أين أنا

هيا يا أنفاسي إهدئي ،، ويا دقات قلبي توقفي عن السرعة ،،
لماذا يا أطرافي ترتجفي ...!!!؟؟؟

يا عيناي توقفي عن البكاء ..
ما اقسى البكاء بصمت ..

شهقاتي تتبخر وتتبدد ،، أشعر بحرارة دموعي
إن المكان مظلم .. معتم
يحرمني تحديد موقعي ،،

اتحسس الجدران فهي السبيل الوحيد لتحديد موقعي ..
أخشى أن اصدر صوت فتقترب نهايتي ..
استعنت بالله لأقف على قدمي ..

كدت أصرخ صرخة تبدد هدوء المكان ،، يظهر أن قدمي مكسورة ،، رميت بثقل جسمي على الحائط
صرت أسير أبحث عن نهاية لهذا الحائط ..

لكن ...!!!!
يظهر لا نهاية له ،، حتى إني متأكده من إني مازلت أسير بخط مستقيم ..


لحظة..!!!!!

جاء إنعطاف بالحائط اتبعته وأنا أتحمل آلآم أقدامي .. وأشعر بحرارة دموعي .. وتقطع صرخاتي حنجرتي ..


صرت أشتم رائحة دماااااء .. أصبح الحائط مليء بالثقوب ،،
صرت أشعر برطوبة المكان ..

إبتلعت عبراتي وجفت دموعي
بدأت أحتمي بنفسي وأشد القبض على ملابسي من شدة الخوف .. حتى إني نسيت آلآم قدميّ ..

أما قلبي .. آآآآآآآآآآآه كم أرجوه أن لايخرج من مكانه ..
ليس أمامي سوى أن أكمل المسير ،،

أكملت الخطوات الثقيلة المؤلمة .. لا أعرف كم من الوقت مضى لكن ما أعرفه إني أعيش لحظات
من البؤس والرعب ....


لحظة....!!!!

اصدمت قدماي في شيء ..
إن كان قلبي في ما مضى يدق بسرعة فالآن توقف عن الدق..

جلست ببطئ .. لأرى
لا شيء ..

كم أتمنى أن ما أعيشه كابوس وسينتهي
لكن ..
يظهر أنه واقع

مددت يدي لألتمس ما أمامي

إنه ...!!
إنه ...!!!


إنه .. رأس وهاهي العينين وها هو الأنف ..
يظهر أن هناك دماء طرية على هذا الوجه ،،
ها هي اسنانه
تجمدت أصابعي ،،
شلّت يدي ،،
أخذت أرتجف كأني جذع نخلة في مهب الريح ...

إلاااااااااااهي ألطف بي..!!

إنه رأس دون جسد ،، لقد لمست منحره
ثم تحسست مسافة من المكان لأرى عدد لايستهان به من الرؤوس..

انهارت دموعي والتصقت بالحائط ،، علَّ الحائط يضمني ،،
ماذا سأرى أيضاً..؟؟؟
في هذا الظلام الدامس..

بدأت أسحب أقدامي سحباً ،، فأنا لم أعد أقوى على إتخاذ
الخطوات ،،
بدأت أسمع صوت أنفاسي المضطربة فأنا لم أعد أحتمل أن أخفيها أكثر ...

كيف سأخرج من هذا المكان ..؟؟؟؟
وأين..؟؟؟ أين أنا حتى أخرج ...

فجأة ...!!!

تعلقت قدمي بشئ ما أفقدني توازني فسقطت على وجهي
كانت الأرض قاسية
مما أشعرني بتهشم أنفي ..
فأطلقت صرخة ألم بددت الظلام والهدوء في المكان

أخذت أبكي بصوت عالي
لم أتحمل ألم قدمي والآن أنفي ،،

صرت أبكي وأضرب الأرض
أبكي ألم .. أبكي حرقة وخوف من المجهول

اعتدلت بجلستي لألتصق بالحائط حتى افكر ماذا افعل ،،
في هذه اللحظة شيء ما قطع عليّ عبراتي وآهاتي .. لقد شعرت بشيء ما يتحرك

إني أسمع خطوات لكني لا أرى شيئاً فالظلام حالك ودامس..
واذ تبين لي من صوت الخطوات أنه جسم ضخم ....

ما اتعسني .. ما اتعسني
رأيت وميض بالظلام بدد هذا السواد ،،
خرجت عيناي من محجريهما..

هل مارأيته سيف ...!!؟؟
نعم إنه سيف ،، سأموت لا محالة .. حاولت أن أعود إلى الوراء
لكن الحائط حال بيني وبين رغبتي ،، إقترب الجسم الصخم أمسك بكتفي .. أخذ يجرني

إلى أين ؟؟ إلى حيث الموت ..
أنا لا يهمني إني سأموت بقدر ما يهمني لماذا سأموت ؟؟

مددت يدي عليّ أجد من ينقذي لكني تمسكت باللاشئ .. بالظلام .. بالهواء
حاولت الوصول الى الأرض لأمسك بجسم صلب أقرب أن يكون صخرة ..
أخذتها دون تفكير لأرميها بوجهه حاولت أن أصيبه وأضرب رأسه فأشغله عني ..

حينها...!!!!

سمعت صرخة اخترقت أذني ،، وما زلت أسمع التأوهات ،، لكني أعرف هذا الصوت هل معقول أن من كان يجرني
هو ....هو ....


اخترق عيني شعاع النور فتحت عيني .. رأيت أختي تتأوه
ألقيت نظرة سريعة حولي .. رأيت غرفتي شاهدت هاتفي النقال على الأرض

سألت بدهشة ماذا بكِ؟؟
صرخت بوجهي : تجاوزت الساعة الثامنه انهضي
هل جزاء إيقاضي لكِ أن تضربيني بهاتفكِ هيا انهضي تأخرنا


نزلت عليّ كلماتها كالصاعقة ..
ثم انفجرت ضاحكة وقلت وأنا أسير نحو الباب: ستعذريني إن رويت لكِ ما كنت أشاهده بالمنام..