|
12-11-2019, 09:50 AM | #1 |
| عضو متألق |
|
======== 34 ========
هذا القرآن لا يعلم المسلمين العبادات و الشعائر فحسب ، و لا يعلمهم الآداب و الأخلاق فحسب كما يتصور الناس الدين ذلك التصور المسكين .. إنما هو يأخذ حياتهم كلها جملة . و يعرض لكل ما تتعرض له حياة الناس من ملابسات واقعية .. و من ثم يطلب – بحق – الوصاية التامة على الحياة البشرية .. و لا يقبل من الفرد المسلم و لا من المجتمع المسلم أقل من أن تكون حياته بجملتها من صنع هذا القرآن و تحت تصرفه و توجيهه .. أي على وجه التحديد لا يقبل من الفرد المسلم و لا من المجتمع المسلم أن يجعل لحياته مناهج متعددة المصادر . و إلا فلا إيمان أصلا و لا إسلام . |
|
12-14-2019, 09:56 AM | #2 |
| عضو متألق |
|
======== 35 ========
لقد كان هذا القرآن ينشئ أمة جديدة . ينشئها من المجموعات المسلمة التي التقطها الإسلام من سفوح الجاهلية التي كانت تهيم فيها ، ليأخذ بيدها في المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة ، و ليسلمها – بعد أن تكمل نشأتها – قيادة البشرية ، و يحدد لها دورها الضخم في هذه القيادة . و حينما بلغت تلك الجماعة هذا المستوى تفوقت في أخلاقها الفردية و الاجتماعية بقدر تفوقها في تصورها الاعتقادي على سائر أهل الأرض .. و عندئذ صنع الله بها في الأرض ما قدر أن يصنعه ، و أقامها حارسة لدينه و منهجه ، وقائدة للبشرية الضالة إلى النور و الهدى ، و أمينة على قيادة البشرية و إرشادها . |
|
12-19-2019, 09:55 AM | #3 |
| عضو متألق |
|
======== 36 ========
فالقرآن هو كتاب هذه الأمة ما عاشت . فإذا استفتته عن أعدائها أفتاها ، و إذا استنصحته في أمرهم نصح لها ، و إذا استرشدت به أرشدها . و قد أفتاها و أرشدها و نصح لها في شأن يهود فدانت لها رقابهم .. ثم لما اتخذته مهجورا دانت هي لليهود . و هي غافلة عن كتابها .. القرآن .. شاردة عن هديه ، ملقية به وراءها ظهريا ، متبعة قول فلان و فلان .. و ستبقى كذلك غارقة في كيد يهود و قهر يهود حتى تثوب إلى القرآن . ======== 37 ======== القرآن هو كتاب الله الأخير للبشر . و هو يصدق ما بين يديه من الكتاب في أصل الاعتقاد و التصور.. و لكنه - بما أنه هو الكتاب الأخير – يهيمن على كل من سبقه و إليه تنتهي شريعة الله التي ارتضاها لعباده إلى يوم الدين . فما أقره من شرائع أهل الكتاب قبله فهو من شرع الله ، و ما نسخه فقد فقد صفته هذه و إن كان واردا في كتاب من الكتب المنزلة . |
|
12-19-2019, 09:56 AM | #4 |
| عضو متألق |
|
======== 36 ========
فالقرآن هو كتاب هذه الأمة ما عاشت . فإذا استفتته عن أعدائها أفتاها ، و إذا استنصحته في أمرهم نصح لها ، و إذا استرشدت به أرشدها . و قد أفتاها و أرشدها و نصح لها في شأن يهود فدانت لها رقابهم .. ثم لما اتخذته مهجورا دانت هي لليهود . و هي غافلة عن كتابها .. القرآن .. شاردة عن هديه ، ملقية به وراءها ظهريا ، متبعة قول فلان و فلان .. و ستبقى كذلك غارقة في كيد يهود و قهر يهود حتى تثوب إلى القرآن . ======== 37 ======== القرآن هو كتاب الله الأخير للبشر . و هو يصدق ما بين يديه من الكتاب في أصل الاعتقاد و التصور.. و لكنه - بما أنه هو الكتاب الأخير – يهيمن على كل من سبقه و إليه تنتهي شريعة الله التي ارتضاها لعباده إلى يوم الدين . فما أقره من شرائع أهل الكتاب قبله فهو من شرع الله ، و ما نسخه فقد فقد صفته هذه و إن كان واردا في كتاب من الكتب المنزلة . |
|
12-23-2019, 09:54 AM | #5 |
| عضو متألق |
|
======== 38 ========
إن هذا القرآن يربي الفرد المسلم على أساس إخلاص ولائه لربه و رسوله – صلى الله عليه و سلم – و عقيدته و جماعته المسلمة .. و على ضرورة المفاصلة الكاملة بين الصف الذي يقف فيه و كل صف آخر لا يرفع راية الله .. و لا يتبع قيادة رسول الله – صلى الله عليه و سلم - .. ولا ينضم إلى الجماعة التي تمثل حزب الله .. و إشعاره أنه موضع اختيار الله ليكون ستارا لقدرته و أداة لتحقيق قدره في حياة البشر و في وقائع التاريخ . و أن هذا الاختيار – بكل تكاليفه – فضل من الله يؤتيه من يشاء . و أن موالاة غير الجماعة المسلمة معناه الارتداد عن دين الله ، و النكول عن هذا الاختيار العظيم ، و التخلي عن هذا التفضل الجميل . ======== 39 ======== يربي القرآن وعي المسلم بحقيقة أعدائه ، و حقيقة المعركة التي يخوضها معهم و يخوضونها معه . إنها معركة العقيدة . فالعقيدة هي القضية القائمة بين المسلم و كل أعدائه .. و هم يعادونه لعقيدته و دينه قبل أي شيء آخر .. و هم يعادونه هذا العداء الذي لا يهدأ لأنهم هم فاسقون عن دين الله .. و من ثم يكرهون كل من يستقيم على دين الله . { قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل من قبل و أن أكثركم فاسقون } فهذه هي العقدة ، وهذه هي الدوافع الأصيلة . |
|
12-28-2019, 10:07 AM | #6 |
| عضو متألق |
|
======== 40 ========
إن القرآن لا يقص قصة إلا ليواجه بها حالة . و لا يقرر حقيقة إلا ليغير بها باطلاً .. إنه يتحرك حركة واقعية حية في وسط واقعي حي . إنه لا يقرر حقائقه للنظر المجرد ، و لا يقص قصصه لمجرد المتاع الفني . ======== 41 ======== الحروف المقطعة في بداية بعض السور تشير إلى أن هذا القرآن مؤلف من جنس هذه الأحرف العربية التي يستخدمها البشر .. ثم يعجزهم أن يؤلفوا منها كلاما كهذا القرآن . و أن هذا بذاته برهان أن هذا القرآن ليس من صنع البشر ، فقد كانت أمامهم الأحرف و الكلمات التي صيغ منها ، فلم يستطيعوا أن يصوغوا منها قرآنا مثله . فلا بد من سر آخر وراء الأحرف و الكلمات . |
|
01-01-2020, 10:09 AM | #7 |
| عضو متألق |
|
======== 42 ========
نزل القرآن ليبث الوعي اللازم للمسلم في المعركة التي يخوضها بعقيدته لتحقيق منهجه الجديد في واقع الحياة و لينشئ في ضمير المسلم تلك المفاصلة الكاملة بينه و بين كل من لا ينتمي إلى الجماعة المسلمة و لا يقف تحت رايتها الخاصة . المفاصلة التي لا تنهي السماحة الخلقية . فهذه صفة المسلم دائما و لكنها تنهي الولاء الذي لا يكون في قلب المسلم إلا لله و رسوله – صلى الله عليه و سلم – و الذين آمنوا .. الوعي و المفاصلة اللذان لا بد منهما للمسلم في كل أرض و في كل جيل . ======== 43 ======== هذا القرآن جاء ليكون كتاب الأمة المسلمة في حياتها إلى يوم القيامة . الكتاب الذي يبني تصورها الاعتقادي ، كما يبني نظامها الاجتماعي ، كما يبني خطتها الحركية .. سواء . و يعلمها ففيم يكون التناصر بين المسلم و غير المسلم .. و كيف يكون . إنها قضية جازمة حاسمة لا تقبل التميع ، و لا يقبل الله فيها إلا الجد الصارم ، الجد الذي يليق بالمسلم في شأن دينه . |
|
01-05-2020, 09:58 AM | #8 |
| عضو متألق |
|
======== 44 ========
لقد جاء هذا القرآن لا ليقرر عقيدة فحسب ، و لا ليشرع شريعة فحسب . و لكن كذلك ليربي أمة ، و ينشئ مجتمعا ، و ليكوّن الأفراد و ينشئهم على منهج عقلي و خلقي من صنعه .. و هو يعلمهم أدب السؤال ، و حدود البحث ، و منهج المعرفة .. و ما دام الله – سبحانه – هو الذي ينزل هذه الشريعة ، و يخبر بالغيب ، فمن الأدب أن يترك العبيد لحكمته تفصيل تلك الشريعة أو إجمالها ، وأن يتركوا له كذلك كشف هذا الغيب أو ستره . و أن يقفوا هم في هذه الأمور عند الحدود التي أرادها الله العليم الخبير . لا ليشددوا على أنفسهم بتنصيص النصوص و الجري وراء الاحتمالات و الفروض . و الله أعلم بطاقة البشر و احتمالهم . فهو يشرع لهم في حدود طاقتهم . ======== 45 ======== لقد كان القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده و وجود هذا الكون ن حوله .. كان يقول له : من هو ؟ و من أين جاء ؟ و كيف جاء ؟ و لماذا جاء ؟ و إلى أين يذهب في نهاية المطاف ؟ .. من ذا الذي جاء به من العدم و المجهول .. و كان يقول له : ما هذا الوجود الذي يحسه و يراه ، و الذي يحس أن وراءه غيبا يستشرفه و لا يراه .. و كان يقول له أيضا : كيف يتعامل مع خالق هذا الكون ، و مع الكون أيضا ، و كيف يتعامل العباد مع خالق العباد . لقد كان يعالج القرآن القضية الأولى و القضية الكبرى و القضية الأساسية في هذا الدين الجديد " قضية العقيدة " ممثلة في قاعدتها الرئيسية : الألوهية و العبودية و ما بينهما من علاقة . |
|
01-08-2020, 10:12 AM | #9 |
| عضو متألق |
|
======== 46 ========
لقد كان القرآن الكريم يخاطب فطرة الإنسان بما في وجوده هو و بما في الوجود من حوله من دلائل و إيحاءات .. كان يستنقذ فطرته من الركام ، و يخلص أجهزة الاستقبال الفطرية مما ران عليها و عطل وظائفها .. و يفتح منافذ الفطرة لتتلقى الموحيات المؤثرة و تستجيب لها . كان القرآن و هو يبني العقيدة في ضمائر الجماعة المسلمة يخوض بها معركة ضخمة مع الجاهلية من حولها .. كما يخوض معركة ضخمة مع رواسب الجاهلية في ضميرها و أخلاقها و واقعها . ======== 47 ======== إن هذا القرآن لم يأت لمواجهة موقف تاريخي ، إنما جاء منهجا مطلقا خارجا عن قيود الزمان و المكان . منهجا تتخذه الجماعة المسلمة حيثما كانت في مثل الموقف الذي تنزل فيه هذا القرآن . وهي اليوم في مثل هذا الموقف تماما ، و قد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا القرآن لينشئ الإسلام في الأرض إنشاء . فليكن اليقين الجازم بحقيقة هذا الدين . و الشعور الواضح بحقيقة قدرة الله و قهره . و المفاصلة الحاسمة مع الباطل و أهله . لتكن هذه عدة الجماعة المسلمة .. و الله خير حافظا و هو أرحم الراحمين . |
|
01-12-2020, 09:59 AM | #10 |
| عضو متألق |
|
======== 48 ========
إن أسرار هذا القرآن ستظل تتكشف لأصحابه جديدة دائما كلما عاشوا في ظلاله .. و هم يخوضون معركة العقيدة .. و يتدبرون بوعي أحداث التاريخ .. و يطالعون بوعي أحداث الحاضر .. و يرون بنور الله الذي يكشف الحق و ينير الطريق . ======== 49 ======== لقد نزل هذا الكتاب ليحكم بالعدل بين الناس فيما اختلفوا فيه ، و لتتمثل فيه حاكمية الله و ألوهيته . ثم لقد نزل هذا الكتاب مفصلا محتويا على المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحياة جملة . كما أنه تضمن أحكاما تفصيلية في المسائل التي يريد الله أن يثبتها في المجتمع الإنساني مهما اختلفت مستوياته الاقتصادية و العلمية و الواقعية جملة .. و بهذا و ذلك كان في هذا الكتاب غناء عن تحكيم غير الله في شأن من شؤون الحياة . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذا هو الإسلام ... يتبع . | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 45 | 11-22-2022 12:23 PM |
علم القرآن .... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 3 | 05-31-2020 05:57 AM |
لقد جاء هذا القرآن ... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 0 | 04-02-2020 08:54 AM |
من هو المحروم ؟ ... يتبع | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 16 | 10-04-2018 12:40 PM |
إعجازات القرآن | مجبورة | نفحات إسلامية | 4 | 05-14-2017 08:39 AM |