الحنين ( قصة بقلمى)

بعد مرور عام على إنقضاء قصة جميلة عشت فيها بين حزن وألم وشوق وحب ولوعة وغرام وخوف ..
هنا في هذا المكان حيث أجلس وحدي منعزلة في تفكيري عن من هم حولي أراقبهم بنظراتٍ شاردة ووجه شاحب وأنا أحاول إقناعهم بأنني أسمع ما يقولونه ولكنني في الحقيقة لم أستطع أن أسمع سوى هذا الصوت الذي جاء وبعد هذا الوقت ليداعب قلبي وأحاسيسي بذكرى الماضي ، وأنا أنظر إلى هذا المكان بنظراتٍ لا تخلو من الحزن ..
جلست أنصت إلى صوته الدافئ في سكونٍ تام وكأنني فقدت نعمة السمع وأصبحت لا أسمع سوى هذا الصوت وكأنه يناديني ..
أخذت أراقبه بعيناي وأتابع أمواجه المتلاطمة . ومع كل موجة يأتيني الماضي وأغمض عيناي لأجده أمامي .. ويمر علي شريط ذكرياتي وكأنني مازلت أعيشه ..
هنا ! حيث كنا نلهو و نلعب ونمرح ونصرخ سوياً ، كنا كطفلين عابثين نصارع أمواج البحر بتحدي .. كنا هنا .. كنا إثنين ..
وفجأة !! وفي أثناء ماكنت أعيش هذا الحلم ، وأنا مغمضة عياني الباكيتين ، تأتي موجة قوية باردة تبعثر قطراتها على أنحاء جسدي حيث أفتحت عيناي بدهشة ! وكأنها تيقظني وتغتسلني من وهم كنت أعيشه في الماضي وقد إمتلأت ملابسي بالمياه وإختلطت دموعي مع مياه
البحر لكي أكتشف الحقيقة !!
أننا كنا هنا إثنين !! والآن وبعد مرور عام أصبحت هنا وحدي أصارع أمواج البحر دون رفيق يسندني ، دون حب ، دون حياة ، دون إحساس سوى بالبرودة التي كانت تسحقني ..
أمضيت ساعات طويلة وأنا أفكر بوهم أيقظني منه موج البحر ، وفجأة !!
أصبحت أسمع كل من هم حولي وكأنني أستفيق من غيبوبةٍ طوال عام ، وبعدها تركت كل شئ خلفي أحلامي ، حبي ، أوهامي ، أمواج البحر ..
وقبل أن أغادر هذا المكان أخبرته سراً ووعدني بحفظه ! هو إنني أحبه ، ولن أنسى كل لحظة قضيتها معه مادمت حيه . ذلك الشخص الذي جعلني أحب كل شئ معه برغم الفراق. ثم فارقت هذا المكان بنظرة أخيرة فأفاجأ !على يميني بطفلين عابثين يصارعان أمواج البحر.
فلم أتمالك نفسي فضحكت وفي أثناء ماكنت أضحك لم أستطع أن أوقف دمعة خرجت من عيناي . ثم أدرت ظهري مكتفية بهذا المنظر الرائع ، وكأن البحر يهديني هذه الصورة التذكارية الجميلة ، فأخذتها وذهبت حيث أتيت ..
وبذلك أكون قد طويت يوماً مأساوياً أمضيته بين الشوق والحنين إلى الماضي ...

تمت

(حقوقى محفوظة بإسم صدى الروح أو نجمه لامعه فى السماء)