زوجة تشكي حالها لرجل حكيم

زوجه تشكي حالها إلى رجل ذا حكمة ...

تقول القصه :

لم تكن مرتاحه إطلاقا، فقد كانت تفوح رائحة الحزن والغضب من
كل جزء في كيانها مما يفعله بها زوجها ..

وكررت كثيراً قولها للرجل الذي تشكي له:
والله لم أقصر معه إطلاقاً ..
فكثيرة هي المبادرات التي قدمتها له ,,
وكثيرة هي المفاجآت معه للغداء أو للعشاء ,،
ودائماً أنا مع أهله متزنه وخلوقه ,,
ولكنه نجح في دفعي لكراهية الزواج,, وكراهية معشر
الرجال عموماً من كثرة أذاه لي ,،
فأنا لم أعد أطيق الحياة معه ,،
فهو في معظم الأوقات غير راضي ,،
عنيد،, يهجرني ولا يكلمني بالأيام الطوال ،,
فهل يتوجب علي الاستمرار معه بكل هذه المرارة التي
أتجرعها من جراء العيش معه ..؟!

قال لها:
دعينا من هذا قليلاً ,،
ما نوع العصير الذي ترغبين فيه ..؟!
عصير البرتقال,, أم عصير الفراولة ..؟!
قالت:
لا أريد أن أشرب شيئاً,، فما تجرعته من مرارة العيش
مع هذه الرجل يكفيني ..

قال لها أنا جاد في سؤالي:
أي النوعين تفضلين ..؟!

قالت:
إن كنت مصراً فعصير البرتقال ..

قال لها:
هل تفضلين أن تشربينه بكأس من الزجاج ..؟!
أم من البلاستيك ..؟!
أم بإناء من المعدن ..؟!

قالت:
بل في كأس من الزجاج ..

قال لها:
هل تريدينها كأسا نظيفة ..؟!
أم لا بأس لو كانت بها آثار بصمات الأصابع ..؟!

قالت:
بل كأساً نظيفة ولا آثار للأصابع عليها ..

قال لها:
هل تفضلينها على صينية من البلاستيك ..؟!
أم على صينية من المعدن ..؟!

قالت:
بل على صينية من المعدن ..

قال لها:
هل تمانعين لو كان بها بعض الصدأ ..؟!

قالت:
لا ,، بل أريدها صينية معدنية سليمة من الصدأ ..

قال لها:
هل تفضلينها فضية أم ذهبية ..؟!
أم خليطاً من الاثنين ..؟!

قالت:
بل فضية اللون ..

قال لها:
هل هذا ما تريدينه حتى تشربي كأس العصير ..؟!
قالت:
نعم ..

قال لها:
لو أني قدمت لكي بدل البرتقال الفراولة,, باعتبار أن البرتقال
متاح في كل وقت,, أما الفراولة الطازجة فلها مواسم
وهذا موسمها ,,
وفي كأس من الزجاج عليها آثار بصمات الأصابع
باعتبار أن البصمات من الخارج ولا دخل لها بما
في الكأس من عصير ,،
وعلى صينية من البلاستيك باعتبار أن الصينية هي
الأخرى لا علاقة لها بالعصير ,،

لو أني قدمت لكي كل هذا بطريقتي وبما يرضيني أنا
وليس بالطريقة التي ترضيكي أنتي ,،
هل كنتي ستقبلين بذلك أو هل سيعجبك ..؟!

قالت:
طبعا لا ..

قال:
أخشى أنكي تقدمي الكثير لزوجك ,, ولكن بالطريقة
التي ترضيكي ,، وليس بالطريقة التي ترضيه ,,
وأخشى أيضاً، أنكي تريدينه أن يكون كما تريدين أنتي ,،
ولا شك أن المصيبة ستكون كبيرة لو أنه كان يسلك
معك المسلك نفسه ..
عندها ستسيرين أنت وهو باتجاهين متعاكسين ,،
وهيهات أن تلتقو وتتوافقو ..

عندها أسندت ظهرها إلى الكرسي وحملت رأسها بين
يديها كأن ما سمعته قد أثقلها وأطرقها طويلاً ..

ثم رفعت رأسها لتقول:
ربما فعلا هذا ما يحدث بيني وبينه ..


م/ن