السعادة وأثرها على الصحة

السعادة وأثرها المباشر على صحتك النفسية والجسدية



ترتبط السعادة والمشاعر الإيجابية التي تنتابك بين الحين والآخر بشكل مباشر بسلامتك وصحتك النفسية والجسدية، حيث يؤكد الأطباء على أن الشعور بالسعادة ينعكس وبشكل مباشر على كافة أجهزتك وأعضائك الحيوية كالقلب والدماغ.

ويؤكد اختصاصيو علم النفس على العوامل الإيجابية التي تساهم في المرونة العاطفية والسعادة والصحة التي تمنحك حياة أكثر قيمة وتقلل من القلق والتوتر في حياتك.. حيث يقول الباحث في مجال علم النفس الإيجابي مارتن سيليجمان أن التجارب التي تحفز المشاعر الإيجابية تساهم في تلاشي المشاعر السلبية بشكل سريع ومحاربة أي اضطرابات نفسية قد تعاني منها خلال مراحل مختلفة من حياتك العملية أو العاطفية.

على صعيد متصل، توصلت الدراسات إلى تحديد العوامل التي تسهم باستمرارية احساسك بالسعادة والتي يطلق عليها العلماء اسم " السعادة المستدامة".. وبينت الدراسات أن الأمر ليس مرتبط فقط بتحقيق السعادة، إنما يتطلب منك ايضا الحفاظ على ديمومتها واستمرارها.. وفيما يلي نعرض نتائج أحدث وآخر الدرسات التي أجريت في هذا المجال.


- الصحة:
أظهر استطلاع أجراه الباحث في السعادة روبرت هولدن أن 65 شخص من كل 100 شخص يفضلون السعادة على الصحة، ولحسن الحظ أننا لسنا ملزمين بالاختيار فالسعادة والصحة يسيران جنبا إلى جنب.. وتذكر أنه لا وجود لصحة فعلية دون سعادة..
كما أكد اختصاصيو علم النفس على ان الإحساس المستمر بالتعاسة والإكتئاب والقلق لها آثار سلبية على الصحة، اذ أنها تسبب بإضعاف مناعة الجسم مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض والمشكلات الصحية.
وبالمحصلة يسهم علم النفس الإيجابي بمحاربة هذه المشاعر السلبية وبالتالي زيادة فرص الحصول على حياة صحية.


- طول العمر:
قام عدة باحثون بإجراء دراسة حول الحالة النفسية لدى مجموعة من السيدات، و قد وجد الباحثون أن 90% من السيدات الأكثر سعادة مازلن على قيد الحياة بعد سن الـ 85 ، بينما 34% فقط من السيدات الأقل شعورا بالسعادة مازلن على قيد الحياة بعد هذا السن.

- الزواج:
ترتبط المشاعر الإيجابية أيضا بالرضا في الحياة الزوجية، فقد قام الباحثون في دراسة أخرى بالتمعن بصور مجموعة من السيدات واستطاع الباحثون تحديد المتزوجات وغير المتزوجات والأكثر صحة عن طريقة من خلال تحديد مدى سعادتهن في الصور.. وهذا يؤكد تأثير السعادة على الحياة الزوجية والصحة.


- التفاؤل:
وجد الباحثون أن الأشخاص المتفائلون أطول عمرا من غيرهم، حيث ينظر المتفائل للحياة بطريقة مختلفة وبسعادة أكبر، وعندما يعيش المتفائل أي حدث سعيد فإنه يرجع السبب في ذلك إلى نفسه وقدرته على التحكم بحياته، كما يرى الشخص المتفائل هذا الحدث مؤشرا للعديد من الأحداث السعيدة القادمة وهو الأمر الذي يزيد من ثقتهم بأنفسهم وبالحياة من حولهم.
ويعد التفاؤل حافزا لتباع سلوكيات صحية سليمة، مما يسهم بالطبع في تحقيق فوائد عديدة أهمها طول العمر، وهو ما أكدته إحدى الدراسات الحديثة والتي خصلت إلى أن المتفائل يعيش حياة أطول من غيره بنسبة 19%.


- الدفاعات الناضجة:
أوضح علماء النفس أن هناك عامل أخر مرتبط ارتباطا وثيقا بالمشاعر الإيجابية والتفاؤل وهو مجموعة من نقاط القوة المعروفة بـ " الدفاعات الناضجة"، حيث تشمل هذه السمات الإيثار وهو القدرة على تأخير الحصول على حاجاتك الرئيسية، فضلا عن النظر إلى المستقبل بطموح وثقة.
وأكدت دراسة أجراها الباحثون في جامعة هارفرد أن الدفاعات الناضجة ترتبط بشكل وثيق بالإستمتاع في الحياة والدخل المرتفع وتقدم السن.