتعرض له مستمعوه مدى الحياة ما لم يؤمنوا بما يدعو إليه .
وباستخدام ويسلي هذا الأسلوب , أسلوب "الترهيب" في مواعظه تحول المئات والآلاف
من الناس لأن الشعور المكثف بالخوف لفترات طويلة أرهق أجهزتهم العصبية ونتجت عنه حالة من تقبل المقترحات , وقد تقبل الناس وهم في تلك الحالة السيئة تلك الرسالة الدينية دونما مناقشة , وقد خرجوا من هذه المناقشة الدينية بنماذج سلوكية ثابتة في عقولهم الباطنية .
وفي حالات نادرة يمكنك السماح للآخرين ببرمجة عقلك الباطن
عندما يعود عليك الأمر بالنفع , وفيما يلي سأقدم لك مثالاً لذلك :
كان ستانلي
زوج ثيلما مدخناً شرهاً يدخن حوالي أربع علب يومياً , وكانت ثيلما تشعر بالقلق على صحته . لذا كل ليلة بينما يجلس عىل مقعده المريح أمام التلفاز في حالة بين النوم واليقظة , وعندما يتوجه إلى الفراش كانت تهمس في أذنه عدة مرات قائلة : "أقلع عن التدخين لأنه يسبب سرطان الرئة" .
وبعد مرور عدة أشهر كانت ثيلما على وشك
الاستسلام والتوقف عن القيام بهذا الإجراء عندما فاجأها ستانلي في أحد الأيام قائلاً : "لقد قررت الإقلاع عن التدخين" وعندما سألته عن السبب أجابها قائلاً : "في الواقع أنا لا أعرف السبب الحقيقي , فهناك شيء ما بداخلي يطلب مني الإقلاع عن التدخين وها أنا سأقلع عنه" . حدث هذا منذ أكثر من سبعة أعوام ولم يدخن ستانلي من وقتها .
2 . كيف يمكن برمجة الأطفال بطريقة ملائمة؟
الأطفال على وجه الخصوص يسهل على
الكبار برمجة عقولهم الباطنية , وتقع على عاتق الآباء والمعلمين مسئولية القيام بهذا العمل نتيجة لعلاقاتهم بالأطفال .
وإذا كنت أباً أو أماً فإياك أن تقول
لطفلك أنه غبي أو جاهل أو أخرق أو أنه لن ينجح في تحقيق أي شيء . ولدي صديق يكره الرياضيات حتى اليوم , وتحت تأثير التنويم المغناطيسي تمكنا من تتبع سبب تلك الكراهية وعرفنا أن سببها يرجع إلى المعلم الذي كان يقول له عندما يصحح له خطأ : "لن تجيد علم الحساب أبداً" .
وابن اختي الذي ناهز منتصف العشرينات يعجز حتى
الآن عن جمع مجموعة بسيطة من الأرقام أو يحسب دفتر الشيكات دون استخدام الآلة الحاسبة , لأن والده كان يعاقبه عندما كان يخفق في حل مسألة حسابية , فكان يأمره بخلع سرواله ويضربه على مؤخرته برأس الحزام . ونتيجة لذلك أصبح ابن أختي يكره أياً من فروع علم الحساب ويرفض عقله الباطن التعامل مع الأرقام نهائياً .
وإذا كان
أحد أبنائك يحصل على درجات سيئة في المدرسة فتذكر أن نقدك قد يتسبب في المزيد من الضرر بدلاً من جلب منفعة , فقد تبرمج عقله الباطن بعقدة الدونية , فإخفاق ابنك في اختبار الرياضيات لا يعني أنه فاشل فيها كلية , أو إذا أخفقت ابنتك في الإملاء فإن هذا لا يعني أنها جاهلة أو فاشلة في المدرسة , كل ما في الأمر أنهما أخفقا في اختبار واحد لا أكثر .
وعلى مر السنين تعلمت أن الثناء هو أفضل طريقة لبرمجة
عقول الآخرين الباطنية , ولقد دأبت أنا وزوجتي على الثناء على كل ما يفعله أبناؤنا ومازال ذلك دأبنا حتى اليوم .
وعلى سبيل المثال قالت زوجتي في عيد الميلاد
الماضي : "أتعرف ؟ لقد حصل أحفادنا على الكثير من جوائز دوري البيسبول المصغر , كما حصل والدهم على عدد من الجوائز في منافسات الجولف , أما تريزا فلم تحصل على أي شيء , لنمنحها جائزة في عيد الميلاد , لنقدم لها هذا الوصف : "أفضل مغنية في العالم" .
وإذا أرادت أن تسألك عن هذا الوصف , فأعتقد أنني أخبرتك آنفاً بأن تقول لها إن
أبنائنا الثلاثة مغنون محترفون يكونون فرقة عائلية "شجرة العائلة " وأنها أي تريزا هي مغنية الفرقة .
3 . كيف يبرمج العاملون في مجال الإعلان عقلك ؟
يزيد الإرهاق من سرعة
تأثر عقلك الباطن بالمقترحات أو الأوامر التي يتلقاها من مصدر خارجي غير عقلك الواعي .
ومن الطبيعي أن يعمل عقلك الواعي كحارس البوابة , فهو يرشح كل
المعلومات السلبية غير المرغوبة ويمنعها من الدخول إلى مخزن الذاكرة الموجود في العقل الباطن .
ولكن عندما يرهق عقلك الواعي فإنه يصبح غير قادر على القيام
بالحراسة , ويخفق في أداء مهمته في حماية عقلك الباطن من المقترحات والمؤثرات الخارجية .
ويعرف رعاة الإعلانات التلفزيونية هذا الأمر تمام المعرفة . ولهذا
السبب يفضلون الإعلان عن منتجاتهم بكثافة في فترات المساء . وإذا سألتهم عن السبب فسيقولون إن السبب يرجع إلى زيادة عدد المشاهدين في فترات المساء .
وعلى الرغم
من صحة تلك المعلومة إلا أنها ليست السبب الرئيسي لتفضيلهم ساعات المساء . فهم يعلمون أن المشاهدين يكونوا مرهقين , أثناء فترة المساء لذا يسهل التأثير على مقترحاتهم من مصادر خارجية .
كما أنهم يعلمون أيضاً أن الخمول الجسدي يعزز
الاسترخاء الذهني والسلبية مما يجعل العقل الباطن يستقبل المقترحات الخارجية بقابلية أكبر . وبما أن الكثيرين منا يقضون ساعات المساء في الاسترخاء على مقعد وثير أمام التلفاز , لذا يكونون هدفاً متميزاً للمعلنين المهرة .
وكما فال أحد
المسئولين في مجال الإعلانات : "في أثناء فترات النهار تقاوم إرادة الإنسان القوية بكل ما أوتيت من قوة أي محاولة خارجية للتأثير عليها , أما في المساء فيكون الإنسان مرهقاً ويستجيب بسهولة لتأثير المصادر الخارجية , ولهذا السبب يكون رعاة الإعلانات على استعداد لدفع أعلى سعر مقابل الإعلان عن منتجاتهم في فترات المساء" .
ومما
ذكر يمكنك أن تعرف أنه لا ينبغي عليك إنفاق الكثير من المال في شراء شيء مثل سيارة بينما أنت مرهق , ولكن التقي مندوب البيع في الصباح بينما عقلك يكون يقظاً وواعياً وقادراً على خوض المعركة معه .
أما التجار الماهرون فيستخدمون أكثر من مجرد
حاستي النظر والسمع لبيع منتجاتهم بل يستخدمون حاسة الشم بنجاح . فقد تمكن متجر لبيع الأدوات الرياضية من زيادة مبيعات صنارة صيد السمك ومعدات المعسكرات بمقدار 20% لأنهم وضعوا عطر شجرة الصنوبر في مكيف الهواء .
وفي نيوجيرسي كان هناك متجر
يبيع الكعك المحلى , وكانت هناك مروحة الطرد تطلق رائحة حبوب البن وهي تحمص وكذا رائحة خبز الكعك على المارة الذين يسيرون بجوار المتجر , وبالطبع يمكنك تصور ما الذي يحل بهم عندما يكونون جائعين ويشعرون بالبرد خاصة في أيام الشتاء القارسة من شهري يناير أو فبراير . وقد قام أصحاب المتجر بتوسعة ثلاث مرات , ولكن زبائنه مازالوا يقفون بالداخل .
ويقول أحد أصحاب متاجر ملابس السيدات في كاليفورنيا
: "إذا تم عرض معطفين من فراء المنك لأحد الزبائن من الرجال وكانت إحدى العارضات تضع عطراً فواحاً مثيراً بينما لا تضع العارضة الأخرى أي عطر , فمن الطبيعي أن يختار الرجل الفراء الذي ترتديه الفتاة التي تضع العطر وبالطبع يكون هذا المعطف أعلى سعراً من الآخر" .
وفي أيوا ارتفعت نسبة مبيعات ملابس المنزل الخاصة بالسيدات
إلى الزبائن من الرجال بمقدار 30% عندما تم تعطير مناضد البيع والعرض .
وإذا كان
هذا القسم قد ساعدك على معرفة الطريقة التي يبرمج بها مسئولو الإعلانات عقلك الباطن , وبالتالي تحتاط منهم وتحافظ على أموالك , فإن المال الذي دفعته ثمناً لهذا الكتاب قد وضع في محله .
4 . لا تقبل نصحية سلبية من الآخرين .
سيقدم لك الناس كل أنواع
النصائح السلبية , وستستمع في كل الأوقات إلى كلمات مثل : "هذا الأمر لن ينجح . . . لا يمكنك القيام بهذا . . . هذا ضرب من المستحيل . . . لا تضيع وقتك في المحاولة . ." . إياك ان تستمع إلى تلك الترهات ودعها تدخل من إحدى أذنيك وتخرج من الأخرى , والأفضل أن تصم أذنيك , وبالتالي لا تسمعها .
العالم مليء بالأناس المتشائمين
الذين يحبون تقديم نصائح سلبية دائماً وعلى سبيل المثال طالعت منذ فترة ليست بالطويلة كتاباً عمل على تأليفه أربعون من أبرز المؤلفين , وكان من المفترض أن يتضمن الكتاب نصائح عملية من تلك الكوكبة من المؤلفين . وكنت حينها لم أصبح كاتباً بعد , ومع ذلك فقد بدت لي معظم نصائحهم أنه علي اختيار مهنة أخرى غير الكتابة لأعمل بها .
وفي الواقع قرأت ثلث الكتاب ثم ألقيته بعيداً , لأنه بعد قراءة أربعة عشر
فصلاً قرأت الكلمات التالية : "فرص الكاتب الناشئ لنشر كتابه الأول ستكون 50000 إلى واحد" .
لهذا السبب ألقيت بالكتاب لأن قراءته تعد أمراً محبطاً للغاية حتى لكاتب
محترف تنشر أعماله , وكان علي أن أعلم أنه كان يفترض بي ألا أشتري هذا الكتاب لأنني قبلها بسنوات قليلة اشتريت كتاباً بعنوان : "مائة فرصة نجاح للكاتب ومائة فرصة فشل" وألقيت به أيضاً , فأنا لا أرى سبباً لقراءة كتاب يعلمك كيف تفشل . وهي طريقة فاشلة لبرمجة عقلك الباطن .
وفي هذا الصدد غالباً ما أتذكر مهندسي الطائرات الذين
يمكنهم أن يثبتوا لك مستخدمين ديناميكيات الطيران وقوانين الطبيعة أن النحلة الطنانة لا تستطيع الطيران , إذ يقولون إن حركة دوران أجنحتها ضئيلة للغاية بالنسبة لوزن جسمها الضخم , لذا من الناحية العلمية يستحيل أن ترتفع النحلة الطنانة عن الأرض وتطير في الهواء . ولكن تكمن المشكلة في أنهم نسوا أن يخبروا النحلة الطنانة بذلك , لذا فقد واصلت تركيزها فيما تفعل وأثبتت لتلك الموكبة من نوابغ العلماء عكس ما قالوا .
هذا المثال يعود بنا إلى المفتاح الذهبي لتحقيق النجاح الذي سبق
وذكرته , تصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل .

لا تضع لنفسك حدوداً اصطناعية
يمكنك أن تضع لنفسك حدوداً اصطناعية بطرق عديدة . إن إحدى أكثر الطرق
شيوعاً أن تضع لنفسك هدفاً يفوق حدود قدراتك أو أن تكون ممن يرضون بأقل القليل . دعني أوضح لك هذا بمثال .
هنري دالي مستشار في مجال إدارة الأعمال والمبيعات
, وقد حكى لي قصة من واقع تجربته الشخصية , وعلى الرغم من أن المنهج النقدي الذي ذكره هنري في قصته لم يعد مستخدماً الآن نتيجة للتضخم إلا أن المبدأ في حد ذاته صحيح إلى الآن .
فقد أخبرني هنري قائلاً : "طلبت مني إحدى الشركات أن أعمل لديها كمستشار
للمبيعات , وقد لفت مدير المبيعات انتباهي إلى أن أحد البائعين يحقق عشرة الآلاف سنوياً مهما كانت المنطقة التي يعمل بها أو العمولة التي تدفع له .
ونتيجة
لتحقيق هذا البائع نسبة مبيعات مرتفعة في منطقة صغيرة فقد أوكلت إليه منطقة أكبر وأفضل . غير أن عمولته في العام التالي كانت نفس العشرة الآلاف دولار التي حققها في المنطقة الصغرى العام الماضي .
وفي العام التالي رفعت الشركة العمولة التي
يتقاضاها جميع البائعين غير أن ذاك البائع بقيت عمولته عشرة الآلاف دولار , ثم أوكلت له واحدة من المناطق التي تعد الأقل من حيث المبيعات , فحقق العشرة الآلاف دولار المعتادة .
وعندما تحدثت إلى ذلك البائع وجدت أن المشكلة لا تكمن في
المنطقة التي يعمل بها ولكن في تقديره لنفسه . فقد حدد لنفسه مبلغ العشرة الآلاف دولار كربح سنوي , لذا ظل عقله الباطن متمسكاً بهذه الفكرة , وبالتالي لم تؤثر الظروف الخارجية فيه .
لذا عندما أوكلت له منطقة فقيرة عمل بجد وحقق العشرة
الآلاف دولار , وعندما أوكلت له منطقة جيدة وجد كل الأسباب مهيأة له ليبلغ هدفه وهو العشرة الآلاف دولار , وعندما حققها في فترة قصيرة سئم العمل في المنطقة وتركها بعد عام , وعلى الرغم من أن الأطباء أجمعوا على أنه لا يشكو من أي مرض عضوي , لكن المذهل أنه تعافى تماماً في أوائل العام التالي !" .
وكما يوضح لك هذا المثال
فقد وضع هذا البائع لنفسه حدوداً منخفضة للغاية أي أنه وضع لنفسه حدوداً اصطناعية عمل على أساسها , وبالتالي قلل كثيراً من قدراته وإمكانياته لتحقيق المكاسب .

لا تقارن نفسك بالآخرين
واحدة من أسرع الطرق لبرمجة عقلك الباطن بتوجهات وأفكار
فاشلة هي مقارنة نفسك بالآخرين , فعندما تفعل هذا فدائماً ما تلتقي شخصاً أفضل أو أذكى منك .
وعندما تقارن نفسك بالآخرين فإنك تبرمج عقلك الباطن بأفكار سلبية مثل
: "إنها أجمل مني . . . إنه أذكى مني . . . إنه يكسب مالاً أكثر مما أفعل ..." وبالتالي تقودك تلك الأفكار إلى المزيد من الأفكار السلبية مثل : "أنا قبيحة . . . أنا غبي . . . أنا فقير" .
ولكن كيف تمنع حدوث هذا ؟ ببساطة لا تقارن نفسك
بالآخرين , تنافس فقط مع نفسك , فعلى سبيل المثال إذا كنت بائعاً فلا تقلق من كونك تحقق أعلى مبيعات في الشركة , بل جاهد من أجل تحسين أدائك السابق بزيادة مبيعاتك , وإذا كنت من ضمن الفريق الذي يضم أسرع البائعين , فلا تقلق من ذلك واعمل على تحسين معدل الأسبوع الماضي , وقم بهذا وستصبح على قمة أفضل البائعين إن عاجلاً أو آجلاً .

لا شيء ينجح مثل النجاح
لا تعد عملية برمجة العقل الباطن لتحقيق النجاح مهمة لكبح
ووقف الأفكار الفاشلة فحسب , بل إنها هدف واقعي لتحقيق المطلوب , فالعمل ضروري لتحقيق الأهداف , لذا لا تكتفي بالتفكير فقط بل لابد أن تفعل شيئاً .
إنني أتذكر
ذلك اليوم جيداً على الرغم من مرور أكثر من أربعين عاماً عليه , عندما تلقيت تدريباً متقدماً على يد أحد ضباط المشاة في قاعدة فورت بيننج بولاية جورجيا . وفي أثناء التدريبات الفنية طلب منا اتخاذ قرارات سريعة وكان عنصر الوقت مهماً .
وكان المدربون يقولون لنا دائماً : "افعلوا أي شيء حتى ولو كان خطأ , ولا
تقفوا مكتوفي الأيدي , وتذكروا أن الخطة قد تنجح حتى لو كانت سيئة إذا نفذت بحماس وعزيمة , وأن أفضل خطة في العالم لن يكتب لها النجاح لو لم تنفذ . فإذا أردتم النجاح عليكم بالعمل أياً كان" .
لذا أرجو أن تتذكر أنك كلما أجلت العمل على حل
المشكلة التي تواجهك , أصبحت أكبر , وشعرت بالقلق من إمكانية عدم حلها . وتعلم أن تثق في الارشاد الداخلي الذي يزودك به عقلك الباطن , واتخذ القرار ونفذه فوراً لأنك إذا لم تفعل فستفشل فشلاً ذريعاً نتيجة لتقاعسك .
وسترى أن الخوف من القيام بأي
شيء خطأ هو الذي يصيب الإنسان بالشلل ويتسبب في نتائج خاطئة . لذا اتخذ قرارك واعمل على تنفيذه . وبالتالي ستتلاشى مشاكلك سواء ما فعلته كان صحيحاً أم خطأً .
وكل
العظماء هم أولئك الأشخاص الذين يتخذون قرارات سريعة نتيجة للخبرات والمعارف المتراكمة على مر السنين , فعليك التعلم منهم , وضع ثقتك في الإرشاد الذي يقدمه لك عقلك الباطن , وبالتالي تتخذ قراراتك وتتصرف بسرعة , وتصرف كما لو كان من المستحيل أن تفشل وأنك ستحقق النجاح دائماً وأنه لا شيء ينجح مثل النجاح .
والآن سنناقش
من خلال الفصل السادس كيف يمكنك استخدام قوى عقلك الباطن لتحقق الفوز في كل ما تفعل
انتظروا الفصل السادس الاسبوع القادم باذن الله =)


 


رد مع اقتباس
قديم 01-05-2011, 03:17 PM   #20
هدوء الليل
| عضو متألق |


الصورة الرمزية هدوء الليل
هدوء الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 261
 تاريخ التسجيل :  Sep 2009
 أخر زيارة : 08-02-2012 (06:15 AM)
 المشاركات : 2,221 [ + ]
 التقييم :  40
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
الفصل السادس



كيف تستخدم قوى عقلك الباطن لتحقق الفوز في كل ما تفعل ؟
الفصل السادس

إذا أردت أن تصبح ناجحاً وتحقق النجاح في كل شيء تفعله , فعليك برمجة عقلك الباطن بأفكار إيجابية على الفور , وعندما تفعل هذا فإن قواه الجبارة سو تعمل من أجل تحقيق الفوز .
وأود أن أشرح من خلال هذا الفصل الأساليب التي يمكنك
استخدامها لتبرمج عقلك الباطن وتغذيه بأفكار ومفاهيم عن الفوز , وبالتالي فإن نتائجه تعادل معطياته , ويمكنك أن تستخدم قوته لتصبح فائزاً في كل ما تفعله .
والآن سأوجه لك سؤالاً : ما الذي يمتلكه الناجحون ويجعلهم يحققون الفوز ؟
لماذا لا يخسرون أبداً ؟ ما الذي يبعدهم عن الفشل ؟ أولاً , إذا درست حياة الناجحين عن كثب ستجد أنهم يمتلكون صفات تميزهم وتضعهم ضمن صفوف القادة وتبعدهم عم الفاشلين , ثانياً , إنهم يأخذون النجاح كأمر مسلم به , وفي الواقع إنهم لا يسمحون لأنفسهم بمجرد التفكير في الخسارة , والفوز بالنسبة لهم مسلك من مسالك الحياة الطبيعية . وهم يؤمنون إيماناً عميقاً بالمبداً الفلسفي تفينس لومباردي وهو : "الفوز هو كل شيء والخسارة لا شيء" .
وعندما ينتهج الشخص الناجح هذا التوجه يكون النجاح حليفه في
كل عمل يقوم به وفي أي بيئة اجتماعية يتواجد بها , وبمجرد أن ينضم إلى مجموعة يصبح على الفور محور اهتمام الجميع , وذلك لأن سلوكه وتصرفاته تجذب الجميع إليه .
وعندما تتعلم التصرف كرابح وتتصرف مثله , فإنك
:
ستجني كل تلك الفوائد الرائعة
1 . لن تواجه سلطتك أو مركزك خطر التحدي عندما تنقل للآخرين إحساس الفوز . وسيحترمك الناس ويثقون فيك , وستكسب طاعتهم وتعاونهم المخلص ودعمهم الكامل .
2 . ستكتسب سمعة جيدة بأنك "ولدت لتكون قائداً" وسيلجأ إليك
الناس ليطلبوا منك حل مشاكلهم . وسيثقون بك ويطلبون منك النصح والمساعدة , وعندما تتصرف كناجح ستفوق سلطتك الجميع وسيعتبرك الناس قائدهم ويتبعونك دون تردد .
3 . ستحصد حظك من الشهرة , وعندما تتصرف كرابح ربما لا تصبح رئيساً ولكنك قد تصبح
مشهوراً ومعروفاً في محيط مجتمعك أو مدينتك أو ولايتك . وتحديد مدى اتساع شهرتك أمر متروك لك . فأنت الذي تضع حدود نجاحك .
4 . عندما تتعلم كيف تتصرف كشخص ناجح
فستتحول إلى شخصية قوية وجذابة وستتمتع بمظهر جديد هام وشخصية قوية مسيطرة وسحر جديد , ووضع جديد في الحياة .
هل تبدو كل تلك الفوائد الرائعة معجزة بالنسبة لك
؟ أنا واثق من أنها ستكون كذلك , ولكنها ستصبح حقيقة عندما تعرف كيف تبرمج عقلك الباطن بمفاهيم وتوجهات إيجابية تدفعك لتصبح رابحاً لا خاسراً , هذه نصيحتي لكل الرابحين : الفوز كل شيء والخسارة لا شيء .

الأساليب التي يمكنك استخدامها لتجني كل تلك الفوائد الرائعة
إن أحدى أكثر الصفات الملحوظة في الشخص
الناجح هي سحر شخصيته , والتي غالباً ما تعرف بالحضور , والناجح ينشر سحره على من حوله وهو من يتولى القيادة في أي موقف مهما كان . وفي وجوده يذعن له الناس ويتركونه يتولى زمام الأمور . لماذا ؟
لأن الشخص الناجح معتاد على تقبل المسئولية الكاملة
عن جميع تصرفاته . ويمكنه الإرشاد الداخلي الذي يزوده به العقل الباطن من معرفة أنه على صواب في كل ما يفعل . والشخص الناجح يتولى زمام الأمور على الفور حتى لو لم تكن السطة بيده , وطالما أن الجميع لا يهتم بتحمل المسئولية خاصة في المواقف الصعبة , فإنهم يسعدون بإلقاء تبعة المسئولية على شخص آخر بتولي القيادة , والآن سأضرب لك مثالاً على هذا :

كيف يتصرف الشخص الناجح في المواقف الحرجة ؟
وقع ذات مرة حادث سيارة
في البلدة وتوقفت العديد من السيارات غير أن أحداً لم يتحرك لتقديم المساعدة , ثم توقفت سيارة أخرى ونزل منها شخص ما وتولى مسئولية إدارة الموقف على الفور .
أولاً تفحص الركاب في كلتا السيارتين , ووجد أن سيدة واحدة فقط هي التي تعاني
من إصابة خطيرة , وقد كان وجهها مغطى بجروح شديدة وذراعها مكسورة وكانت تنزف وفي حالة صدمة , ولأن الجو كان شديد البرودة فقد تضاعف خطر الصدمة .
وتفحصها هذا
الرجل أيضاً ليتأكد من عدم وجود إصابة في النخاع الشوكي قد تمنعها من الحركة ثم استدار وأصدر سلسلة من الأوامر للواقفين حوله .
وصاح قائلاً : "أنت هناك اذهب
إلى ذلك المنزل واتصل بالإسعاف , ثم اتصل بدورية الطريق السريع , وأنت هناك اذهب معه . وأحضرا معكما بطانيتين لنغطي بهما السيدة وملاءة ومنشفة وأي شيء آخر يمكننا ربط ذراعها به حتى لا تتحرك .
وأنتما احضرا أي شيء لنحملها عليه إلى داخل المنزل
بعيداً عن ذلك الجو البارد . وأحضرا غطاءً مطوياً وبعض الألواح أو باباً أو أي شيء يتحمل وزنها .
وانتما هناك اذهبا إلى الطريق باتجاه الجنوب وأبطئا المرور
, وأنتما اذهبا إلى الطريق باتجاه الشمال وقوما أنتما أيضاً بإبطاء المرور , فنحن لا نريد حادثاً آخر هنا . والباقي اركبوا سيارتكم وغادروا الآن" .
وفي لحظات قليلة
تحول الأمر من الارتباك إلى النظام والترتيب . كل هذا لأن شخصاً واحداً تولى إدارة الموقف الصعب . فقد كان سلوك هذا الرجل وتصرفه إيجابياً ويتميز بالتسلط حتى إن أحداً لم يناقش أوامره أو حقه في إصدار الأوامر , بل إن كل واحد منهم أسرع إلى تنفيذ الأمر الذي تلقاه لأنهم كانوا يودون المساعدة وكان كل ما يلزمهم شخصاً يقودهم على الطريق ويتولى تحمل مسئولية اتخاذ القرار .
تلك هي أهم صفة يتميز بها القائد
وهي التي تجعل الشخص رابحاً على الدوام . فإذا تمتعت بالشجاعة الداخلية لاتخاذ القرار ثم تحملت مسئولية تصرفاتك ستجد الناس يذعنون لك دائماً ويتركون لك مهمة تولي القيادة .
ستحيط بك هالة من السلطة قد تكون غير مرئية , لكن يمكن لأي شخص
تمييزها بسهولة ولمسها تقريباً . وسيتعامل الناس تلقائياً معك على أنك فائز , وسيتطلعون إلك لتولي القيادة في أي مشكلة تواجههم .

كيف يحقق الشخص الناجح السيطرة ؟
ومن المثال السابق , يتضح لك أنه عندما يلتقي شخصان للمرة الأولى يصبح
أحدهما قائداً ويتولى السيطرة على الموقف . أما الشخص الآخر فيصبح تابعاً . وستدرك على الفور أن الرابحين لا يكونون تابعين أبداً , بل يحتلون دائماً موضع القيادة .
وأنت أيضاً يمكنك أن تتولى السيطرة على المواقف إذا تذكرت أن كل شخص في العالم
في انتظار شخصر آخر ليوجهه . وإذا أردت أن تصبح رابحاً فكن أنت ذلك القائد وستجد أن هذه الاستراتيجية وحدها هي التي ستضعك في مكان القائد وسط تلك الحشود .
وكل ما
تحتاجه المبادرة لتصبح كل هذه الحشود تابعة لك . وإذا انتهجت توجهاً إيجابياً فستجد أن الشخص الآخر سيفعل ما تقوله له وستجد أنه في 95% من الوقت سينفذ أوامرك دون تردد أو مناقشة . وفي 5% من الحالات ستجد أنه في حاجة إلى دفعات بسيطة لتحفيزه لتنفيذ أوامرك .

لماذا يكون الشخص الناجح متفائلاً ومبتهجاً دائماً ؟
لقد تعلم الناجحون
النظر إلى الجانب المشرق للأمور . وهم يعلمون أن الابتسامة لغة عالمية للحب , لأنها تصهر المقاومة والمعارضة كما انها تمنع الخوف وتملأ الشخص الآخر بالأمل والشجاعة . ويعلم الناجحون أن التوجهات المتشائمة للخاسرين فقط وليست للفائزين .
وانا أتذكر
شخصاً ناجحاً بحق سأشير إليه هنا باسم "ويلر السعيد" كنت قد قابلته في الثلاثينات عندما كنت في المدرسة الثانوية بسيجورني بولاية أيوا . وكان الاسم المستعار للسعيد معروفاً للجميع . لأنه كان مبتسماً ومبتهجاً دائماً , وكان حلو اللسان مع الجميع ولم أره يوماً غاضباً أو عابساً , ولم أسمعه يوماً يتفوه بكلمة تسيء إلى أي شخص .
وكان ويلر السعيد يمتلك ويدير فندق كوبيك وهو واحد من أشهر الفنادق المعروفة
على مسافة أميال للبائعين المتجولين . وكانوا يقطعون الطريق للمكوث في فندق ويلر السعيد نتيجة لتوجهه المتفائل وابتسامته المبهجة . وقد وصل ويلر السعيد إلى أعلى درجات النجاح والغني نتيجة لهذا التوجه . لقد كان شخصاً ناجحاً بالفعل ومثالاً إيجابياً يجب إتباعه .
وإحدى فوائد التفائل والابتهاج هي أن الشخص الناجح قد
تعلم ألا يأخذ نفسه مأخذ الجد الصارم . وأن يتمتع بروح الدعابة والتي تسمح له بالنظر إلى الجانب المشرق للموقف .
وقد صاغ ذلك صديق عزيز لي بعبارة أخرى يدعى
جورج حيث قال : "لقد حاولت لسنوات طويلة أن أصبح ناجحاً , ولكني لم أتمكن قط من الوصول إلى ذلك الهدف , لذا قررت أخيراً أنني لابد أن أعدل مساري كلية , لذا قررت تغيير أهدافي , وقررت أن أصبح فاشلاً وفي يوم وليلة أصبحت ناجحاً" .
وبالطبع
جورج كان يمزح فقد كان ناجحاً , بل ناجحاً للغاية في إدارة أعماله , فقد تعلم أن يحافظ على روح الدعابة , هذا كل ما في الأمر .

كيف يكسب الشخص الناجح احترام الآخرين ؟
إذا أردت أن تصبح ناجحاً , وإذا أردت أن ينظر إليك الناس باحترام فلابد
إذن أن تتحمل المسئولية تجاه تصرفاتك بما في ذلك أخطاؤك . وعندما يعلم الناس أنك لن تلقي بتبعية الأمر أو اللوم عليهم فسيطيعونك طاعة عمياء , وتكسب تعاونهم المثمر ودعمهم واحترامهم الكاملين .
والآن سأقدم لك ست خطوات إرشادية بسيطة يمكنك
استخدامها لبرمجة عقلك الباطن بالطريقة الملائمة , وبالتالي تتعلم كيف تتحمل المسئولية وتكسب احترام الآخرين وتصبح رابحاً حقيقياً في أعينهم وهي :
1 . اغتنم
كل فرصة تتاح لك لزيادة مسئولياتك ولا تنتظر أن يخبرك أحد بما تفعل , وخذ زمام المبادرة , وتصرف بناءً على حكمك الصائب طبقاً للإرشاد الداخلي الذي يزود به عقلك الباطن .
2 . أد أي وظيفة توكل إليك بإتقان مهما كنت صغيرة , وأنا على يقين من
أنك تعرف القول المأثور الذي يقول إن أي عمل بسيط يستحق أن يؤدى بإتقان , وهي مقولة صحيحة ولن أتوانى عن نصحك بها .
3 . تقبل النقد الصادق واعترف بأخطائك , ولكن لا
تسقط في بئر رثاء نفسك , بل امض قدماً بثقة وشجاعة .
4 . التزم بما تعتقد أنه
صحيح من الناحية الأخلاقية , وكن شجاعاً في الدفاع عن أفكارك .
5 . تحمل
المسئولية الكاملة عن أخطاء من يعملون تحت قيادتك , وهذا المبدأ سيحدد ما إذا كنت ناجحاً حقيقياً أم مجرد فاشل آخر ! .
6 . تحمل المسئولية الكاملة عن جميع
تصرفاتك الناجحة منها والفاشلة على حد سواء , ومعظم الناس على استعداد لتقبل الثناء عن التصرفات السليمة غير أنهم ليسوا على استعداد لتقبل النقد عن أخطائهم , ولكن إذا أردت أن تصبح ناجحاً حقيقياً فعليك أخذ الحلو والمر معاً .

كيف يتعامل الناجحون مع الأخطاء؟
على الرغم من أنني سبق وذكرت هذه
النقطة في الخطوات الست الإرشادية التي تساعدك على كسب احترام الآخرين إلا أن هذه النقطة بالذات مهمة وتستحق المزيد من التوضيح .
يصعب على الشخص المتوسط التعامل
مع المشاكل , ولكن الأصعب هو تقبل النقد والآن سأضرب لك مثلاً يوضح هذا :
لنفترض
أن أحد العاملين لديك طلب منك ان تراجع عمله حتى تصحح له الأخطاء , هل تعتقد إذن أنه يريد منك القيام بهذا حقاً ؟ بالطبع لا , فهو لا يريدك أن تنتقده وتوضح له أخطاءه , بل يريدك أن تثني عليه وتخبره بأن عمله رائع , وحتى الآن لم ألتق الشخص الذي يرغب في تلقي نقد .
فإذا أردت أن تكون رابحاً فيجب أن تعرف كيف تتعامل مع
أخطائك بصدر رحب , والأهم من ذلك ألا تبرمج عقلك الباطن بذلك النموذج السيء .
ستحتاج إذن أن تعرف موضع الخطأ وتعترف لنفسك به , ثم تنهض وتتقدم إلى الأمام
بثقة وطمأنينة . ولا داعي للإحساس بالذنب أو جلد الذات , فالأمر يشبه السقوط من فوق صهوة جواد أو السقوط عن الدراجة , لذا عليك أن تنهض وتنفض عنك غبار الخطأ وعد إلى المضمار مرة أخرى . وإذا لم تفعل هذا فسيشل الخوف من الوقوع في نفس الخطأ حركتك .
تعامل مع المشكلة فوراً لأن المشاكل يمكنها مساعدتك , لأنها تبني خبرة ولأنك
ستتعلم ما ينجح وما لا ينجح من الحلول , وبالتالي تركز جهدك وطاقتك على ما ينجح منها . فالطفل عندما يشرع في تعلم المشي يقع وينهض , ويقع وينهض ولولا محاولاته العديدية لما تعلم المشي . وأنت أيضاً لا تختلف عن ذلك الطفل , حيث يمكنك التعامل مع أخطائك بنفس الطريقة التي يتعلم بها الطفل المشي .

لماذا يكون الناجح متوافقاً في تصرفاته ؟
بكون الأشخاص الناجحون متوافقين في تصرافتهم , فهم يقولون ما يفعلون
, وهم يأخذون كل التزام كأمر شخصي , ويعتبرون أن كلمتهم عهد لابد نت تنفيذه , وإذا أردت أن تصبح متوافقاً في تصرفاتك فاتبع هذه الخطوات الست الإرشادية البسيطة وبالتالي يمكنك برمجة عقلك الباطن بالمعطيات الصحيحة .
1 . التزم بالأمانة
والصدق المطلقين في كل الأوقات , ولا تسمح لنفسك بمجرد كذبة بيضاء صغيرة , ولا يوجد استثناء من هذه القاعدة مهما كان الأمر . وبالطبع هذا لا يعني إهانة الناس أو جرح مشاعرهم . فإذا لم تتفوه بقول حسن , فأفضل ما تفعله هو الصمت .
2 . كن دقيقاً
وصادقاً في إقراراتك , وهذا يتضمن الإقرارات الشفهية والتحريرية الرسمية وغير الرسمية , لأن توقيعك على أي مستند أو تقرير أو مراسلة أو أي ورقة صغيرة هو شهادة منك بأن المعلومات المحتواة صحيحة .
وبنفس المبدأ عندما توقع على صك فإن هذه
شهادة منك بأن رصيدك في البنك كاف لتغطية الشيك . فتوقيعك على أي عمل تقوم به لابد أن يكون له وزن .
3 . دافع عن المبادىء التي تعتقد أنها صحيحة , ولابد أن تكون
لديك الشجاعة للإيمان المطلق بمعتقداتك , ولا تقبل أبداً بحل وسط فيما يتعلق بمبادئك الأخلاقية , وإياك وامتهان مبادئك .
وفي أحلك اللحظات يمكن لموقف اتخذه
شخص ما أن ينقذ الجميع . كما يمكن لرجل شجاع يمتاز بالتوافق أن يتخذ قراراً في موقف عصيب فينير الطريق أمام الآخرين .
ومنذ وقت طويل حضرت حفل تقاعد أحد كبار
المسئولين التنفيذيين في شركة كبيرة بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا , حيث ألقى كلمة التبجيل رئيس الشركة وقال :
"لقد عمل بوب في شركتنا لسنوات طويلة , وفي كل
الأوقات لم أره يوماً يتوانى عن الدفاع عما يؤمن به , وعندما كنا نواجه موقفاً صعباً يتطلب اتخاذ قرار شجاع كان بوب دائماً يواجه الموقف بشجاعة وحزم بغض النظر عن تقبل الآخرين أو انخفاض شعبيته بينهم , وكان دائماً يصر على اتخاذ القرار السليم ويمنحنا الشجاعة التي نحتاجها للقيام بالأمر" .
4 . التزم بوعودك . لكي تكون
متوافقاً في تصرفاتك فلابد أن تلتزم بعهدك والكلمة التي أعطيتها , ولكي تتذكر دائماً الالتزام بعهدك تذكر النقاط التالية :
أ . لا تدع شيئاً يمنعك عن الوفاء
بعهدك , وإن كان بعض الناس يفعلون هذا ببساطة ليرضوا الآخرين أو ليكفوا عن مضايقتهم . وهؤلاء الناس يعلمون جيداً أنهم لا يمكنهم الوفاء بهذا العهد .
ب . لا تتخذ
قراراً لا يمكنك تأييده , ولقد شاهدت بعض الناس في مواقع إدارية وتنفيذية يتخذون قرارات خاطئة حتى يتمتعوا بشعبية بين مرؤوسيهم . ولكن حين تغرق السفينة يمتنعون عن تأييده !
ج . لا تصدر أمراً يستحيل تنفيذه , ولقد شاهدت أناساً في مواقع إدارية
وتنفيذية يفعلون هذا , إذ يصدرون أوامر إرضاء لرؤسائهم يستحيل على مرؤوسيهم تنفيذها , وعندما يخفقون في تنفيذ لك الأوامر يلقى عليهم باللائمة .
فإذا لم تتمكن من
الحفاظ على عهدك , فإنك وبكل صراحة كاذب , وإذا كنت كاذباً فأنت غير متوافق ولا يمكن الاعتماد عليك , وربما تكون عبقرياً ولكن لا قيمة لك كقائد , إذ يستحيل أن يصبح الكاذب رابحاً . وتعد هذه النصيحة واحدة من النصائح الغالية التي قدمتها لك من خلال هذا الكتاب .
5 . تقبل اللوم عندما تكون مخطئاً , وهذا الأمر يتطلب التوافق
, لأنه واحد من المبادىء الرفيعة للتكامل الذاتي , فأنت لن تكتفي بإلقاء تبعة الأمر على الآخرين بل إنك في بعض الأحيان ستكذب لتهرب من الموقف .
إذن لا تسمح لنفسك
بالوقوع في هذا الفخ وهو أن تكذب لتهرب من الموقف , لأن الهرب يجعل الأمور تسوء , فكذبة واحدة تقودك إلى الأخرى لتجد نفسك مكبلاً داخل شبكة من الأكاذيب .
لذا فإن
أفضل ما تفعله عندما تخطىء هو أن تتقبل اللوم ببساطة وتتجه لعمل شيء آخر . أخطىء واعترف بخطئك ولا تبحث عن كبش فداء . وعلى كل ليس هناك إنسان كامل أو معصوم من الخطأ . اعترف بخطئك وستكسب ثقة الناس عندما يعرفون أنك صادق معهم وستصبح رابحاً حقيقياً في أعينهم .
6 . لا تحمل مشاكلك الشخصية إلى العمل . أخبرني صديق لي
برتبة رقيب متقاعد في الجيش يدعى "توني" بأن أفضل شخص عملت تحت قيادته في الجيش كان ضابطاً برتبة رائد .
حيث أخبرني توني قائلاً : "كان هذا الرائد يأتي إلى العمل
كل صباح تملأ الابتسامه وجهه , كان بشوشاً ولم أره عابس الوجه في أي يوم .
وعندما تقاعدت من الجيش قلت لذلك الرائد إنه أفضل ضابط عملت معه والسبب أنه
شخص يمكن الاعتماد عليه وأنه يأتي إلى العمل كل يوم مبتهجاً وسعيداً , وهو أمر لم يكن يفعله الكثير من الضباط الذين عملت معهم . واستطرد توني قائلاً : "كان الرائد يخبرني بأنه في كثير من الأحيان يأتي إلى العمل ويقف بالخارج لعدة دقائق حتى يتمكن من رسم الابتسامة على وجهه قبل أن يدلف إلى المكتب . وكان دائماً ما ينجح في ذلك فقد كان من أكثر الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي توافقاً وكم سعدت بالعمل معه" .

كيف يقيم الناجح نفسه ؟
يقيم الناجحون أنفسهم طبقاً لما هم عليه وليس وفقاً لرأي
الآخرين فيهم . وهم لا يسمحون لأنفسهم بإتباع رأي الناس أو تقييماتهم , فالناجحون لا يسمحون للآخرين بالتصرف كقضاة وجلادين .
أما الفاشلون فهم قلقون دائماً بسبب
رأي الناس فيهم , وعلى سبيل المثال إذا نظر إليك رئيسك بضيق أو بدا غاضباً غلا داعي للاعتقاد بأنه غاضب منك .
فربما يكون قد تبادل هذا الصباح مع زوجته بعض العبارات
الغاضبة حول النفقات المنزلية قبل أن يذهب إلى العمل , ولأن قليلاً من الناس يتمكنون من رسم ابتسامة على وجوههم مثل الرائد الذي أخبرنا عنه توني , فربما يكون رئيسك من الأغلبية .
ولقد قال لي الجليل تشارلز هارمون : "لقد سمعت الكثير من
تلك الملاحظات صباح كل يوم أحد وعندما كنت في أورلاند , قالت لي إحدى السيدات وتدعى جونز : "لقد ذهبنا إلى دار العبادة الآخر ولم أشأ أن تعتقد أننا كنا على الشاطىء أو أي مكان آخر ولم نذهب إلى الكنيسة . وفي الحقيقة إنني لم أفكر في أي من هذا ولم ألحظ أنها وزوجها لم يكونا متواجدين حتى أخبرتني هي بذلك" .
وأعترف بأنني منذ
سنوات مضت كنت أهتم برأي الناس بي , ثم شاهدت فيلماً يحكي عن بطل من الشرق رحل إلى الغرب ليتزوج من محبوبته التي ولدت ونشأت في مزرعة في تكساس .
فرآه أحد رعاة
القر وهو رئيس عمال المزرعة , وقد سخر من ملابسه وطريقة تصرفاته كرجل من المدينة حتى إنه تحداه للمبارزة , ولكن الرجل الشرقي رفض .
سألته خطيبته : "ألن تبارزه
؟" .
فأجابها : "بالطبع لا , فهذا غير مهم
" .
فسألته : "ولكن ما الذي سيقوله
الناس عنك ؟" .
فأجابها : "لست مسئولاً عن رأي الآخرين , فأنا مسئول عن رأيي في
نفسي وحسب" .
وعلى الرغم من أنني نسيت بقية الفيلم فقد ساعدني في علاقتي بالناس
على مر السنين .
وشعورك بالخوف والقلق والريبة من رأي الناس بك مضيعة للوقت
, لأنك لن تكون ما يريده الناس , بل ستكون ما تريد وهو ما يعول عليه .

كيف تصبح أنت أيضاً ناجحاً ؟
أنت أيضاً تمتلك القدرة والإمكانيات لتصبح ناجحاً إذا
تخلصت من المفاهيم السلبية التي قد تجعل منك شخصاً فاشلاً . ومن الحكمة أن تتأمل الماضي وتخطط للمستقبل بوضع أهداف لنفسك , ولكن إذا سرحت في الماضي واستحوذ المستقبل على تفكيرك فلن تدع مساحة لعقلك للتفكير في الحاضر .
فالأشخاص
الناجحون يعيشون يومهم ويشغلون أنفسهم بتحدياته والأهداف الحالية التي عليهم تحقيقها . فنجد الحاليين يقفزون للعيش في المستقبل , بينما يغرق الخاسرون في غيابات الماضي , ويبكون على الفرص الضائعة , ويفكرون في أنفسهم قائلين : "لو أنني فعلت كذا ... لو كنت هناك ... ماذا لو حدث هذا ..." .
ويمكنك الاستجابة للحاضر عندما تركز
انتباهك عليه وتكون واعياً للأهداف الحالية , وعندما يمكنك إعادة عقلك إلى الحاضر إذا قفز إلى المستقبل أو عاد إلى الماضي , والمحافظة على عقلك الواعي والتحكم فيه ذاتياً تمكنك من القضاء على المفاهيم السلبية وإحلال المفاهيم الإيجابية محلها لتتمكن من برمجة عقلك الباطن .
ومن الضروري الحفاظ على تفكيرك الإيجابي عن نفسك
وقدراتك الذاتية لتحقيق النجاح , وإذا برمجت صورتك كشخص ناجح في عقلك الباطن ستتمكن من تغيير مجرى حياتك وتكون ما تريد .
وخيالك هو الذي يفيدك في هذه العملية
, وكما قال العالم الجليل ألبرت أينشتاين : "الخيال هو النظرة الشاملة للحياة المستقبلية " .
إذن تخيل نفسك كرابح وبرمج عقلك الباطن بمفاهيم إيجابية وتوجهات
عن الحب والنجاح واحترام الذات وستكون ما تريد .

كيف تبدو كرابح ؟
لكي تبدو رابحاً
في نظر الآخرين لا يجب أن يكون طولك ست أقدام أو تكون رياضياً محترفاً . فكم من الرجال طوال القامة يخوضون المعركة ضد الأعداء بشجاعة , إذن قوتك كشخص رابح تأتي من الداخل وليس من الخارج .
وبالطبع هناك العديد من الصفات البدنية التي يمكنك
اكتسابها لينتقل إليك الإحساس بأنك رابح مثل : الثبات وعدم التردد , والنظرة الثاقبة , ونبرة الصوت التي تنم الثقة الكاملة في النفس , وفوق كل هذا الحضور الطاغي الذي يجعل الناس يعرفون مكانك الصحيح .
كما أن قوة احتمالك الجسدية مهمة
لتعكس صورة الرابح , فقامتك يجب أن تكون منتصبة ورأسك مرفوعاً وصدرك مشدوداً , ولابد أن تبدو عليك الحيوية والطاقة والنشاط .
وإذا كنت تثق في نفسك وتتصرف
دائماً كما لو كان من المستحيل أن تفشل , سيستمد الناس قوتهم منك , ولابد أن ينم مظهرك وسلوكك عن الثقة في بعض الأحيان , يجب أن تتجاوز ما تشعر به فعلياً . وعندما تتحكم في نبرة صوتك وحركاتك يمكنك حينها أن تكون أكثر حزماً وثباتاً وتأثيراً عندما تواجهك أي مشكلة , وبالعكس ينظر إليك الناس نظرة دونية إذا شعرت بالرعب أو بدت عليك أمارات الخوف .
وأنت تزيد ثقة الناس فيك كرابح عندما تتعامل مع المواقف العصيبة
بصبر وهدوء وبعقل واع , وعندما تستخدم هذا التوجه الإيجابي فإنك تحمل المسئولية على كتفيك وتجعل من حولك يشعرون بأن هناك مخرجاً من هذه الأزمة , أن كل مشكلة لها حل , وسيثق الناس في قوتك وشجاعتك وقدرتك على اتخاذ القرار الصحيح .

كيف تنقل للآخرين إحساس النجاح؟
عندما ترى نفسك رابحاً وتؤمن بقدراتك
فستشع منك روح الثقة بالنفس وتنعكس على كل ما تقول وتفعل وستشرق بالحماس والثقة وسيقبلك الناس كشخص ناجح .
ما الذي يجعل الطبيب أو المحامي أو رجل الأعمال أو
البائع أشخاصاً ناجحين ؟ الثقة بالنفس والحماس في كل ما يفعلون . والآن سأضرب لك مثالاً توضيحياً لذلك .
الدكتور "ج" واحد من أفضل الأطباء في ولاية فلوريدا وقد
عمل رئيساً لقسم الطب الباطني بمستشفى مشهور بميامي لمدة تزيد عن خمسة عشر عاماً .
وقد أخبرتني المديرة الإدارية للمستشفى بأنه بمجرد دخول الدكتور "ج" . حجرة
المرضى يطرأ عليهم تحسن ملحوظ . "وعلى ما يبدو أن جسده محاط بهالة من الشفاء , فالأمر غالباً لا يتعلق بالعلاج الذي يصفه بل بمظهره الذي يشفي المرضى" .
ما
أفضل مثال لمدى تأثير ثقتك بقدراتك على ثقة الآخرين بأنفسهم وتقبلك كشخص ناجح؟
إذا كنت مثل الدكتور "ج" . يمكنك أن توضح في كل كلمة تنطق بها وتصرف تقوم به
أن تبدو واثقاً في نفسك بغض النظر عن صعوبة العمل الذي تقوم به , وسوف تدفع الآخرين على الشعور بنفس شعورك .
وتفرز الثقة بالنفس عادة النجاح وربما تحقق أسطورة
الشخص الذي لا يخطئ . وهو ما يصنع الناجح الحقيقي .
والآن سننتقل إلى فصل يحتوي
على الكثير من المعلومات المهمة القيمة , وهو كيف تبرمج عقلك الباطن بتزويده بأهداف يحققها ؟
انتظروا الفصل السابع الاسبوع المقبل باذن الله


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملخص, للعقل, الباطن, الخفية, القوة, كتاب

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هي القوة الذاتية ؟؟ فضيلة نبضات عامة 2 09-06-2018 06:30 PM
حلول أسئلة كتاب العلوم الصف السادس الفصل الأول والفصل الثاني حل اسئلة كتاب العلوم ساد Yara تعليم وبحوث وكتب الألكترونية 2 03-01-2013 04:34 PM
أهداف+ توزيع+تحضير + بوربوينت كتاب الطالب كتاب النشاط +أوراق عمل لرياضيات سادس فصل 1 Yara تعليم وبحوث وكتب الألكترونية 2 03-01-2013 04:32 PM
ملخص كتاب افكار صغيره لحياة كبيره . مخملية نبضات عامة 3 11-18-2012 09:35 PM
علاقة العقل الباطن والعقل الواعي algram66 نبضات عامة 4 05-06-2012 04:43 PM


الساعة الآن 01:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! ©, Soft
.