02-02-2010, 11:10 PM | #1 |
كبــار الشخصيــات
|
الأختيار
بسم الله الرحمن الرحيم الاختيار الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .. أما بعد :: فإن الله هو المتفرد بالخلق والاختيار, قال الله تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) والمراد بالاختيار :: الاجتباء الاصطفاء وقوله ( ماكان لهم الخيرة ) أى ليس هذا الاختيار اليهم, فكما انه المتفرد بالخلق فهو المتفرد بالاختيار فإنه أعلم بمواقع اختياره كما قال تعالى : ( اللّهِ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) وكما قال : ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ{31} أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) فإنكر سبحانه عليهم تخيرهم وأخبر ان ذلك الى الذى قسم بينهم معيشتهم ورفع بعضهم فوق بعض درجات وقوله : ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) نزه نفسه عما اقتضاه شركهم من واقتراحهم واختيارهم ولم يكن شركهم متضامناً لاثبات خلق سواه حتى ينزه نفسه عنه والآية مذكورة بعد قوله : ( فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ) وكما خلقهم اختار منهم هؤلاء, وهذا الاختيار رجع إلى حكمته سبحانه وعلمه بمن هو أهل له لا إلى اختيار هؤلاء واقتراحاتهم .. وهذا الاختيارالعام من أعظم آيات ربوبيته, وأكبر شواهد وحدانيته, وصفات كماله وصدق رسله .. ومن هذا أختياره من الملائكة المصطفين منهم كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلفت من الحق بإذنك أنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) كذالك اختياره سبحانه الأنبياء من ولد آدم واختياره الرسل منهم, واختياره أولى العزم منهم, وهم الخمسة المذكورون في سورتي الاحزاب والشورى, واختياره منهم الخليلين إبراهيم ومحمداً صلى الله عليهما وسلم ومن هذا أختياره سبحانه ولد إسماعيل من أجناس بنى آدم, ثم اختار منهم بني كنانة من خزيمة, ثم اختار من لد كنانة قريشاً, ثم اختار من قريش بنى هاشم, ثم اختار من بنى هاشم, سيد ولد آدم محمداً صلى الله عليه وسلم, وأختار أمته على سائر الأمم .. وفى مسند البزار من حديث أبى الدرداء إن الله سبحانه قال لعيسى بن مريم : إنى باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم, قال رب كيف هذا ولا حلم ولا علم قال : أعطيهم من حلمى وعلمى فسبحان من بهرت حكمته العقول تحياتي الفاروق عمر
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ما نريدهـ حرية الأختيار !! | وجودي له مكانه | سجال رأي | 6 | 06-18-2010 04:00 AM |